الغذاء والدواء لـ”صدى الشعب”: المؤسسة تتبع الإعلانات المروجة لزيت على مواقع التواصل الاجتماعي
العمري: شراء الزيت من مصادر معروفة يحمي المستهلك
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
مع بدء موسم الزيتون، يشهد السوق المحلي إقبالاً واسعاً على شراء الزيت الذي يُعد عنصراً أساسياً في المائدة الأردنية، ما أدى إلى ارتفاع الطلب وبلوغ أسعار التنكة بين 90 و100 دينار حسب الجودة والإنتاج.
وفي ظل هذا الإقبال، انتشرت عروض على مواقع التواصل تُقدم الزيت بأسعار منخفضة وخدمات توصيل مجانية، مستخدمة عبارات تسويقية مغرية، رغم غياب التفاصيل حول مصدر الزيت وجودته، ما يثير شكوكاً حول مصداقيتها.
وبهذا الخصوص، أكدت المؤسسة العامة للغذاء والدواء، أنها باشرت حملاتها الرقابية والتوعوية المكثفة استعدادًا لموسم زيت الزيتون للعام الحالي 2025/2026، وذلك في إطار دعمها لهذا القطاع الاستراتيجي الذي يحظى بأهمية اقتصادية واجتماعية وللمنتج الوطني التقليدي الذي بات يصدر إلى الكثير من الدول حول العالم ويحظى بسمعة متميزة في الأسواق التصديرية الاقليمية والعالمية لما يتمتع به من جودة ومطابقة لأعلى المواصفات والمقاييس المعتمدة.
وقالت المؤسسة في تصريحها لصدى الشعب أن هذه الحملات تأتي ضمن حملاتها الرقابية والتوعوية ضمن
الاستعدادات لموسم زيت الزيتون للعام الحالي، والتي تتضمن جولات ميدانية تنفذها الفرق الرقابية المختصة لضمان الالتزام بتطبيق التعليمات والاشتراطات الصحية المعتمدة دعمًا لهذا القطاع الاستراتيجي الذي يحظى بأهمية اقتصادية واجتماعية.
وأضافت أن توفر خدمة الفحص السريع الأولي لزيت الزيتون مجانًا، من خلال فروع المؤسسة استمرارا لحملتها بعنوان“افحص زيتك قبل ما يدخل بيتك”.
التعاون بين المواطن والمؤسسة يسهم بالحد من الظاهرة
وفي سياق الحملات الرقابية، أشارت المؤسسة إلى أنها تتابع الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لزيت الزيتون، حيث تم مؤخراً ضبط 30 تنكة زيت مغشوشة في محافظة الكرك، بعد رصد إعلان إلكتروني يروج له بسعر أقل من الأسعار المعتادة في السوق.
وأكدت أن عملية الضبط تمت بالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة، وتم استلام المنتج، وأظهر الفحص المبدئي أن الزيت مغشوش، ليتم التحفظ على الكمية بالكامل تمهيدًا لإتلافها، مع مباشرة الإجراءات القانونية بحق أصحاب العلاقة وإحالتهم للقضاء لاتخاذ المقتضى القانوني.
وأوضحت أنها أصدرت تعميمًا لجميع الجهات المعنية، يلزم بتثبيت بطاقة بيان مطبوعة على جميع عبوات الزيت، بمختلف أحجامها وأنواع التعبئة، بما فيها عبوات الصفيح المعدنية، بحيث تحتوي بطاقة البيان على معلومات تفصيلية تشمل نوع الزيت، وسعة العبوة، واسم المعصرة، وعنوانها، وبلد المنشأ، وموسم الإنتاج.
وأكدت أن الحملات لا تقتصر على الرقابة وحدها، بل تشمل الجوانب التوعوية والإرشادية، من خلال نشر الوعي حول أفضل الممارسات عند شراء زيت الزيتون.
ودعت المواطنين إلى التواصل مع المؤسسة في حال وجود أي ملاحظة أو استفسار أو شكوى.
مصدر الزيت هو الضمانة الحقيقية لجودته
من جانبه دعا الناطق الإعلامي باسم نقابة أصحاب معاصر الزيتون، محمد العمري، المواطنين إلى الحرص على شراء زيت الزيتون من مصادر موثوقة ومعروفة، مؤكداً أن المعاصر والمزارعين العاملين داخلها، إلى جانب المحال التجارية المرخصة، تشكل القنوات الأكثر أماناً لضمان الحصول على زيت زيتون ذي جودة عالية.
وأشار إلى أن موسم الزيتون لهذا العام يتزامن انطلاق مهرجان الزيتون والمنتجات الريفية الذي تنظمه وزارة الزراعة، إلى جانب الحملة الوطنية لتسويق زيت الزيتون التي تنفذ بإشراف الوزارة، لافتاً إلى أن هذه الجهود تسهم في دعم المنتج المحلي وضمان وصوله إلى المستهلكين بأعلى معايير الجودة.
وحذر العمري خلال حديثه لـ”صدى الشعب” من لجوء بعض المواطنين إلى شراء الزيت عبر صفحات مجهولة المصدر على مواقع التواصل الاجتماعي، مبيناً أن ذلك قد يعرض المستهلكين لعمليات غش أو تلاعب في جودة الزيت، ما ينعكس سلباً على سمعة المنتج الوطني.
وأكد أن المصدر يشكل العلامة الفارقة في تحديد جودة الزيت وسلامته، موضحاً أن الزيت القادم من معاصر مرخصة أو مزارعين موثوقين يكون خاضعاً للرقابة ويتميز بمواصفات عالية.
كما وجه العمري نصيحة خاصة لمن يرغب في شراء كميات كبيرة من الزيت، داعياً إياهم إلى أخذ عينة من المنتج قبل إتمام عملية الشراء وإخضاعها للفحص في مختبرات مؤسسة الغذاء والدواء، لضمان سلامة الزيت وخلوه من أي مواد مغشوشة.
وشدد على أهمية وعي المستهلك في التعامل مع هذا المنتج الوطني الذي يعد جزءاً من هوية المائدة الأردنية وتراثها، مشيراً إلى أن حماية زيت الزيتون من الغش مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون المواطن مع الجهات الرقابية والمختصة.






