الفاعوري لـ «صدى الشعب»: الزيادة السكانية تشكل تحدياً وضغطا كبيرا على البنية التحتية
مجموعة من المصانع الغذائية الكبيرة توفر نحو 13 ألف فرصة عمل
فكرة لإنشاء تلفريك في عين الباشا والتمويل ما زال عقبة كبيرة
صدى الشعب – رغد الدحمس – أسيل الطراونة
جسدت بلدية عين الباشا انجازات كثيرة على أرض الواقع كما ونوعا ، ما جعلها علامة فارقة على مستويات بلديات المملكة كافة لجهة تعزيز التنمية المحلية وتلبية احتياجات المواطنين على صعيد الخدمات والعمل بكل حيادية في تقديم الخدمة للمواطنين وبعدالة ومساواة. واستعرض رئيس بلدية عين الباشا، جمال الواكد الفاعوري خلال لقاء مع صحيفة “صدى الشعب” التحديات التي توجه البلدية والتي تتمثل بالزيادة السكانية الكبيرة في المنطقة، حيث يبلغ تعداد السكان في اللواء نحو 250 ألف نسمة، بما – في ذلك 80 ألف نسمة في مخيم البقعة، بينما يزيد عدد سكان بلدية عين الباشا عن 170 ألف نسمة مع وجود العديد من السكان غير المسجلين رسميا.
واستكمل الفاعوري حديثه حول الأسباب التي تسهم في زيادة عدد سكان منطقة عين الباشا، مشيرا إلى موقعها الاستراتيجي كمدخل شمالي العاصمة المملكة، حيث تقع البلدة على بعد حوالي 12 كيلومتراً من عمان، وتعتبر نقطة تواصل بين العديد من المناطق المجاورة. وقال الفاعوري، إن هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان يشكل ضغطا كبيرا على البنية التحتية، بما في ذلك المياه والكهرباء والمدارس والنقل مستدركا أن هناك حاجة ملحة الحلول عاجلة خاصة في مجالات الصرف الصحيوالمدارس والمراكز الصحية .
التحديات الصحية
وذكر الفاعوري أن المركز الصحي في عين الباشا شهد مراجعات تصل إلى 320 ألف مراجع في العام الماضي، مما يعكس الحاجة إلى تحسين الخدمات الصحية، منوها إلى أهمية العمل الجماعي والتعاون مع الجهات المعنية لتلبية احتياجات المواطنين .
وأعرب الفاعوري عن أمله في تحسين الظروف المعيشية في عين الباشاء مؤكدا أن البلدية تعمل بجد على تطوير الخدمات والبنية التحتية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.
تاريخ بلدية عين الباشا
وحول تاريخ بلدية عين الباشا، قال رئيس البلدية جمال الفاعوي، إن البلدية كانت قائمة بشكل مستقل حتى عام 2001، حين تم دمجها مع بلديات أخرى بموجب المشروع الوطني لدمج البلديات وحيث كانت بلدية عين الباشا من أوائل البلديات التي تم دمجها نظرا لقربها من العاصمة عمان وكثافتها السكانية.
وأشار الفاعوري إلى أن عملية الدمج شملت بلديات، صافوط وابن صير وأم الدنانير، بالإضافة إلى العديد من القرى التابعة للواء، مثل سلحوب وابو حامد وأم زعرورة، لافتا إلى أن مخيم البقعة يقع ضمن اللواء لكنه ليس تابعا لبلدية عين الباشا. وأوضح الفاعوري، أن المنطقة كانت تعرف في الماضي بعيون المياه الوفيرة، وخاصة “عين الباشا” التي أطلق عليها الاسم نسبة لكثرة الينابيع، وذكر أن هذه الينابيع كانت تسهم في جمال المنطقة، التي كانت تزدهر ببساتين الفواكه مثل التين والرمان مما جعلها منطقة زراعية بامتياز.
التحول من الزراعة إلى الصناعة
وبين الفاعوري، أن البلدية شهدت تحولا من الزراعة إلى الصناعة، حيث بدأت تتداخل الزراعة مع الصناعة. وأصبح لعين الباشا دورا هاما في القطاع الصناعي، حيث تضم مجموعة من المصانع الكبيرة، خاصة في مجال الصناعات الغذائية، مؤكدا أن هذه المصانع توفر فرص عمل لأكثر من 13 ألف عامل وموظف، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي.
كما وأشار إلى أن الزراعة لا تزال تلعب دورا مهما، حيث يعمل عددا كبيرا من سكان المنطقة في زراعة منها زراعة الزهور والنباتات التي تعرف بجودتها وتسوق في السوق المحلي، لافتا إلى أن الورود التي تزرع في عين الباشا تعتبر من بين الأفضل في البلاد.
