البدر العملاق في نوفمبر 2025 يجذب الأنظار في سماء الأردن
صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
تستعد سماء المملكة الأردنية الهاشمية مساء يوم الاربعاء الخامس من تشرين الثاني 2025، لاستقبال ظاهرة فلكية لافتة للنظر، تتمثل في ظهور البدر العملاق أو ما يُعرف بـ”بدر البدور”، وهي الظاهرة التي تحدث عندما يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضاوي، وتُعرف هذه النقطة باسم نقطة الحضيض، ما يجعله يبدو أكبر وأكثر إشراقًا من المعتاد.
وتقول المدربة الفلكية دلال خالد اللالا من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن هذا البدر يُعد من أبرز الظواهر الفلكية في عام 2025، إذ سيكون أقرب إلى الأرض من أي بدر آخر خلال العام، الأمر الذي يجعله يبدو أكثر سطوعًا بنسبة تصل إلى 30%، وأكبر حجمًا بنسبة نحو 14% مقارنة بالبدر العادي.
وأضافت اللالا أن عام 2025 شهد ظهور أول بدر عملاق في السابع من تشرين الأول الماضي، فيما سيكون الخامس من تشرين الثاني موعدًا للبدر العملاق الثاني، على أن يختتم العام بالبدر العملاق الثالث والأخير في الرابع من كانون الأول المقبل. وأوضحت أن اختلاف المسافة بين الأرض والقمر يعود إلى أن مداره ليس دائريًا تمامًا، بل بيضاوي الشكل، مما يؤدي إلى تغيّر المسافة بين الأوج (الأبعد) والحضيض (الأقرب).
أما عن تفاصيل الحدث، فتشير اللالا إلى أن القمر سيصل إلى أقرب نقطة له من الأرض عند الساعة 16:19 مساءً بتوقيت عمّان، فيما سيشرق البدر في سماء العاصمة في تمام الساعة 17:25 تقريبًا، ويستمر في الظهور حتى غروبه عند الساعة 05:36 صباحًا من يوم الخميس، السادس من تشرين الثاني، أي أنه سيبقى متألقًا طوال ساعات الليل تقريبًا فوق الأفق.
وأكدت اللالا أن أفضل أوقات المشاهدة ستكون عند شروق القمر أو غروبه، حيث يظهر بلون أكثر دفئًا يميل إلى البرتقالي أو الأحمر بسبب تأثير الغلاف الجوي، كما يبدو حجمه أكبر عند الأفق مما يمنحه مظهرًا أكثر جاذبية.
وفي ختام حديثها، قدمت اللالا مجموعة من النصائح لهواة الفلك والمصورين الراغبين في متابعة الظاهرة، مشيرةً إلى أن مشاهدة البدر العملاق لا تتطلب استخدام تلسكوبات أو مناظير خاصة، فالعين المجرّدة كافية للاستمتاع بالمشهد. كما أوصت باختيار مواقع بعيدة عن التلوث الضوئي كضواحي المدن أو المناطق الجبلية للحصول على رؤية أوضح، وإدراج عناصر طبيعية مثل الأشجار أو الأبنية أو الجبال في إطار الصورة لتعزيز الإحساس بحجم القمر الكبير، إلى جانب استخدام تقنيات التصوير الليلي في وقتي الشروق أو الغروب لالتقاط أفضل اللقطات ذات اللون والتأثير البصري المميز.






