صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
تُعد اللغة العربية العمود الفقري للإعلام في العالم العربي، فهي ليست مجرد وسيلة للتواصلبل أداة أساسية لصياغة الخبر، ونقل الحقيقة والتأثير في الرأي العام.
ومع ازدهار وسائل الإعلام وتعدد منصاتها، أصبح إتقان الإعلاميين والصحفيين للغة العربية ضرورة ملحة، لضمان جودة المحتوى، ومصداقية الرسالة الإعلامية والحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة تحديات العولمة والتكنولوجيا الحديثة في هذا السياق، تبرز أهمية اللغة العربية كعنصر حيوي لدعم الإعلام العربي وتعزيز مكانته في الساحة الدولية.
وقد أكدت الشاعرة والروائية حنين نصار، في تصريح خاص لصحيفة “صدى الشعب” أن اللغة العربية تمتاز بسعة موروثها اللغوي، وهو ما يمنح الإعلامي قدرة على التعبير عن الأحداث بألفاظ متنوعة وبأكثر من صورة. وأوضحت: اللغة العربية لغة تصويرية معبرة عن الصوت والحركة، مما يجعلها وسيلة فعّالة لتوصيل المعلومة للمتلقي بشكل واضح وسليم.
وأضافت نصار: “من خلال اللغة العربية الفصحى، يمكن للإعلامي نقل التراث والفكر العربي بشكل صحيح، مما يعزز الهوية الوطنية ويحافظ على ارتباط الأجيال بثقافتهم. كما أن تمكن الإعلامي من قواعد اللغة وبلاغتها يجعله قادرا على نقل الخبر بحرفية، مع الحفاظ على عنصر الإمتاع والإفادة”. وأشارت إلى أن الأخطاء اللغوية أو ضعف التمكن من اللغة يؤثر سلباً على مصداقية ودقة الخبر، مؤكدة ضرورة استخدام اللغة في خدمة القضايا المعاصرة مثل الأحداث السياسية وتأثير الاحتلال على غزة والعالم.
من جانبها، أكدت الدكتورة يسرا الخريشا، مدرسة لغة عربية ومدير عام مؤسسة وياكم للتدريب والتنمية المستدامة خلال مقابلة مع صحيفة “صدى الشعب ” على ، أهمية اللغة العربية الثقافية والحضارية، قائلة: “اللغة العربية ليست مجرد لغة تواصل، بل هي وعاء لتراث غني يمتد لقرون. فهي لغة القرآن الكريم مما يمنحها مكانة متميزة بين المسلمين، ولغة أسهمت في تطوير العلوم والفنون والأدب.
وتابعت الخريشا: “اللغة العربية تلعب دوراً مهما في المحافل الدولية، فهي واحدة من اللغات المعترف بها عالمياً،كما أنها تشهد حضوراً بارزا في اللقاءات والمؤتمرات الدولية، ولها يوم عالمي للاحتفال بها، مما يعكس دورها الحيوي في العصر الحديث، لا سيما في المجال التكنولوجي . وأشارت إلى أن اللغة العربية تدرس في الجامعات كجزء من الإعلام الرقمي، مؤكدة أنها تعتبر وسيلة شاملة للتواصل مع الجماهير بمختلف فئاتهم.
اللغة العربية : مسؤولية مهنية وحضارية
في ضوء هذه الأهمية، تظل اللغة العربية الركيزة الأساسية التي يستند إليها الإعلام العربي في تأدية دوره التوعوي والتنويري. فإتقان الإعلاميين للغة يعكس التزامهم بالمهنية كما يضمن الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة العربية. وفي ظل التحديات التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا، يُعد الاستثمار في تعزيز حضور اللغة العربية في الإعلام ضرورة لا غنى عنها للحفاظ عليها كلغة حضارة وتأثير.
المحافظة على اللغة العربية ليست مسؤولية مهنية فحسب، بل واجب ثقافي يعزز مكانة الإعلام العربي في المشهد العالمي، ويُبقيها وسيلة أساسية للتواصل والمعرفة، قادرة على التكيف مع تطورات العصر ومتطلباته.