بالوع في جلبوع
الحفر باتجاه الأعلى
(أ.د. أحمد ملاعبة)
في عملية أسطورية نجح ٦ من الابطال الاشاوس في حفر نفق تجاوز حدود سجن امتدت أسواره بعيدا على امتداد الافق القصي.
الابطال وبتخطيط محكم وادوات بسيطة ربما لم تتجاوز الملاعق وسكاكين الطعام نحتوا دقاق الحصى وصلد الصخر بأناملهم الرقيقة ولم يكن ركام الحفر بأكثر وفرة من دمائهم التي تفجرت من ايديهم.
رحلة الحرية من الظلام إلى النور نفذت بإرادة وتصميم وعزم عز نظيره بحيث أصبح المشهد اسطوريا يروي قصة ارادة الحياة مهما عظمت جدران الطغيان.
لم يكن متوقع أبدا ان تخترق الإجراءات الاحترازية والاحترافية في داخل غرف السجن وباحاته ومحيطة الخارجي بانظمة إلكترونية متطورة ولكن ارادة الحياة خارج القفص حطمت المستحيل.
إن تدفق المقاومة المشروعة وباساليب لم يعهدها العالم يقر ان ارادة الشعوب أقوى من كل تكنولوجيا الأمن السيبراني وسيطرة الديجيتال.
خرج الابطال من جلبوع وتركوا السجانين يبحثون عن عبقرية صنعهم وقوة ارادتهم.
قد تطول فترة التحقيق وآلية ما جرى ولكن صنيعهم ادهش العالم وانشغلت بملحمتهم كل القنوات والفضائيات.
على مثل هذه الأرضية يمتد التفاؤل في نفوس المشتاقين للحرية ولكن هذه المرة بنجاح كبير.