صدى الشعب – الزرقاء – أكدت الإعلامية ليندا المواجدة، خلال مشاركتها في الملتقى الوطني الذي نظمه راصد الأردن – RASED Jordan في إقليم الوسط، أن المرحلة التي يمر بها الأردن حالياً تمثل تحولًا حقيقيًا في مسار تطوير منظومة الحكم المحلي، من خلال تعديل قانون الإدارة المحلية بشقيه: البلديات واللامركزية.
و أشارت المواجدة أن القانون الجديد جاء لتعزيز الحوكمة وتحقيق الشفافية، عبر إرساء فصل واضح بين المجلس البلدي الخدمي والمجلس التنفيذي، في محاولة لإنهاء التداخل الذي كان قائمًا في الصلاحيات بين من يخطط للخدمة ومن ينفذها.
وأضافت: “المجالس البلدية المنتخبة باتت اليوم معنية بشكل مباشر بتحديد الأولويات المحلية، ووضع الخطط التنموية، وممارسة دور رقابي حقيقي على التنفيذ، بينما أُوكلت مسؤوليات التنفيذ للمجلس التنفيذي برئاسة المحافظ وعضوية مدراء الدوائر الخدمية.”
وأوضحت أن هذا الفصل، وإن بدا في ظاهره إجراءً تنظيميًا، إلا أنه يحمل في مضمونه إعادة تعريف جذرية لأدوار الفاعلين المحليين، ويمنح المجالس المنتخبة مساحة أوسع للمساءلة وتوجيه الأداء ضمن إطار مؤسسي.
كما شددت المواجدة على أهمية عقد الجلسات البلدية بشكل علني، معتبرة أن اطلاع المواطنين ومشاركتهم في مناقشة قرارات مجالسهم هو أحد أبرز شروط الحكم الرشيد.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن نجاح القانون الجديد لا يكمن فقط في بنوده، بل في مدى فاعلية تطبيقه على أرض الواقع وتفعيل أدوات الرقابة والمشاركة المجتمعية، مشيرة إلى أن:
“القانون وضع الأساس، لكن الشراكة الحقيقية مع المواطن هي من تضمن تحقيق أهدافه.”
ويأتي هذا اللقاء ضمن فعاليات الملتقى النقاشي الوطني “هاكاثون الإدارة المحلية” الذي نظمه مركز الحياة – راصد في محافظة الزرقاء، تحت رعاية وزير الإدارة المحلية، وبمشاركة واسعة من رؤساء لجان البلديات، المدراء التنفيذيين، موظفي البلديات، أعضاء مجالس سابقة، وناشطين من مختلف محافظات إقليم الوسط.
ولم يكن هذا اللقاء مجرد منصة حوارية، بل شكّل مساحة وطنية مفتوحة لتوليد حلول مبتكرة وتشاركية للتحديات التي تواجه الإدارة المحلية، مستندًا إلى تجارب وخبرات العاملين في هذا القطاع الحيوي.
وسيتم رفع مخرجات هذا الهاكاثون، إلى جانب مخرجات اللقاءات القادمة، على شكل مقترحات عملية وتشريعية إلى أصحاب القرار، ضمن جهود تحديث وتطوير منظومة الإدارة المحلية في الأردن.












