بني سلامة : توافد أكثر من 1500باحث عن عمل… والتشغيل مسؤولية نتابعها ميدانيًا بشراكة مع القطاع الخاص
صدى الشعب – إربد – عرين مشاعلة
انطلقت في محافظة إربد اليوم الثلاثاء فعاليات اليوم الوطني للتشغيل2025 الذي نظمته وزارة العمل بالتعاون مع القطاع الخاص، في نادي الضباط وسط المدينة. وقد شاركت 63 مؤسسة من القطاع الخاص في الفعالية، وقدّمت ما مجموعه 1650 فرصة عمل موزعة على ستة قطاعات حيوية، في مشهد يعكس حجم التحديات التي يواجهها الشباب الأردني في سوق العمل، مقابل الجهود الرسمية المبذولة لخلق بيئة تشغيل حقيقية وفاعلة.
وقال مدير مديرية عمل إربد، المهندس سالم بني سلامة لـ”صدى الشعب”، إن الفعالية استقطبت أكثر من1500 باحث وباحثة عن عمل، مشيرًا إلى أن هذا الرقم يعكس بشكل دقيق مدى حاجة الشباب الأردني إلى فرص عمل جادة وملائمة. وأضاف: “منذ الساعة التاسعة صباحًا بدأ توافد الباحثين بأعداد كبيرة، وتجاوز عدد الحضور خلال الساعات الأولى أكثر من 1000 شخص، بينما تجاوز العدد الإجمالي للمتقدمين 1500 شخص مع انتهاء الفعالية.”
وأشار بني سلامة إلى أن الوزارة عملت على التحضير لهذه الفعالية بالتنسيق مع الحاكم الإداري في محافظة إربد، حيث تم تعميم الدعوة على مختلف مناطق وألوية المحافظة العشرة، بالتعاون مع البلديات والمجالس المحلية، لضمان وصول الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الباحثين.
وأضاف بني سلامة أن المؤسسات المشاركة قدمت فرصًا نوعية في قطاعات متعددة شملت: القطاع الصحي، القطاع التعليمي، القطاع الصناعي، قطاع تكنولوجيا المعلومات، قطاع المطاعم، وقطاع الخدمات. وأكد أن الشراكة مع القطاع الخاص لم تعد خيارًا بل ضرورة، وأن الوزارة تبذل جهودًا مستمرة لربط الشباب الباحثين عن العمل بمؤسسات قادرة على استيعابهم، بما يتماشى مع مؤهلاتهم وتطلعاتهم.
وقال: “كل الفرص المتاحة ضمن اليوم الوطني للتشغيل تم تسجيلها على المنصة الوطنية للتشغيل، التي تُمكّن الباحث من تقديم طلبه ونحن في مديرية العمل لا نكتفي بالإعلان عن الفرص، بل نتابع ميدانيًا من خلال موظفي مديرية العمل وعمل زيارات دورية للمؤسسات لضمان التزامها بالعقود وحقوق العاملين.”
وشهدت الفعالية تنظيمًا محكمًا بالتعاون مع هيئة شباب كلنا الأردن، حيث لعب متطوعو الهيئة دورًا هامًا في استقبال الباحثين وتنظيم دخولهم، إضافة إلى تقديم الإرشاد المهني وتعبئة الاستبيانات اللازمة لتوجيههم إلى المؤسسات المناسبة. وأشادت عبير حتاملة، ضابط ارتباط ميداني في الهيئة، بالتعاون المثمر مع مديرية العمل، مؤكدة أن الهيئة تسعى دائمًا إلى دعم هذه المبادرات الوطنية، والعمل على تعزيز دور الشباب في التفاعل الإيجابي مع سوق العمل.
ورصدت “صدى الشعب” آراء عدد من الباحثين والباحثات الذين شاركوا في الفعالية، والذين عبّروا عن تطلعاتهم للحصول على فرصة عمل حقيقية تضع حدًا لحالة الانتظار الطويل.
إسراء الخالدي، خريجة ماجستير محاسبة ، تحدثت عن رحلتها الطويلة في البحث عن وظيفة تناسب مؤهلها، مشيرة إلى أنها عملت بشكل جزئي في بعض القطاعات الخاصة، لكنها لم تحصل على وظيفة دائمة. وقالت: “نأمل أن يكون هناك تركيز على تخصصاتنا، فالقطاع المالي لا يحظى بنفس فرص التوسع كما هو الحال في قطاعات أخرى، ونحتاج إلى اهتمام أكبر بالعدالة في توزيع الفرص.”
من جهته، قال ينال العلاونة، الحاصل على بكالوريوس لغة عربية وحاصل على الدبلوم العالي لإعداد وتأهيل المعلمين ، إنه اجتاز امتحان تعيين من خلال الاعلان المفتوح، لكنه لم يُمنح فرصة للعمل حتى الآن. وأضاف: “تقدّمت إلى عدد من المدارس ولم أتلق أي رد، رغم اجتيازي كل الاختبارات. نأمل أن يفتح هذا اليوم بابًا حقيقيًا أمامنا، لا مجرد تقديم أوراق دون نتائج.”
وتباينت آراء المشاركين إزاء اليوم الوظيفي، إذ أشاد العديد منهم بسلاسة التنظيم وتعدد الجهات المشاركة، معتبرين أن الحدث يمثّل خطوة بنّاءة نحو توسيع آفاق التشغيل. في المقابل، أعرب آخرون عن تطلعهم إلى تطوير آليات المتابعة بعد انتهاء الفعالية، بما يسهم في تحويل الفرص المعروضة إلى فرص عملية ملموسة تعكس التزام الجهات المنظمة بتعزيز سوق العمل.
