حدادين:التركيز على الصناعات اليدوية والحرفية والتصنيع الغذائي.
- السياحة والهيدروجين الاخضر ملاذا لرفد الاقتصاد الأردني.
- يجيب تغيير أنماط الإستهلاك
*دعم الشركات التكنولوجية لما تقدمه من فروقات في الإقتصاد.
*رسم خارطة طريق جديدة للإقتصاد العربي عنوانها التعاون المشترك من أجل تكامل إقتصادي.
*البحث عن أسواق عالمية جديدة لصادراتنا.
*تشكيل هيئة سياسات خارجية تتمتع بخبرات إقتصادية قادرة على قراءة المتغيرات المتسارعة.
صدى الشعب – فايز الشاقلدي
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على دول العالم، ومن بينها الأردن، عاصفة من الانتقادات والمخاوف من آليات تطبيق القرار الأميركي التي زادت عن الحد الأدنى البالغ 10% لدول الشرق الأوسط، ووصلت إلى نسبة 20% على الصادرات الأردنية للولايات المتحدة الأميركية.
وشمل القرار الأميركي الذي أعلنه ترامب مؤخراً، الذي وصفه بـ”يوم التحرير”، فرض الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة على جميع الدول التي تربطها علاقات تجارية مع واشنطن، ولم يفرق القرار بين دول صديقة للولايات المتحدة، أو خصوم تقليديين لها، في حين أشار خبير اقتصادي إلى أن قرار ترامب يذكي حربا تجارية مع الشركاء العالميين، ويرفع الأسعار، ويقلب نظاما تجاريا قائما منذ عقود رأسا على عقب.- دعم الصناعات المحلية
وشكّل القرار الذي لم تعلق الحكومة الأردنية عليه حتى الآن استياء في الأوساط الاقتصادية الأردنية، ورأى البعض أنه سيشكل علامة فارقة في السياسة التجارية بين عمّان وواشنطن، مما يهدد اتفاقية التجارة الحرة التي وقعها الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية نهاية عام 2001، بالإضافة لارتفاع كلف الإنتاج على السلع الأردنية، مما قد يجعلها أقل تنافسية مع غيرها جراء الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة بالمجمل.
وتتركز الصادرات الأردنية إلى أميركا في الألبسة، والحلي، والأسمدة، والتمور، والصناعات الدوائية، وخدمات التكنولوجيا، بينما تستورد المملكة من السوق الأميركي منتجات معدنية، معدات نقل، حبوب، وأجهزة طبية، لكن قرار الرسوم الجديد قد يهدد هذا التوازن، خاصة في قطاع الألبسة الذي تجاوزت قيمته 1.5 مليار دينار العام الماضي.
من جانبه ،يرى مدير مركز جوبكينز للدراسات الإستراتيجية الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي المهندس مهند عباس حدادين ، بأنه علينا دعم الصناعات المحلية التي لا تحتاج إلى مواد خام من دول خارجية من خلال استغلال واستخراج بعض المواد الطبيعية الموجودة في الأردن مثل البوتاس والفوسفات ،والتركيز على الصناعات اليدوية والحرفية، ودعم الشركات التكنولوجية وخصوصا التي تعمل في مجال البرمجيات وتطبيقات المنصات،وتغيير الأنماط الإستهلاكية،وإعادة النظر في الميزان التجاري بين الصادرات والواردات.
وحول المطلوب من الحكومة والسوق الأردني لمواجهة التحديات التي يفرضها القرار الأميركي ، قال حدادين ، علينا إستخدام الهيدروجين الاخضر كبديل للطاقة وتصديره بكميات كبيرة من خلال استقطاب الاستثمارات والبحث عن المستثمرين العرب ، والبحث عن أسواق وسلاسل إمداد جديدة .
