محمود الفطافطة
يأتي اليوم الدولي للإخوة الإنسانية والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع للتأكيد على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين البشر، ونشر السلام بين الناس على المستوى العالمي، اعترافًا بأن الجميع أفراد لأسرة إنسانية واحدة، مع ما تشهده غزة من جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الكيان الصهيوني وراح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى جلهم من الأطفال والنساء وتدمير الآلاف من المساكن واستهداف المستشفييات والكوادر الطبية.
ويسلط اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الضوء على مبادئ وقيم وثيقة الأخوة الإنسانية مع مواصلة تعزيز البحث عن أفضل الممارسات التي من شأنها أن تمهد الطريق لعالم أكثر سلمًا، بينما توصل قوات الاحتلال ارتكاب أكبر جريمة ابادة بالقرن الحالي بحق المدنين الأبرياء في غزة، الذين يتعرضون لعدوان همجي ووحشي بآلة الحرب الصهيونية، وبرعاية ودعم اميركي غربي وصمت دولي عن هذه الجريمة الشرسة.
ويتزامن اليوم الدولي للإخوة الإنسانية بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية مجموعة من الأوامر بعد إعلانها، اختصاصها في الدعوى المقدمة من قبل دولة جنوب أفريقيا ضد الاحتلال بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بقطاع غزة، حيث أخذت المحكمة بعين الاعتبار الأدلة المقدمة بوجود نية ارتكاب إبادة جماعية، وأمرت الاحتلال بالامتناع عن أي أعمال قد تندرج ضمن اتفاقية الإبادة الجماعية، وكذلك ضمان عدم ارتكاب قواتها أي أعمال إبادة جماعية في غزة.
ويتواصل ورغم تلك القرارات القصف الإسرائيلي العنيف على غزة والذي يستهدف المنازل والمنشآت المدنية والصحية، وسط تركيز متصاعد على المستشفيات ومحيطها والتي خرجت عن الخدمة، بينما يفترش آلاف النازحين الفلسطينيين الأرض داخل مراكز الإيواء، هربًا من نيران حرب الاحتلال في ظل تردي أوضاعهم الصحية والمعيشية؛ والتي فاقمها شح المياه والمواد التموينية، وانتشار الأوبئة والفيروسات بين النازحين وانتشار آلاف الإصابات بعدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي جراء الاكتظاظ وتدني متسويات النظافة الشخصية في أماكن النزوح، ناهيك عن حالات الذعر وبخاصة بين الأطفال والنساء وحالات الإجهاض والولادة المبكرة نتيجة الذعر والهروب القسري تحت القصف في مناطق القطاع كافة وعدم توفر الرعاية الصحية لهنَ في أماكن النزوح.
ولا يزال المصابون بالأمراض المزمنة ومرضى السرطان والذين يقدر عددهم بأكثر من 10 آلاف مريض يتعرضون لمضاعفات خطيرة تودي بحياة العشرات منهم يومياً نتيجة عدم توفر الأدوية وانعدام الرعاية الصحية في أماكن النزوح، فيما حذرت الجهات الصحية المتخصصة من مضاعفات صحية خطيرة تطال 350 ألف مصاب بأمراض مزمنة جراء عدم توفر الأدوية وعدم دخولها إلى قطاع غزة.
خلاصة القول: غزة بأمس الحاجة في هذه الظروف العصيبة للدعم والمساندة والتضامن من كل أحرار العالم ومحبي السلام والحرية للوقوف إلى جانبهم، ووقف نزيف الدم الفلسطيني وحالة القتل والدمار التي تجتاح القطاع، وهم ليسوا بحاجة للمزيد من القرارت والأعراف والمواثيق الدولية التي تضرب بها سلطات الاحتلال بعرض الحائط.