كتب. فايز الشاقلدي – على ضفاف نهر النكسة يستذكر مربي الاجيال ابو احمد، صوت المذياع الحزين؛ يقرأ البيان بصوتٍ منخفض معلناً عن حظر تجول شامل والسبب “اقتحام”.
نكسة .. كلمة تخرج بصوت منخفض مجروح من حنجرة الاستاذ ابو احمد، يروي بها تفاصيل 55 عاماً على نكسة حزيران، حرب الايام الستة، الخامس من حزيران، الذكرى الـ 55 لـ “النكسة”، التي أسفرت عن استكمال الاحتلال الإسرائيلي احتلال بقية الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، والجولان من سوريا، وسيناء من مصر، بعد حرب دارت بين الاحتلال وكل من الأردن ومصر وسوريا عام 1967.
مخبراً ابو احمد احفاده عن التفاصيل وصوته يملئه الحزن ودموعه تتساقط فوق عباءته ، فقد احتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، الضفة الغربية، بما فيها القدس (5878 كم2) عام 1967؛ إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى الشرق من نهر الأردن، وقلصت حدودها مع الأردن من 650 كلم إلى 480 كلم (من بينها 83.5 كم طول البحر الميت).
لم يستطع مدرس اللغة العربية ابو احمد إكمال القصة بالكامل فقد انهارت عليه ذكرياته في صفوف الطلاب تساقطت على مسامعه صوتُ اسماعيل وهو يقراء “يا شجر الزيتون” … وعلي الطالب المجتهد وهو يرتل تعبيره .. “ما اجمل الريف وما اشقى حياة الفلاح” .
لم ترحم الذاكرة قلب ابو احمد ، الشيب لم يغفر له ان ينسى تفاصيل الاقتحام و الحرب الذي اسفرت عن استشهاد 15.000 25.000 عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي؛ وتدمير 70- 80% من العتاد الحربي في الدول العربية.