وأضاف حدادين خلال حديثة مع “صدى الشعب” ، أنه يجب وضع خطة عمل متكاملة بالتعاون مع سياسيين واقتصاديين من خلال تشكيل لجنة أقتصادية قادرة على قراءة المتغيرات والتحديات للدخول في مفاوضات بناءة ومباشرة مع الولايات المتحدة ودول أخرى للعودة عن قرار ترامب في ما يخص الأردن، لوضع توازنات فما يقدمه الأردن من دعم لوجستي من اجل إستقرار المنطقة يفوق بكثير رسوم ترمب ، والعمل على تحريك المساعدات السابقة .
وأضاف مستدركا أن حجم الصادرات الأردنية للولايات المتحدة الأميركية مقابل حجم الصادرات العالمية لن تكون له تأثيرات سلبية على الولايات المتحدة، إلا أن النسبة التي فرضتها واشنطن على الأردن ستكون لها آثار وانعكاسات سلبية على الاقتصاد المحلي.- السياحة والبنك المركزي ملجأن أمنان
ويرى حدادين ، أن القطاع السياحي ملجأ آمن لتحقق نمواً ملحوظاً يعتمد عليه في ظل الظروف الحالية والمستقبليةو توفير بيئة استثمارية جاذبة مدعومة ببنية تحتية حديثة وقوانين محفزة، مؤكداً،أن البنك المركزي لديه قدرة عالية في التعامل مع الأزمات الاقتصادية وإدارتها فالإقتصاد الأردني يملك من المرونة ما يكفي لإستيعاب اي صدمات .وختم بأنه على الدول العربية رسم خارطة طريق إقتصادية تعتمد على التعاون المشترك والتكامل الصناعي والزراعي والتجاري من أجل الإستقلالية الإقتصادية بعيدا عن الحرب الإقتصادية العالمية لتشكل المنطقة العربية مفهوم Regionalization كون العولمة قد إنتهت بعد أن دمرها ترمب،وبالتالي سيكون هناك دعم لوجستي بدون أي تعقيدات في سلاسل الإمداد داخل الوطن العربي. - كارثة اقتصادية
وحسب تقرير أصدرته منظمة “تمكين” للمساعدة القانونية (منظمة مجتمع مدني مختصة في قضايا العمل)، قدّرت المنظمة أن تسجيل انخفاض 20-30% في منتجات قطاع الألبسة للولايات المتحدة، على سبيل المثال، قد يؤدي إلى فقدان 10 آلاف إلى 15 ألف وظيفة مباشرة، تعد النساء الحلقة الأضعف فيها، إذ يشكلن 60% من العاملين في هذا القطاع.
ورأت المنظمة أن رفع الرسوم الجمركية بشكل أحادي من الولايات المتحدة قد يعد خرقا لشروط الاتفاقيات التجارية، وقد يفتح المجال أمام الدول المتضررة لتقديم شكاوى إلى منظمة التجارة العالمية.
وكان الرئيس الأميركي ترامب قد أكد أن الغرض من خطوته بفرض رسوم جمركية جديدة على دول العالم المرتبطة تجاريا مع واشنطن هو حماية الاقتصاد الأميركي والحلم الأميركي من “السارقين”، مضيفا “لقد استعدنا مصير الولايات المتحدة وقد أعدناها إلى سابق عهودها”.
وتابع: “سأوقع أمرا تنفيذيا يفرض رسوما جمركية متبادلة، وهذا اليوم من أهم أيامنا لأنه يمثل إعلان الاستقلال الاقتصادي”.
واعتبر أن الولايات المتحدة ستجني تريليونات الدولارات وستعود أميركا ثرية من جديد. كما قال: “سنفرض بدءا من منتصف الليل رسوما بقيمة 25% على كل السيارات الأجنبية”.- تحديات وتوقعات
مع استمرار المنافسة العالمية واعتماد الأردن على السوق الأمريكي، قد تؤثر الرسوم الجمركية على هامش الأرباح والقدرة التنافسية، مما يستدعي تحركاً عاجلاً لتوضيح التداعيات والحفاظ على المكاسب الاقتصادية التي تحققت على مدى عقدين.