التغيرات الاجتاعية والاقتصادية
وتحدث الفاعوري عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة، موضحا أن الاعتماد في الماضي كان بشكل أساسي على الزراعة، ولكن مع مرور الوقت بدأ السكان يعتمدون أكثر على الوظائف الحكومية وعلى القوات المسلحة بالإضافة إلى الصناعة.
وأكد أن هذا التحول، قد أثر على نمط حياة المواطنين، حيث أصبح هناك تنوع أكبر في مجالات العمل والفرص المتاحة، مما يسهم في تحسين المستوى المعيشي لأبناء المنطقة.
مميزات الموقع الاستراتيجي
وأوضح الفاعوري، أن الشوارع الرئيسية مثل شارع الأردن، وشارع جرش تمر عبر منطقة عين الباشاء مما يسهل حركة التنقل بين عمان والمناطق الأخرى. وأضاف أن المنطقة تحتوي على العديد من المعالم السياحية، مثل سد الملك طلال، ومرتفعات التل والرمان التي تبرز جمال الطبيعة وتوفر بيئة ملائمة للسياحة .
كما ذكر الفاعوري بوجود جامعتين ضمن حدود بلدية عين الباشا وهما جامعة عمان العربية وجامعة فيلادلفيا، وحيث تستقطب الجامعتين أعدادا كبيرة من الطلاب. مما يسهم في النشاط الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة .
الأثر التاريخي
وتحدث الفاعوري عن المنطقة والاثر التاريخي فيها. مؤكدا ضرورة المحافظة على تاريخ المنطقة وتراثها الثقافي، مستعرضاً بعض المواقع الأثرية، مثل مرکز رجم المضمار الذي تشير الدراسات إلى وجود مدينة أثرية تحت هذا الموقع.
الزراعة والمشاتل
وتناول الفاعوري موضوع المشاتل في منطقة عين الباشا، وأشار إلى أن هناك أكثر من 40 مشتلا تقدم مجموعة متنوعة من الأشجار والنباتات، بما في ذلك أشجار الزينة والفواكه. منوها إلى أن هذه المشاتل تغطي احتياجات العاصمة عمان والمناطق الغربية المحيطة بها . وذكر أن أصحاب المشاتل أصبح لديهم خبرة في التعامل مع المستجدات الزراعية والتقنيات الحديثة، مما يعزز من جودة الإنتاج، ولكن أعرب عن القلق بشأن تراجع مستويات المياه الجوفية بسبب الضخ الجائر مما أدى إلى زيادة عمق الآبار الارتوازية.
دور البلدية في دعم الزراعة
وأكد الفاعوري على أهمية المحافظة على الرقعة الزراعية في ظل الزيادة العمرانية والعشوائية، حيث تسعى البلدية لتحقيق توازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة، مبينا أن البلدية تعمل على معالجة التلوث وتوفير بيئة صحية للسكان، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الأراضي الزراعية التي كانت تمثل مصدر رزق للعديد من المواطنين .
وتطرق الفاعوري في حديثه عن منتدى عين الباشا الثقافي الذي يضم مجموعة من الندوات التوعوية والثقافية مشيرا إلى وجود منتدى البقعة الثقافي أيضا. حيث يعمل كلا المنتدى بن على تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي في المجتمع.
بيت عين الباشا
وأوضح الفاعوري، أن البلدية قامت بتأسيس بيت عين الباشا ليكون مركزا للفعاليات الثقافية والاجتماعية، حيث يتميز هذا البيت بسعة استيعابية مناسبة، مما يتيح استضافة أكبر عدد ممكن من المواطنين في قلب المدينة، لافتا إلى أن هناك ورش عمل حوارية تعقد أسبوعيا لتقييم رضا المواطنين عن أداء البلدية، وقد أظهرت هذه اللقاءات رضا ملحوظا من قبل السكان .
تمكين المرأة
وركز الفاعوري على تمكين المرأة ودورها في المجتمع، مشددا على أهمية تمكينها اقتصادي، حيث أن الظروف الاقتصادية أحيانا قد تعوق قدرة رب الأسرة على العطاء مما يتيح للمرأة فرصة المشاركة كمعيل، مشيدا بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم دور المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع. وأشار إلى أن البلدية قدمت مبنى مجانيا في منطقة تل الرمان لسيدات المنطقة، لتمكينهن من إقامة مطبخ إنتاجي، مما يسهم في تحسين ظروفهن المعيشية، مؤكداً أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية زادت بشكل كبير. حيث أصبحت لها أدوار مؤثرة في مختلف المحافل، بما في ذلك البرلمان ومجلس الوزراء .
