كتب – راكان الخريشا
عزيزتي سبيستون، كم كانت أيام شباب المستقبل في فلسطين، وغزة، ولبنان، والسودان، واليمن، وسوريا معك مليئة بالأمل والفرح، كانوا أطفالًا يتنافسون بحماسة أي كوكب من كواكبك هو الأقوى، وأي برنامج هو الأكثر إثارة معك، كانوا يعيشون لحظات ساحرة ينتظروا فيها حل الألغاز مع “المحقق كونان” أو حل المشاكل مع “هزيم الرعد” و”القناص”، كانوا يروا في عالمك، عالمًا مليئًا بالأمل، والعدالة، والسلام، لكن اليوم وبينما كبروا، وجدوا أن الواقع قد أصبح بعيدًا تمامًا عن تلك اللحظات البريئة التي عاشوها معك.
اليوم شباب المستقبل، يواجه واقعًا مؤلمًا، يعيش في أرضٍ لا يعرف فيها الطفولة سوى صوت الرصاص، لا يعرفون من الحياة سوى الدماء والدموع.
ففي فلسطين، الأطفال يولدون على أنقاض المدن المدمرة، يواجهون كل يومٍ حربًا تأخذ أرواحهم، وتقتل أحلامهم، وفي غزة هناك من لا يعرف ما هو الأمان إلا في الذكريات البعيدة، وبينما يذهب الأطفال إلى مدارسهم، يواجهون الموت الذي يلاحقهم في كل زاوية.
أما في سوريا، فقد كانت تلك الأرض رمزًا للأمل والحياة، لكن تحولت إلى ميدانٍ للدمار، تفتقر الشوارع إلى الهدوء، وسرقت أحلام الصغار الذين كانوا يسيرون فيها بكل فرح، سوريا كانت وطنًا للثقافة، شبابها اليوم لا يعرفون من الطفولة إلا الحروب، ولا من الأمل سوى ذكريات من الماضي البعيد.
وفي اليمن، حيث كانت الأرض تمتلئ بالأمل، أصبحت الحروب تسرق منّهم كل شيء، اليوم شباب المستقبل يعانون من الجوع والمرض، وكل يومٍ يمضون في انتظار الفرج الذي يبدو بعيدًا، لا يعرف اليمنيون اليوم ما هو المستقبل، بل كل ما يعرفونه هو الخوف، والدمار الذي يلتهم كل شيء.
لبنان، الذي كان يومًا منارة للأمل والتنوع، يعاني اليوم من جراحه، شباب المستقبل يعيشون في وسط الانقسامات والحروب، ولا يزالون يبحثون عن فرصة للسلام بين الركام، في كل زاوية من تلك الأرض، هناك من يصرخ بألم: متى سينتهي هذا العذاب؟ متى يعود لبنان كما كان؟
وفي السودان، الحرب لا تزال تسرق من شباب المستقبل أبسط حقوقهم، شبابٌ فقدوا المستقبل، وأطفالٌ لا يعرفون سوى معاناة النزوح والفقر، الأرض التي كانت يومًا مصدرًا للحياة، أصبحت اليوم مرآة للدماء.
عزيزتي سبيستون، أين شباب المستقبل اليوم من عالمك الذي زرعتِ فيه الأمل؟ الشباب الذين كانوا يصرخون “سبيستون… قناة شباب المستقبل”، أصبحوا اليوم في قلب معركةٍ لا تنتهي، معركة للحفاظ على حياتهم وأحلامهم، التي بدأت تنقض من بين أصابعهم.