أثار مواطنون قضية شعورهم بالتعب والنعاس والإرهاق المستمر بعد تلقيهم جرعتين من اللقاح ضد فيروس كورونا، ما دفع خبراء لتوضيح الجانب العلمي لهذه الأعراض.
وقال مواطنون لـ”الغد”، إنه بعد أسابيع من تلقيهم جرعتي اللقاح، لا يزالون يشعرون بهبات من التعب والإرهاق والنعاس الشديد، بشكل أثر على طبيعة حياتهم.
وبينوا أن هذه الأعراض تكون شديدة أحيانا خصوصا النعاس والتعب العام، بشكل زاد مخاوفهم من تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا، لكن فحص الـ (pcr) عكس ذلك.
من جهته، رأى استشاري الأمراض الصدرية والتنفسيّة وخبير أوبئة، محمد الطراونة أن ما يشعر به بعض الناس من هذه الأعراض بعد فترة من تلقي اللقاح “قد يُعزى لما يُسمى بالإرهاق الوبائي؛ بسبب طول أمد جائحة كورونا وكثرة الأخبار عنها وزخم الكثير من مصادر المعلومات بالوقائع السلبية والإشاعات المُتعلقة بالفيروس والمطعوم”.
وأضاف الطراونة في تصريح لـ”الغد”، أن “الظروف الصعبة الناتجة عن كوفيد-19 قد يكون لها دور في ذلك، فقد تسببت هذه الجائحة التنفسية لكثير من الأشخاص بخسارة وظائفهم ومصادر دخلهم، مما انعكس سلبا بالتأكيد على نفسيتهم وصحتهم”.
وأشار إلى أنه “ليس هناك أي أساس علمي أو بحوث تثبت بأن اللقاح يؤدي للإصابة بنوبات من الكسل، والخمول، والإرهاق”، معتبرا أن “تأثير المطعوم لا يستمر لأكثر من 72 ساعة، وهذه الآثار تتمثل بتعب عام، أو خدر في اليد، أو ارتفاع في حرارة الجسم”.
وشدد على أن “هذه التأثيرات لا تستمر لأكثر من بضعة أيام، وأن هذه الأعراض أحيانا يكون سببها نفسيا وليس جسديا”.
وأشار إلى أن “هذه الأعراض قد ترتبط بحالات مرضية دون أن يشعر الشخص بها ظنا منه بأنها بفعل اللقاح، وأن هناك عدة أسباب للشعور بهذه الأعراض؛ كالكسل في الغدة الدرقية، ونقص بعض الفيتامينات؛ كفيتامين (د)، وفيتامين (ب12)، بالإضافة لنقص الحديد”.
وأكد أن “هناك مصطلحا عالميا يُطلق عليه (متلازمة ما بعد كورونا)، وأن هذه الحالة قد تُلازم المصاب لفترةٍ طويلة قد تستمر من 6 أشهر إلى سنة”.
وأكد الطراونة على “ضرورة مراجعة الطبيب في حال الشعور بهذه الأعراض لفترات طويلة وخاصة إذا كانت بعد تلقي اللقاح بعدة أشهر”، مُشدداً على عدم اللجوء للإنترنت للحصول على التشخيص والعلاج مما يزيد الأمر سوءً.
بدوره، عزا عضو مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، وخبير الصحة الدكتور ابراهيم البدور، ظهور بعض الأثار الجانبية إلى قلة فاعلية لقاحات لكورونا مقابل لقاحات أخرى.
وقال البدور في تصريح لـ”الغد”، إن من تظهر عليهم هذه الأعراض لو “قاموا بعمل الفحص الخاص لتبين إصابة معظمهم بالفيروس، لكن إصابتهم جاءت خفيفة نتيجةً لأخذهم اللقاح لكنهم ربطوا هذه الأعراض باللقاح، فمن الضروري إجراء فحص كورونا لأخذ التدابير والعلاجات اللازمة”.
وقد بلغ عدد متلقي لقاح كورونا في الأردن بجرعتيه (2980712)، حيث بلغ عدد مُتلقي الجرعة الأولى فقط ( 3497679)، كما أن عدد المسجلين على منصة تلقي اللقاح (3970470)
وبلغ ن مجموع الإصابات التراكمي (800240)، بينما وصلت الوفيات إلى ( 10463)