كتبت: الدكتورة صفاء منذر الصمادي – لِمَن يتساءل عن أولئك الأشاوس الذين سطَّروا تاريخًا حافلًا بالمعارك والتضحيات، مُوثقًا بكسر إرادة العدوّ الغاشم الذي استباحت قواته أبسط القيم والمعايير الإنسانية المتمثِّلة في حقّ الإنسان الطبيعي في الحياة على أرضه بسلام وأمان واطمئنان.
ولِمَن يُحرّف القبلة عن باب الواد واللطرون والكرامة، يحق لنا أن نسأله: لماذا تغض الطرف عن مسؤوليّة المجتمع الدولي، وحجم المظلومية التي لا تُغتفر بحقّ الشعب الفلسطيني الذي بات مجرد رقم يتضاعف على شاشات القنوات الإخبارية بين شهيدٍ وجريح، دون أن يتصدر ويصدح بالحقّ على منابر مؤسسات هذا المجتمع سوى صوت سليل الجيش العربي المصطفوي، جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه؟ استنكارًا للحرب الشعواء التي نهشت بأجساد الغزيين وزهقت أرواحهم، حتى اكتظّت الأرض بجثث الشهداء ولفظت بها إلى السماء، واستجابةً لنداء الصابرين المستغيثين، لإنزال عليهم ما تيسَّر من مأوى وغذاء ودواء، وفاءً للواجب الأخلاقي والإنساني المتأصل في حرص الأردنيين على صون كرامة الأشقّاء.
لطالما حملت مؤسسة الجيش العربي القضية الفلسطينية على أكتافها، لتُعبّر عن وجهة مدرّعاتها ودبّاباتها وطائراتها، وكم ارتوت قدس العروبة من دماء بواسلنا لتنمو أغصان الزيتون الحُرة المتجذرة في الدفاع عن عزة الأمة واسترجاع أمجادها؟
وذلك أمرٌ لا يُخفى على عاقل ولا يُنكره إلا جاحد، لا يُجيد سوى الهتافات المغرضة التي أغرقت دولًا في الحروب والويلات وشرّدت شعوبًا بالألوف والمئات، ولم تزِدنا إلا التفافًا حول قيادتنا وجيشنا وتماسكًا فيما بيننا وثباتًا على مبادئنا المتوجّة بالقضية الفلسطينية حتى الممات.
ألا من طفلٍ أردني يرقد في المهدِ يتلحف بالمجدِ؛ ليوقظ القلوب الغافية ويذكرها بأن الجيش العربي في كرامتنا، يحظى بثقتنا المطلقة، ولن تغرب شمسه المشرقة.