صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
أكد رئيس قسم الإرشاد النفسي والتربوي في جامعة جدارا الدكتور نزار الزعبي، أن العزلة أصبحت ظاهرة متزايدة في السنوات الأخيرة خاصة مع التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية التي قللت من التواصل الحقيقي بين الأفراد.
وقال الدكتور الزعبي في حديثه لـ “صدى الشعب” إن هناك فرقًا واضحًا بين العزلة الاختيارية التي تمنح الفرد فرصة للراحة والتأمل وبين الوحدة القسرية التي قد تؤدي إلى مشكلات نفسية مثل الحزن والاغتراب، مشيرًا إلى أن مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الوحدة دون إشعارهم بالضغط للانخراط اجتماعيًا تتطلب أسلوبا حساسًا وداعمًا.
وأضاف، أن هناك عدة طرق فعالة يمكن اتباعها في هذا السياق، من أبرزها الاستماع الجيد والتفهم، حيث يجب أن يُتاح للفرد فرصة للتعبير عن مشاعره دون خوف من الأحكام المسبقة، مع تقديم الدعم العاطفي الذي يعزز شعوره بالأمان.
كما أوضح الزعبي، أن تقديم الدعم غير المباشر يلعب دورًا مهما في مساعدة الشخص على تجاوز وحدته، مشيرا إلى أن الدعوة لفعاليات منخفضة الضغط، مثل مشاهدة فيلم أو تناول القهوة، قد تكون أكثر فاعلية من إجباره على حضور تجمعات كبيرة، لافتًا أن مشاركة الأنشطة الفردية، مثل الرياضة أو القراءة، يمكن أن تكون وسيلة جيدة لتخفيف شعور الوحدة دون فرض التواصل الاجتماعي.
وأكد الزعبي على أهمية تشجيع الهوايات والأنشطة الإبداعية، مثل الكتابة أو الفنون كوسائل تعبيرية تساعد الشخص على التعامل مع مشاعره بطريقة صحية، كما شدد على ضرورة توفير الموارد والمعلومات سواء من خلال مشاركة كتب ومقالات متخصصة، أو توجيه الشخص نحو مجموعات الدعم التي يمكن أن ينضم إليها حين يكون مستعدًا لذلك.
وفيما يتعلق بالتواصل، أوضح الزعبي أن الحفاظ على الاتصال المنتظم، عبر الرسائل أو المكالمات، يساعد الشخص على الشعور بأنه ليس وحيدًا، وحيث أن تشجيعه على الانخراط التدريجي في الأنشطة الاجتماعية، دون إجبار، قد يعزز ثقته بنفسه ويمنحه إحساسًا بالانتماء.
واختتم الزعبي حديثه بالتأكيد على ضرورة احترام خصوصية الأفراد وعدم الضغط عليهم للاندماج في الحياة الاجتماعية قبل أن يكونوا مستعدين لذلك ، حيث أن الدعم غير المشروط هو المفتاح المساعدة الشخص على تجاوز مشاعر الوحدة بطريقة صحية ومستدامة.






