صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
تتزايد التحديات الاقتصادية الراهنة في ظل التحديات الاقتصادية الرهنة، حيث يواجه الأفراد ضغوطاً مالية متزايدة تؤثر بشكل مباشر على صحتهم النفسية، فمع ارتفاع تكاليف المعيشة وتزايد الأعباء المالية، يصبح القلق والتوتر رفيقين دائمين للكثيرين مما ينعكس على قدرتهم على اتخاذ قرارات صائبة وإدارة حياتهم بشكل متوازن.
وقالت الدكتورة ضياء عبد الرؤوف الأحمد، مشرفة الإرشاد النفسي في قسم الإرشاد التربوي، لـ “صدى الشعب” يسعى الإنسان إلى تلبية حاجاته الأساسية مثل الطعام والمأوى والشعور بالأمان، بالإضافة إلى تحقيق الذات عبر تقدير المجتمع له وعندما يتعرض للحرمان من أحد هذه الحاجات يصبح إشباعها هو المهيمن على سلوكه وصحته النفسية.
وأوضحت أن تأمين هذه الاحتياجات يتطلب استقرارًا ماليًا، وحين يواجه الشخص ضغوطاً مالية بسبب سوء إدارة الموارد أو تزايد الديون، فإنه يعاني من اضطرابات نفسية وجسدية، مثل القلق والتوتر وارتفاع مستويات هرمونات التوتر، مما يؤثر على ضغط الدم والجهاز الهضمي.
وللحد من تأثير الأزمات الاقتصادية على الصحة النفسية، تقترح الدكتور ضياء الأحمد اتباع استراتيجيات عملية، منها وضع خطة مالية تحدد الأهداف والميزانية مع تقليل الإنفاق على الكماليات والمظاهر غير الضرورية، بالاضافة إلى الاستعانة بأشخاص ذوي خبرة للحصول على نصائح حول سداد الديون وإدارة الموارد المالية بفعالية، والبحث عن مصادر دخل إضافية لتحسين الوضع المالي وتخفيف الضغوط الناتجة عن القروض والالتزامات المتراكمة.
كما تؤكد الأحمد على أهمية الدعم المجتمعي في تعزيز الثقة والتخفيف من الأعباء الاقتصادية من خلال برامج تساعد الأفراد على الاحتفاظ بوظائفهم أو العثور على فرص عمل جديدة، فإدارة الأمور المالية بشكل حكيم لا تحافظ فقط على الصحة النفسية، بل تسهم في تقليل المشكلات الاجتماعية، مثل العنف الأسري والاكتئاب الذي قد يصل في بعض الحالات إلى حد الانتحار.
وتشدد الأحمد على أن تحقيق تماسك اجتماعي قوي من خلال التعاون والتكافل بين الأفراد يمكن أن يساعد في مواجهة الأزمات الاقتصادية والتخفيف من آثارها النفسية، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وصحة.






