صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
يلعب قطاع السياحة دوراً مهماً واساسياً في ويُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث يسهم بنسبة تتراوح بين ١٣ ١٥% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر آلاف الفرص الوظيفية، خاصة للشباب .
وقالت الدكتورة ساهرة باسل الملكاوي دكتوراه في إدارة الضيافة والفعاليات وأستاذ مساعد في كلية لومينوس الجامعية التقنية لـ “صدى الشعب” إن الأردن يتميز بتنوعه السياحي،إذ يجمع بين المواقع التاريخية مثل البتراء وجرش، والمقاصد البيئية كالبحر الميت ووادي رم،إضافة إلى السياحة العلاجية والدينية.
وأضافت الدكتورة الملكاوي، أن القطاع السياحي يلعب دوراً حيويًا في تنشيط الاقتصاد الأردني من خلال زيادة الإيرادات عبر إنفاق السياح في قطاعات متعددة كالفنادق والمطاعم والمواصلات، وايضاً جذب الاستثمارات الأجنبية في المشاريع السياحية والفندقية، ودعم القطاعات الأخرى مثل الزراعة، والحرف اليدوية والتجارة، مما يخلق دورة اقتصادية متكاملة.
وأكدت الدكتورة الملكاوي، أن السياحة تعد من أكثر القطاعات توظيفا في الأردن، حيث توفر أكثر من ۵۰،۰۰۰ وظيفة مباشرة، إضافة إلى آلاف الفرص غير المباشرة في مجالات مثل النقل والخدمات اللوجستية، ومن أبرز فرص العمل المتاحة للشباب ووظائف في الفنادق والمنتجعات، خاصة في العقبة والبحر الميت وايضاً العمل في المطاعم والمقاهي التي تستقبل أعدادا كبيرة من السياح، بالاضافة إلى مهن الإرشاد السياحي، حيث يسهم الشباب في تقديم تجربة ثقافية غنية للزوار، وريادة الأعمال في المشاريع السياحية الصغيرة مثل بيوت الضيافة والمغامرات البيئية في وادي رم.
وأشارت الدكتورة الملكاوي إلى أن السياحة تدعم المشروعات الريادية للشباب حيث تمكن العديد من تأسيس مشاريع مبتكرة، مثل متاجر الحرف اليدوية التي تروج للمنتجات التقليدية الأردنية كالفخار ،والزجاج، المعشق، والتطريز، والسياحة البيئية ، والمغامرات ،مثل تنظيم رحلات المشي، لمسافات طويلة في درب الأردن والتجديف في وادي الموجب وايضاً تجارب الضيافة البدوية مثل مشروع بيت الضيافة في أم قيس الذي يوفر للسياح فرصة الإقامة في منازل تقليدية وتجربة الطبخ الأردني الأصيل، مما يدعم الأسر المحلية اقتصادياً.
وبينت الدكتورة الملكاوي، أن السياحة تسهم في إحياء التراث الأردني والترويج للثقافة الوطنية من خلال دعم المواقع الأثرية مثل البتراء وجرش، إضافة إلى المهرجانات الثقافية كـ مهرجان جرش ومهرجان الفحيص التي تجذب السياح وتعزز الاقتصاد المحلي. وبحسب الدكتورة الملكاوي، فأن السياحة ليست فقط محركا اقتصاديًا، بل هي أداة لتعزيز التفاهم بين الثقافات، حيث تمنح الزوار فرصة التفاعل المباشر مع السكان المحليين والتعرف على العادات والتقاليد الأردنية وأوضحت أن المجتمع الأردني يستفيد بدوره من هذه التفاعلات عبر الاطلاع على ثقافات العالم المختلفة، مما يعزز روح التعايش والانفتاح.
وأوضحت الدكتورة الملكاوي أن السياح عند زيارة مواقع مثل البتراء وجرش ووادي رم لا يقتصرون على استكشاف المعالم التاريخية فحسب، بل يختبرون الحياة الأردنية من خلال التفاعل مع المجتمع المحلي مثل في البتراء حيث يشارك السياح في عروض الفروسية التقليدية والحرف اليدوية والموسيقى التراثية، وفي وادي رم يخوضون تجربة الحياة البدوية، عبر الإقامة في المخيمات الصحراوية، وتذوق الطعام الأردني الأصيل مثل المنسف والزرب، وفي عمان تتيح الأسواق التقليدية مثل سوق البخارية وسوق جارا فرصة للتفاعل مع الحرفيين المحليين والتعرف على الفنون التراثية.
كما وقالت الدكتورة الملكاوي، إن المهرجانات الثقافية تسهم في إبراز الهوية الأردنية والتواصل مع الثقافات العالمية
حيث تجمع فعاليات مثل مهرجان جرش بين الفنانين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم مما يعزز التبادل الثقافي، مشيرة إلى أن السياحة لا تعرف الزوار بالثقافة الأردنية فقط، بل تفتح آفاقا جديدة أمام المجتمع الأردني نفسه، ففي العقبة، مثلاً، أدى توافد السياح من مختلف الدول إلى انفتاح السكان المحليين على الثقافات الأخرى، مما انعكس على تطوير الخدمات السياحية بما يتناسب مع الأذواق العالمية.
واختتمت الدكتورة الملكاوي حديثها بالتأكيد على أن الاستثمار في السياحة المستدامة، ودعم المشاريع الريادية والترويج العالمي للأردن يمكن أن يعزز دور هذا القطاع كمصدر أساسي للنمو الاقتصادي مما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي وخلق فرص عمل حقيقية للشباب الأردني لبناء مستقبلهم، والسياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي نافذة للتواصل الحضاري وفرصة للنهوض بالمجتمعات المحلية من خلال تطوير السياحة المستدامة، يمكن للأردن أن يواصل تألقه كوجهة عالمية توفر تجربة ثقافية وإنسانية غنية لكل زائر.
