وعند سؤالنا لبعض باعة العطارة عن أسماء التوابل والبهارات والمواد الأخرى التي زاد الطلب عليها في زمن جائحة الكورونا هذا الذي نعيشه سردوا لنا مع تحفظهم» بأنهم يبيعون موادهم دون إعطاء ارشادات معينة » فهم يبيعون ما يطلبه الزبائن منهم فقط.
ومن أسماء تلك السلع التي يطلبها الناس ويشترونها من محلات العطارة والبهارات في عمَّان بكثرة–على اعتبار أنها تبعد فيروسات الكورونا عنهم وتحميهم- فقد كانت من مثل:
العسل وحبة البركة «القزحة» وكبش القرنفل والشاي الأسود والكركم والهال والزنجبيل والقسط الهندي والشيح واليانسون والكراوية ونجمة البحر والشطة والزعتر…الخ.
وكان الزبائن المشترون لهذه السلع والمواد من الرجال والنساء وبمختلف الطبقات الاجتماعية من الفقيرة الى الغنية.. حتى زادت طلبات الزبائن على تلك التوابل والمواد الأعشاب بنسبة تفوق المئة بالمئة.
ولكن هناك بعض المتنورين من الزبائن الذين يعرفون أنه لا وصفة عشبية لعلاج كورونا حتى الآن.. لكنه مجرد وصفات للشفاء من الزكام للوقاية من الفيروس، فهم يشترون تلك المواد و يعلمون أنّها قد تكون مخففة للأعراض وليست علاجاً.
و فيروس كورونا ليس السبب الأول الذي يزيد من إقبال الناس على شراء المواد العشبية والتوابل لأجل الوقاية.. ولكن الإقبال بكثرة نشهده كذلك مع دخول موسم الشتاء، إذ يكثر الزكام وأمراض الأنفلونزا, لأن الكثيرين ما زالوا يثقون بالعلاج بأعشاب العطارين.. وكذلك في رمضان لإضافة ما هو مناسب من التوابل الى الأطعمة والحلويات.
•التوابل في رمضان
في رمضان يتميز الصائمون بكثرة العبادة والتقوى والتسامح و الإحسان، ويهتم الصائمون كذلك بالأطعمة والأشربة التي تقوي أجسادهم؛ لأداء هذه الفريضة الدينية السنوية.
ويتحضر أرباب وربات البيوت من خلال ذهابهم لأسواق عمَّان في هذا الشهر الكريم لشراء السلع الضرورية من محلات العطارة والتوابل مثل: التوابل والبهارات والأعشاب الجافة والمكسرات والحبوب وغيرها.
وذلك كي تصبح نكهات طعامهم طيبة، وأشربتهم لذيذة، وحلوياتهم شهية. وفي أحد محلات بيع التوابل والبهارات والمكسرات في عمان حدثنا صاحبه عن موسم رمضان بالقول:
إن معظم توابل طعام رمضان التي يطلبها الناس عادةً هي: بهارات المنسف إذ انها تُعطي نكهة من الدسامة، وبهارات الكبسة، وبهارات الكُبة، ثم البهارات المُشكلة لمعظم أنواع الطبيخ، التي تكون مكونة من مواد متعددة مثل الفلفل الأسود، الفلفل الأبيض، بهار حلو، القرنفل، جوز الطيب، القرفة، الزنجبيل، الهال، الهولنجان، وورق الغار.
وهناك أيضاً توابل وبهارات خاصة للحوم وأخرى للدجاج وأخرى للأسماك، ولجميع أنواع الأكلات الرمضانية الأخرى مثل البرياني و الأوزي والقدرة والشاورما.
ثم هناك بهارات وتوابل الكعك والمعمول مثل: الشومر واليانسون وجوز الطيب والمستكة والمحلب، التي يزداد الطلب عليها في آخر شهر رمضان لعمل الكعك ومعمول العيد.
وتابع قائلاً: والتوابل معظمها مستوردة من دول جنوب شرقي آسيا كالهند و فيتنام.. وتلعب البهارات دوراً كبيراً في إضافة النكهة والمتعة للغذاء والمشروبات.
وبعض التوابل تتميز حتى بالفوائد الصحية, حيث أنها مصادر جيدة لمضادات الأكسدة.
ويُذكر أن التوابل من مجموعة متنوعة من النباتات الاستوائية وقِطع الأشجار، مثل البذور، الفواكه، الجذور، البراعم، السيقان واللحاء، و تتوفر التوابل عادة بأشكال جافة، وتضيف التوابل كمية لا تذكر من السعرات الحرارية للغذاء والكثير من النكهة على الطعام.
ومن المعلوم إقبال الشعوب على هذه المواد هو قديم جداً.. حيث كانت الدول تستورد التوابل والبهارات من الشرق الأقصى.. فقد كانت القوافل تحملها عبر الصين والهند إلى موانئ الخليج العربي ثم إلى موانئ البحر الابيض المتوسط ومنها إلى أسواق القاهرة ودمشق وأثينا وروما وغيرها من مدن العالم.
