كأي مشروع أردني إصلاحي، جاء مشروع دمج الوزارتين “مُنْبتّا”
لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى!
ليس قبله قبل، وليس بعده بعد!
لم يقل لنا أحد: ما سياقات المشروع، وفي أي خطة أتى، وما التغيرات اللاحقة في فلسفتي التعليم العادي والعالي؟ ما تغيرات المناهج؟ البرامج؟ التخصصات الجامعية؟ القبول الجامعي؟…..
للأمانة؛ المشروع قديم، وجاء تنفيذه كتقلبات الطقس في “منخفض ” تربوي مفاجىء قد يكون باردًا جدّا لكن من دون أي أمطار! أو بالقليل منها.
(١)
في الشكل لا المحتوى
ليس من المناسب مناقشة إيجابيات القرار أو سلبياته، فقد صدر القرار وانتهى الأمر، وتم دمج الوزارتين، ولم تستمع الحكومة لأي اعتراضات ضده من تربويين أوضحوا عيوب الدمج قبل سنة، ولذلك؛ فإن الواجب الآن عدم التركيز على سلبياته العديدة جدّا، وقد تم ذكرها قبل عام!!
ولذلك نسأل نحن المواطنين:
-لماذا جاء القرار مفاجئًا من دون أي مقدمات؟ وما الذي حدث بين الأمس واليوم؟
أمس عيّنت وزارة التربية والتعليم حوالي أربعين مدير تربية، واليوم
تقول: إن الوزارة الجديدة تحتاج اثني عشر مديرًا فقط.
هل من عين المديرين تفاجأ بقرار الدمج؟ هذا مستبعد جدّا.
إذن؛ ما الذي حدث؟
ولماذا المفاجأة؟ ومن فاجأ؟ ومن فوجئ؟
من بديهيات أي قرار، أن تمهد له، وتهيء له سياقاته، وتضمن دعم المنفذين له!
فما الإعلام التربوي الممهد، والشارح، والضامن؟
(٢)
إعلام تربوي في غيبوبة!
في ثقافة الصمت التنظيمي، يسود الخوف، وتختفي الجرأة والشجاعة! كان العاملون في وزارة التربية نجومًا في المجتمع، فغالبًا ما ترى مدير التعليم يحتل مساحة إعلامية،
ومدير التدريب، وكذلك مديري المناهج والامتحانات، والتخطيط، والمشاريع، والنشاطات؛ هؤلاء جميعا كانوا معروفين في المجتمع، بل كانوا نجومًا! فالتربية على مدى تاريخها
كانت تزود أجهزة الدولة بالقيادات من وزراء، وأمناء عامين، ومديرين عامين وحتى حكام كرة قدم!!
فما الذي حدث؟ لماذا لم نعد نعرف قيادات الوزارة؟ كنا نراهم
في الإعلام، وفي رعاية أنشطة الوزارة، يمثلون الوزير، والأمين في كل مكان، أين هم الآن؟
هل سادت ثقافة الصمت؟ ولماذا؟ هل هي سياسة البطل الواحد؟ المصدر الواحد؟
ولماذا يغيب مئات القادة؟
ولماذا لا نعرف أعضاء مجالس التربية؟ ونجوم الوزارة!
الإعلام التربوي ضرورة، ولا يجوز أن يفاجئ المجتمع بقرار كبير كدمج وزارتين، وغياب لفظ التعليم في المدرسة والجامعة!!
هذا ليس نقدًا لشخص، بل منهج
سلطوي ساد الإدارة الأردنية من عشرين عامًا، وكأننا ضدّ القرن الحادي والعشرين !
فهمت عليّ جنابك؟!
الإعلام التربوي موضوع لمقالة قادمة!