كتب. رامي الشوابكة
عشق الكلمة وامتلك ناصيتها من الصغر، فوظفها بمهارة في نصوصه الصحفية الابداعية والروائية فيما بعد، ليسطر بحروف من ذهب اسما لكاتب سياسي وروائي اردني، مبدع في خدمة عشقه الازلي للوطن، الذي حاكى في اعماله الصحفية والروائية ادق تفاصيله.
لم يركن رمضان الرواشدة الى التقاعد بل ظل اعلاميا وروائيا منافحا عن الوطن وابنائه يناقش ويطرح قضاياهم ومعاناتهم في كتاباته الابداعية دون كلل او ملل.
نصوصه دائما ما تستفز قوميتك وحبك للوطن وفلسطين، لتاسرك شغفا لاكمال ما بدات من قراءة حتى نهايتها، لاهثا خلف سبر غور المجهول، لتكتشف انك ما زلت تطارد خيط العشق الابدي للمعرفة.بدأ مترجمًا ومحررا بجريدة الشعب
الرواشدة الذي جاء من الجنوب مدججا بالقيم العربية النبيلة وبحب وعشق الوطن، بدأ بقيادة مسيرة حياته العملية، بعدما انهى دراسة الادب الانجليزي في جامعة اليرموك، مترجمًا ومحررا بجريدة الشعب عام 1989، ثم كاتبًا صحفيًا في جريدة الرأي الأردنية في عام 1994، ومراسلًا لإذاعة الشرق في باريس في عام 1999، ومراسًا لجريدة المستقبل اللبنانية في عام 2000، قبل أن يعمل مستشارا إعلاميا لرئيس الوزراء في 2003، ثم منسقًا للعلاقات العامة في مكتب رئيس الديوان الملكي الهاشمي في 2005.
عمل بعد ذلك مديرًا عامًا لوكالة الأنباء الأردنية “بترا” عام 2007.
وفي عام 2012، قرر مجلس الوزراء تعيين الرواشدة مديرًا عامًا للتلفزيون الأردني.
انتخبته الجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية والتي انعقدت بالكويت نائبًا أول لرئيس اتحاد إذاعات الدول العربية لمدة عامين.
وفي أكتوبر 2018، قرر الاتحاد العام للمنتجين العرب تعيين الرواشدة رئيسًا لمهرجان القاهرة للتلفزيون والبث الفضائي ضمن فعاليات مونديال القاهرة للإعلام العربي بناءً على خبرته في مجال التلفزيون والبث الفضائي.
الرواشدة هو عضو مؤسس في الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان، وعضو مؤسس في تحالف الحركة العالمية للديمقراطية، وعضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية بنادي دبي للصحافة، وعضو مجلس كلية الإعلام بجامعة اليرموك، وعضو مجلس إدارة إذاعة اليرموك إف إم، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين، وعضو اتحاد الكتّاب العرب.
تضحيات الدم والشهادة حاضرة في نصوصه
لم تغب الذاكرة الجامعة للأردنيين والفلسطينيين والوشائج التي تجمعهم في التضحيات والدم والشهادة، عن نصوصه فشكلت بشكل دائم قيمة حاضرة فيها، وكأن الرواشدة يريد ان يكرس في هذه النصوص ما يعيشه الاردن من وئام وسلم مجتمعي، رغم الفسيفساء الجميلة والمتناسقة التي يتكون منها، والتي اثرت مسيرته وجعلته يصمد في وجه التحديات الكبيرة، التى واجهته منذ ولادته قبل اكثر من 100 عام، على تواضع مساحته وامكانياته.
وكانت روايتاه “النهر لن يفصلني عنك”، و”المهطوان” اكبر مثالا على هذه القيمة التي امن بها الرواشدة، سيما وان هاتين الروايتين تنسجا حقائق التاريخ وتضاريس الجغرافيا لوحدةَ الضفتين.
“الحمراوي” اولى رواياته
نشر الرواشدة أولى رواياته عام 1992 بعنوان “من حياة رجل فاقد الذاكرة” أو “الحمراوي”، وقد فازت بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية عام 1994، وهي تروي قصة رجل فقد ذاكرته وبدأ يرى على أثر هذا الفقدان للذاكرة أشياء غريبة ويروي قصصًا طريفة.
وقد أختصرت هذه الرواية مسافات شاسعة في الابداع الادبي الاردني لتكون شاهدا نصيا حيا على الخصوصية الابداعية الاردنية التي تجمع بين ألمام بالمحلية و الانفتاح على الاخر ” العربي والاجنبي” .