وكانت تباع البهارات والتوابل بأسعار باهضة، فبعض البهارات هذه كانت تستعمل في دفع الضرائب وشراء الآلات ولتسديد الايجارات، وحتى في دفع مهر العروس!!.
وكانت قديماً لهذه السلعة التجارية مكانة خاصة لدى الملوك وكبار التجار والشخصيات الهامة في حياتهم بسبب رائحتها الذكية المنبعثة وتأثيرها على الاطعمة والأشربة، ولفوائدها العديدة للمحافظة على صحة وجمال الجسم البشري، وفي معالجة بعض الأمراض.
•فوائد التوابل والبهارات
هذا وتعمل بعض التوابل والبهارات على تعزيز عمل جهاز المناعة، كما تحمي الجسم من الاصابة بالعديد من الامراض.
وتساعد التوابل والبهارات على تطهير القصبات الهوائية في الجهاز التنفسي كما انها علاج فعال للربو ونزلات البرد.
وكذلك تسهم بعض انواع التوابل والبهارات ومنها الفلفل الحار في علاج مشاكل الجهاز الهضمي؛ كونها تحتوي على زيوت عطرية فعالة في هذه الناحية، كما انها تساعد في علاج القرحة وتطهير المعدة والتخلص من الغازات والسموم والبكتيريا الضارة الموجودة في بعض الاطعمة.
وأيضاً تساعد التوابل والبهارات على تخفيف الام العظام والمفاصل.. وتحمي من الاصابة ببعض انواع السرطان؛ فالعديد من التوابل والبهارات غنية بمواد مضادة للاكسدة مثل: القرنفل والكمون والزنجبيل.
والتوابل والبهارات تسهم في خفض نسبة الدهون والكوليسترول الضار في الدم وبشكل خاص الزنجبيل، كما انها علاج فعال لدوار البحر.
وتعمل التوابل والبهارات على علاج الأورام المختلفة في الجسم كما انها تحسن عملية الهضم خاصة الفلفل الاسود.
وان تناول التوابل والبهارات مع الطعام يسهم في تقوية الذاكرة وحماية خلايا الدماغ من التلف.
ولفعالية بعض التوابل والبهارات فإنها مفيدة في تسكين المغص وخفض درجة حرارة الجسم خاصة الفلفل الابيض.
ويُقال إن العديد من التوابل والبهارات هي علاج فعال لفقدان, وتساعد كذلك في الاقلاع عن التدخين.
•التوابل الأكثر إقبالاً
الزنجبيل:
الزنجبيل من التوابل الغنية بالعناصر الغذائية المقوية للجهاز المناعي، مثل مضادات الالتهاب ومضادات الأكسدة والفيتامينات، وبالتالي يصبح الجسم أكثر قدرة على مكافحة الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض عند المواظبة على تناول الزنجبيل كمشروب ساخن أو إضافته إلى الأطعمة عند الطهي.
ويعمل الزنجبيل أيضًا على تخفيف آلام الحلق ومنع إنتاج السيتوكينات الفيروسية التي تسبب الآلام والتورم.
الكركم:
يحتوي الكركم على نسبة عالية من الكركمين، وهو مركب كيميائي يتميز بخصائصه المضادة للميكروبات والبكتيريا، بالإضافة إلى محتواه المرتفع من المعادن والفيتامينات التي تساعد على تقوية الجهاز المناعي، مثل الحديد والفسفور والماغنسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك، وفيتامين (سي، هـ، ك).
ويتميز الكركم باحتوائه على مضادات الأكسدة، المكافحة للشوارد الحرة بجسم الإنسان، ما يقلل من فرص الإصابة بالسرطان.
القرفة:
تتعدد الفوائد الصحية لتناول القرفة، حيث تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتحسين نسبة الكوليسترول بالدم وتنقية الجسم من السموم، كما تساعد على رفع كفاءة الجهاز المناعي ضد الفيروسات والميكروبات والجراثيم.
الكاري:
يحتوي الكاري على فيتامين أ وفيتامين سي، وكلاهما من الفيتامينات المقوية للجهاز المناعي، والتي تجعل الجسم أكثر قدرة على مكافحة الفيروسات والبكتيريا.
كما يتميز الكاري بمحتواه العالي من فيتامين B6 المسئول عن إنتاج خلايا الدم البيضاء، التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد فيروسات وميكروبات التي تهاجم الجسم.
شطة الفلفل الحار:
تحتوي على مضادات الأكسدة مثل مادة الكابسين، وتناولها يزيد من كفاءة الجهاز المناعي ضد الفيروسات والبكتيريا، وتعد الشطة الحمراء من التوابل الغنية بفيتامين «سي».
ويساعد هذا الفيتامين على تقوية مناعة الجسم، ويقلل من فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، ويخفف من حدة الأعراض في حالة الإصابة بهما، لكنه يجب الحذر عن تناولها خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية معينة، ووفقا لإرشادات الطبيب.
