صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد الخبير التربوي عايش النوايسة أهمية تدريب المعلمين كركيزة أساسية في عملية تحديث التعليم، مشيرًا إلى أن المعلم يُعتبر إحدى أهم أدوات العملية التعليمية وأحد عناصرها الرئيسية.
وأوضح النوايسة خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن التدريب يُسهم في تطوير أداء المعلم في مجالات الاتجاهات والسلوكيات والقيم، مما يعزز قدرته على تنفيذ التوجهات والنتاجات التعليمية.
وأضاف أن المعلم هو العنصر الأساسي الذي يضمن تحقيق أهداف التعلم والتعليم داخل الغرفة الصفية، حيث تهدف جميع عمليات التغيير والتطوير إلى تحسين تجربة التعليم للطلاب، لافتا إلى أن إعداد المعلم وتأهيله يمثلان عاملًا حاسمًا لتحقيق التحول المطلوب في منظومة التعليم.
وأشار إلى أن تمكين المعلم يعتمد على التدريب المستمر باستخدام وسائل وأدوات متنوعة، سواء كان ذلك من خلال التدريب المباشر (الوجاهي) أو غير المباشر عبر الأدوات الرقمية ومجتمعات التعلم.
وبيّن أنه من دون تطوير أداء المعلمين وتزويدهم بالمهارات اللازمة، لن يكون من الممكن تحقيق تغيير حقيقي في عمليات التعلم والتعليم.
واكد على أن نجاح عمليات تحديث التعليم يعتمد على دور المعلم في تنفيذ الاستراتيجيات التعليمية الحديثة داخل الغرف الصفية، بما يشمل مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل وتعزيز استخدام أساليب التدريس والتعلم النشط.
وأشار الى أن التدريب هو الوسيلة الرئيسية التي تحقق الارتقاء بمخرجات التعليم، لافتا إلى أهمية دور المعلم الكفؤ والمؤهل والمتمكن في تحقيق التطوير الحقيقي.
وأضاف أن المعلم الحديث، المتمكن من أدوات التعليم النشط والتعلم الرقمي، هو العامل الأساسي الذي يوازن بين الأصالة والمعاصرة من خلال توجيه القيم والاتجاهات.
وأوضح أن المعلم ليس فقط نموذجًا وقدوة للطلاب، بل هو القادر على توجيه سلوكياتهم وضبطها بشكل سليم، كما أنه يمتلك القدرة على تمكين الطلاب من المهارات الأساسية اللازمة لعمليات التعلم والتعليم.
وشدد على أن دور المعلم يمتد ليحقق الربط بين التعليم والمجتمع من خلال تمكين الطلاب من المهارات والكفايات التي يحتاجها المجتمع اليوم.
وأشار إلى أن من أبرز المهارات التي يحتاجها الطلاب هي تعزيز الثقة بالنفس، والتعلم الذاتي، واتخاذ القرارات، وصناعة القرارات، وتنمية السمات والصفات القيادية.
وأكد أن اكتساب هذه المهارات يعتمد بشكل رئيسي على الأنشطة التعليمية التي يقودها المعلم داخل الغرفة الصفية، والتي تتطلب تخطيطًا وإشرافًا دقيقًا منه.
وبيّن أن هذه المهارات لا يمكن أن تُنمَّى لدى المعلمين إلا من خلال التدريب المستمر ومواكبة التطورات العالمية في مختلف المجالات، ما يجعل التدريب عملية ضرورية لتطوير التعليم وضمان استمراريته في تحقيق أهدافه المجتمعية.
وأكد أن تدريب المعلمين يواجه تحديات كبيرة، أبرزها التحديات المالية، موضحا أن وزارة التربية والتعليم تعتمد مسارًا مهنيًا شاملاً لكافة البيئات التعليمية، إلا أن توفير الموارد المالية اللازمة يمثل عائقًا كبيرًا، حيث إن تكلفة التدريب مرتفعة جدًا وتتطلب قرارات حاسمة لدعمها.
وأشار إلى أن العجز الكبير في الموازنات، وخاصة في موازنة التعليم، يجعل الجزء الأكبر منها موجهًا إلى الأجور والرواتب، في حين يبقى التمويل المخصص لتدريب المعلمين ضئيلًا وغير كافٍ.
وأضاف أن ما يُقدم من تدريب غالبًا يعتمد على الدعم المقدم من الجهات المانحة، وهو غير كافٍ لتلبية الاحتياجات التدريبية في جميع المجالات.
وأوضح أن التحدي الثاني يتعلق بضرورة التحول من التدريب التقليدي الوجاهي إلى التدريب عبر المنصات الرقمية، ذكرا أن وزارة التربية والتعليم تمتلك اليوم منصة متطورة لتدريب المعلمين، توفر برامج حديثة تقلل من التكاليف المالية وتحقق فعالية التدريب.
وكشف عن برنامج قريب ستقدمه الوزارة في مجال التمايز في التعلم باللغة الإنجليزية، والذي سيشمل جميع المعلمين، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يتيح للمعلمين الاستفادة منه في الأوقات المناسبة، مما يسهم في تحقيق تدريب فعّال مع توفير مالي تحتاجه الوزارة بشدة.
وأكد على أهمية الاستثمار في تطوير برامج تدريب المعلمين لمواكبة الاحتياجات التعليمية وضمان استمرار تطوير العملية التعليمية بشكل مستدام.
يذكر أن وزير التربية والتعليم د. عزمي محافظة قال في كلمة له خلال الملتقى التربوي الأول لمديري التربية والتعليم، الذي نظمته الجمعية الأردنية للعلوم التربوية بالتعاون مع وزارة التربية بعنوان “أفكار لقضايا في التعليم العام بالأردن” مؤخرا، ان الوزارة تخطط ابتداء من العام الدراسي الحالي لتدريب 8 آلاف معلم ومعلمة خلال الخدمة سنويا، وتدريب 40 ألفا في الاعوام الخمس المقبلة، و26 ألفا قبل الخدمة، ما يجعل أكثر من 80 % من الطاقم التعليمي بالوزارة، من حملة دبلوم إعداد المعلمين.
وبين محافظة في وقتها، أن الوزارة خطت خطوات رائدة لتمكين المعلمين وتدريبهم على أداء رسالتهم بما يحقق أهدافها، إذ توسعت بتطبيق برنامج دبلوم المعلمين قبل الخدمة، بالتعاون مع 4 جامعات رسمية، بينما حددت معايير لاختيار المعلمين للتعيين بالمدارس الحكومية، تضمن الكفاءة والفاعلية، وربط ترقية المعلم برتب أعلى، بناء على إنجازاته السنوية.
يشار إلى أن حكومة جعفر حسان تعهدت في بيانها الاول بالبدء بتدريب اثني عشر ألف معلم ومعلمة في العام المقبل مع تواصل البرنامج للسنوات الخمس المقبلة، لتدريب 60 ألف معلم ومعلمة.