مخادمة لـ (صدى الشعب) جوهر مهنة الصحافة هو السعي لكشف الحقيقة
خزاعي : الصحافة الحرة المسؤولة تسلط الضوء على قضايا المجتمع
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
تؤدي الصحافة الحرة دورا محوريًا في بناء المجتمعات الديمقراطية، إذ تُعد السلطة الرابعة التي تراقب أداء السلطات وتعمل على كشف الفساد وتوجيه الرأي العام.
هذا ما أكدته الدكتورة ناهدة محمد مخادمة، أستاذ مشارك في قسم الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك، خلال حديثها لـ” صدى الشعب” حول أهمية الصحافة الحرة في الوقت الراهن
وتقول مخادمة إن الصحافة ليست مجرد ناقل للمعلومات، بل هي سلطة رقابية تسهم في تشكيل الرأي العام، ومحاسبة أصحاب القرار، وتعزيز مفهوم الحكم الرشيد والمشاركة الفاعلة.
وأشارت إلى أن الصحافة الحرة تمكّن المواطنين من اتخاذ مواقف واضحة من قضايا المجتمع، وهو ما يعكس تأثيرها المباشر في توعية الجمهور.
و أوضحت مخادمة انه وفيما يتعلق بتأثير حرية الصحافة على وعي المجتمع
أن كلما زادت حرية الصحافة وقلت القيود عليها، كلما أصبحت المعلومات أكثر تنوعًا وعمقًا، مستشهدة بالمجتمعات الديمقراطية التي تشهد وعيًا مجتمعيًا عاليًا، ونقاشًا نقديًا بنّاءً، ومشاركة سياسية نشطة.
وأضافت أن غياب الحرية الإعلامية يؤدي إلى تعتيم معلوماتي وخلق وعي زائف أو موجَّه، مما يُضعف من دور المواطن في التغيير والبناء ،كما ولفتت مخادمة عن التحول الذي شهدته الصحافة خلال العقدين الماضيين إلى أن الصحافة كانت سابقًا تعتمد على البث الأحادي، أما اليوم فهي أكثر تفاعلية، وتواجه تحديات متعددة بسبب سرعة النشر، وانتشار المعلومات الزائفة، ووجود منصات بديلة مثل المواطن الصحفي ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت أنه ورغم هذه التغيرات، تؤكد أن جوهر المهنة لم يتغير، وهو السعي لكشف الحقيقة، لكن الصحافة الحديثة تتطلب مهارات جديدة وتنظيمًا أكبر للفضاء الرقمي الواسع.
وتطرقت مخادمة إلى أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين في العالم العربي، فقالت إن القيود القانونية، والضغوط السياسية، والرقابة، والتهديدات، وضعف مؤسسات الحماية، جميعها تشكّل عقبات حقيقية أمام حرية التعبير.
كما أشارت إلى أن الصحافة الرقمية، رغم ما توفره من أدوات جذابة، فرضت على الصحفيين تحديات تتعلق بسرعة النشر، وتراجع جودة المحتوى أحيانًا، نتيجة ضغوط العمل والتعامل مع جمهور واسع ومتطلب.
وفي رسالة وجهتها للصحفيين الشباب، شددت مخادمة على أن الحقيقة هي جوهر العمل الصحفي، وهي التي تصنع اسم الصحفي وتمنحه المصداقية. لا تنجروا خلف الإثارة الفارغة، بل كونوا صوت الناس، وانقلوا الحقائق بمهنية وصدق.
من جانبه، أكد الدكتور حسين الخزاعي، أستاذ علم الاجتماع، في حديثه لـ”صدى الشعب”، أن الصحافة الحرة المسؤولة تُعد من أبرز الأدوات التي تسلط الضوء على مختلف القضايا المجتمعية، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو أمنية، مضيفًا أنها تساهم في تعزيز الوعي المجتمعي وتزويد المواطنين بالمعرفة الدقيقة.
وأوضح الخزاعي أن استقلالية الصحفي تختلف باختلاف بيئة عمله
قائلًا: الصحفي المستقل يكون أكثر حرية حين يعمل بمفرده، أما إذا كان ضمن مؤسسة إعلامية، فهو ملتزم بشروطها وسياساتها، وهناك من يراجع ويقرّر النشر، ما يحد من استقلاليته الكاملة.
وأضاف أن الصحافة اليوم تطورت كثيرًا بفضل التكنولوجيا، ما سهل عملية النشر وسرّع التفاعل مع الجمهور، مقارنة بما كانت عليه في السابق حين كان إرسال الأخبار يتم بطرق تقليدية.
وتحدث الخزاعي عن التحديات التي تواجه الصحفيين في العالم العربي، مشيرًا إلى أن أبرزها البطالة بين الصحفيين، وشح المواقع الإلكترونية الجادة، وغياب الحماية القانونية، خصوصًا للمبتدئين الذين قد يتعرضون للمساءلة أو الفصل نتيجة أخطاء بسيطة.
وأكد الخزاعي أن الصحافة الرقمية أصبحت أكثر تأثيرًا وانتشارًا، نظرًا لقدرتها على قياس ردود الفعل بشكل فوري، مما يزيد من مسؤولية الصحفي تجاه جمهوره.
وفي ختام حديثه، وجه الخزاعي رسالة للصحفيين الشباب، قائلاً: تحلّوا بالصبر، فالصحافة مهنة مشاق ومتاعب، وهي مهنة البحث الدائم عن الحقيقة.
اعملوا على إيصالها للناس برسالة مهنية وواضحة.