•أغذية لتقوية مناعة الجسم
وللأغذية الصحية دوْر في تعزيز مناعة الجسم ومقاومة هذه الأمراض.
وعلى ذمة الطبيب التركي «مختار فاتح» فقد أوصى مؤخراً بمجموعة من الأغذية الصحية المناسبة التي تساهم في تعزيز مقاومة الجسم، وحمايته من فيروسات الإنفلونزا، وفيروس كورونا.
حيث إن الاهتمام بالجهاز المناعي والحرص على تقويته ضد الامراض مهم جدا من اجل الشفاء السريع من المرض.
وقال: ان أفضل النصائح المتاحة في الوقت الراهن، هي اتباع نظام غذائي صحي متوازن غني بالألياف، ويساهم ويدعم وظائف الرئة على التعافي من الآثار السلبية لكورونا وأنفلونزا.
وعدد الطبيب التركي مجموعة من الأغذية المناسبة على الشكل التالي:
الاسماك والمأكولات البحرية، والمأكولات الغنية بفيتامين «د» كصفار البيض، والحبوب المدعمة واللحوم الحمراء والبيضاء، والبقوليات وأهمها العدس.
الشاي الأخضر حيث يوجد فيه مستويات عالية من المواد المضادة للأكسدة تسهم في تعزيز نظام المناعة، بالإضافة الى تأثيره كمضاد للبكتيريا ومضاد للفيروسات.
والثوم فهو يزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض المختلفة ويحتوي على مركبات الكبريت، مثل الأليسين التي تحفز خلايا الدم البيضاء وخلايا مناعية أخرى ويفيد في أمراض الجهاز التنفسي، ويخفف الأعراض المصاحبة للأنفلونزا ويفضل تناول الثوم النيئ.
والسبانخ فهي ليست غنية بفيتامين C فقط، بل تعد مليئة بالعديد من مضادات الأكسدة وبيتا كاروتين، مما يزيد من قدرة أجهزة الجسم المناعية لدينا على مكافحة العدوى بالفيروسات، وكذلك الخضروات الورقية الأخرى، ونبتة الهليون.
» اللبن» فهو مصدر هام لفيتامين D، إضافة لمشتقات الألبان والأجبان، والتي تساعد في تنظيم وتقوية جهاز المناعة، كما أنه يقلل من آلام الحلق خلال الإصابة بالأنفلونزا، ويفضل تناول اللبن خالي الدسم والسكريات.
الزنجبيل متعدد الفوائد، كما أنه من التوابل الصحية جداً، يقوى مناعة الجسم ضد مختلف الأمراض.. ومنذ القِدم وُجد للزنجبيل دور في علاج الكثير من الامراض، وخاصة التي تصيب الجهاز التنفسي.
ويحتوي الزنجبيل على بعض المركبات التي قد تُساعد على تقليل نزلات البرد، وتخفيف بعض أعراضه، كالحرارة، والألم، والسعال، ويساعد في تقليل الالتهاب، كالتهاب الحلق، كما يعمل على تقليل الغثيان ويُساعد على الشعور بالدفء، وعلى التعرق، والتقليل من انتقال العدوى..ويجب تناول الزنجبيل الطازج من خلال العصير أو كتوابل.
والبروكلي يُنصح بتناوله أثناء الإصابة بالإنفلونزا والامراض الفيروسية الاخرى حيث يضمن سرعة الشفاء، لاحتوائه على عناصر غذائية وفيتامينات هامة لصحة الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض.
ودقيق الشوفان يُعد من الخيارات المثالية للأشخاص الذين يعانون من الأنفلونزا، ويجب اختيار دقيق الشوفان غير المعالج، ودون إضافة سكريات إليه، حيث يحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين (هـ) بالإضافة إلى مضادات الأكسدة وألياف بيتا غلوكان، وجميعها عناصر هامة للمناعة.
والتوت البري يُوصى اضافته إلى النظام الغذائي، لأنه يساعد على عدم تكرار الالتهابات، ويحد من الإصابة بنزلات البرد.
والحساء مثل حساء الدجاج من أفضل الأطعمة التي تساعد في علاج الأنفلونزا، لأنها تهدئ الحلق وتخفف الالتهابات، كما أنها تمنع الإصابة بالجفاف، ويمكن تناول حساء اللحم أو حساء الخضروات الذي يحتوي على الكرفس والجزر، ويفضل عدم إضافة كميات كبيرة من الملح إلى الحساء.
والكركم يحتوي على مضادات للالتهابات، ومن ثم فإن له تأثيراً قوياً في مكافحة الأمراض وتقوية جهاز المناعة.
كذلك يجب الاكثار من شرب المياه والسوائل الدافئة، ويجب تدعيم صحة الجسم من خلال الحفاظ على ترطيبه باستمرار، بشرب الماء ومشروبات الأعشاب الدافئة التي تعالج الإنفلونزا مثل اليانسون والبابونج والشاي مع الليمون والعصائر الطازجة الخالية من السكريات..