وقد وصفت هذه الرواية من قبل نقاد بانها شاهد أبداعي : “متخيل ” و فكري و أجتماعي و سياسي على تحولات عميقة أصابت الذاكرة الجمعية المحلية و العربية .
“وتعد الحمراوي ” من أكثر الروايات المحلية و العربية جهامة، وتدرس حاليا في عدة جامعات أردنية و عربية، لما تطرحه من سؤال عميق في الزمن العربي الراهن سياسيا و أجتماعيا وفكريا .
والرواية الثانية للرواشدة وهي “أغنية الرعاة” صدرت عام 1998.
وفيها يمزج الرواشدة بين الماضي والحاضر في لغة روائية على شكل لهاث متعب ليؤكد ابعاد الشخصية العربية الراهنة، التي تسعى لاختراق القانون الموضوعي وكسر انفه عبر خلق البديل الاجتماعي ووليد المعجزة، وهي سرد روائي يعتمد الانتقال من حكاية الى اخرى.
ويلجا الرواشدة في هذه الرواية الى لغة واسلوب وصياغات المتصوفة للتعبير عن جنون او لا واقعية الواقع العربي.
وبعد ثمان سنوات، صدرت ثالث روايات الرواشدة بعنوان “النهر لن يفصلني عنكِ”.
وفي روايته الرابعة “جنوبّي” كانت السيرة الذاتية واضحة، فذكر الكاتب انتقاله بأسرته من إربد إلى معان إلى عمّان، ثم الدراسة في جامعة اليرموك، ثم عمله في الصحافة.
و تناولت الرواية مراحل من حياته الاجتماعية والحزبية والسياسية، كما جسدت واقع حال الأردني في تعامله مع محيطه، وكيفية تعاطي المجتمع الأردني، خاصة أبناء الجنوب مع قضاياهم سواء كانت أحداثا داخلية، أو خارجية كالقضية الفلسطينية.
جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية
• حصل رمضان الرواشدة على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام 1994، التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة في مصر، عن رواية “الحمراوي”.
• وفاز المسلسل الإذاعي – المأخوذ عن رواية “الحمراوي” – بجائزة أفضل نص وإخراج في مهرجان الإذاعات العربية، الذي أقيم في تونس، في أيلول 2005، بمشاركة 13 دولة عربية.
وحصل الرواشدة على ميدالية مئوية الدولة الأولى من جلالة الملك عبدالله الثاني، تشرين أول 2021، ووسام الثقافة والعلوم والفنون “مستوى الإبداع” الفلسطيني والذي تم منحه من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 10 آذار 20019.
أردني الهوى هاشمي الولاء و فلسطيني الوجع
رمضان لا يكبر بالمناصب كما يقول من عرفوه عن قرب بل هي تكبر به فهو “ابن الناس” القادم من صميم “صبرهم” و”نخوتهم” ونقاء الذين ما بدولوا عن محبة الأردن تبديلا.
الرواشدة أردني الهوى هاشمي الولاء و فلسطيني الوجع، كان وما يزال المثقف والصحفي والاعلامي، الذي يرتقي بفكره وقلمه نحو آفاق الوطن الأحلى والاغلى وقلبه الذي ينبض بالكرامة والكبرياء .
تسعفه دائما ذاكرة المكان والزمان والحدث، فيعبر عنها بما يملك من معاجم لغوية فريدة في لغة الضاد، ليحسن في آخر كل طرح بوصف العلاج.
ويرى الرواشدة الأمن والأمان الذي ننعم فيه بالأردن، حاضنة أساسية في مكونات كل شيء ونشاط ومشروع.
ويوثق الرواشدة في سردياته التراث المروي وإرثنا ومظاهر التفاعل الحضاري، وما دار على أرضنا منذ فجر التاريخ وصولا لماضينا الحديث وبعبقرية فريدة جذابة.
وعن رواية “المهطوان” فهي قصة حب عاصفة لطالب الجامعة الاردنية “عودة” صاحب لقب المهطوان وحبيبته الفلسطينية المسيحية “سلمى”، والتي تنتهي بموت عودة ودفنه في قريته “راكين” في الكرك.
تأسرك الرواية والراوي كما يقول احد الكتاب الاردنيين، وهي تاخذك من يدك ليلف بك في راكين مسقط الرأس والجامعة الاردنية قرب دوار الساعة، وحي الكركية في عمان، يأخذك من يدك يلف بك الوطن بكافة تفاصيله الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.