فكرة إنشاء تلفريك في عين الباشا
واستعرض الفاعوري فكرة إنشاء تلفريك في منطقة عين الباشا، مشيرا إلى النية المتواجدة لتحقيق هذا المشروع، خاصة بعد نجاح تلفريك عجلون مستدركا أن التمويل ما زال عقبة كبيرة في ظل الظروف الإقليمية والعالمية الحالية، معربا عن الأمل بتعاون الدول المانحة لتوفير التمويل اللازم .
دور البلدية في دعم الحركة الرياضية والثقافية
كما وتحدث الفاعوري عن دور البلدية في الحياة الرياضية والثقافية، مشيرا إلى تأسيس نادي عين الباشا في عام 1980، حيث كان رئيسا للنادي لمدة ست سنواتن مبينا أن البلدية تعمل على دعم الأنشطة الرياضية. حيث تم ترخيص العديد من الملاعب الخاصة وتقديم ملعب خماسي مجانا للمواطنين … وأوضح أن تكاليف الرياضة أصبحت مرتفعة، مما يشكل تحديا للأندية في تقديم الدعم اللازم للاعبين، ومع ذلك، أعرب عن الأمل لعودة نادي عين الباشاء معتبراً أن الرياضة جزءا أساسيا من حياة الشباب والمجتمع .
الأماكن الترفيهية
وتحدث الفاعوري عن أهمية الأماكن الترفيهية في المنطقة، مشيرا إلى وجود منتزهات ومرافق ترفيهية تهدف إلى تقديم خيارات متنوعة لأبناء البلدة، مع الضرورة الزيادة هذه المساحات لتلبية احتياجات المواطنين وتعزيز جودة حياتهم .
كما وتحدث الفاعوري عن المنتزه الجديد في منطقة سلحوب الذي يقع في غابة وصف التل المنتزه يمتد على مساحة تقارب 35 دونما، مشيرا إلى أهميته كوجهة ترفيهية وصديقة للبيئة، حيث أن هذا المنتزه تم إنشاؤه بالتعاون بين بلدية عين الباشا ووزارة البيئة بدعم من شركة تويوتا التي قدمته هدية للمجتمع المحلي .
وأشار إلى أن المنتزه مصمم ليكون شاملا الجميع الفئات العمرية، حيث يمكن للعائلات قضاء أوقات ممتعة فيهن لافتا أن المنتزه يوفر بيئة مثالية للنزهات العائلية، ويمكن للأطفال الاستمتاع بالألعاب والمرافق المخصصة لهم. بينما يمكن للبالغين الاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة المحيطة .
في سياق حديثه تناول الفاعوري تاريخ الكنائس القديمة في منطقة صافوط، حيث أشار إلى وجود كنيستين رئيسيتين كنيست اللاتين وكنيست الروم. وأوضح أن كنيست اللاتين كانت الأقدم، تليها كنيست الروم، مما يعكس تاريخا طويلا من الوجود المسيحي في المنطقة.
مطالب بلدية عين الباشا من الحكومة الجديدة
وحول مطالب البلدية من الحكومة الجديدة ، قال الفاعوري، إن هناك اهمية التحسين ظروف الموظفين والتركيز على التعليم كعنصر أساسي في بناء مستقبل أي شعب، داعياً إلى تحسين نوعية التعليم وتخصصاته، وعلى ضرورة تكوين جيل مهني قادر على مواجهة تحديات سوق العمل . وأضاف أن الاعتماد على الحكومة في توظيف الشباب لم يعد كافيا، ويجب تشجيع التعليم المهني وفتح أبواب جديدة للفرص الاقتصادية، حتى يتمكن الشباب من كسب لقمة العيش بكرامة .
دعم الأشخاص ذوي الإعاقة
وفي سياق الحديث عن فئات المجتمع المختلفة، تطرق الفاعوري إلى ضرورة إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، لافتا إلى الجهود المبذولة من البلديات لتوفير مرافق ملائمة لهم مثل الممرات الآمنة والمصاعد في المباني الحكومية، مؤكدا أن توفير البيئة المناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة هو مسؤولية مشتركة يجب أن تتضافر فيها جميع الجهود .
رسالة الشباب
وفي ختام اللقاء، وجه الفاعوري رسالة للشباب، مؤكدا أهمية أن يكونوا منتجين وفعالين في المجتمع مشددا على ضرورة التخلي عن ثقافة العيب والعمل بجد، سواء في المجالات التقليدية أو من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أحلامهم مع التأكيد على أهمية التوعية المستمرة للشباب ليكونوا جيلا نافعا متمنيا لهم مستقبلا مشرقا وملينا بالفرص والانجاز .