صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
تلعب وسائل الإعلام دورًا حيوياً في تشكيل المجتمعات وتوجيهها نحو التنمية والنهضة فهي أداة رئيسية لنقل المعلومات وتوعية الأفراد بالقضايا المحلية والعالمية، ومن خلال دورها التثقيفي والتوجيهي تساهم وسائل الإعلام في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز القيم الإيجابية، وتحقيق التكافل الاجتماعي ودعم التنمية المستدامة.
وسائل الإعلام والمجتمع المحلي
تبرز أهمية وسائل الإعلام في المجتمعات المحلية من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأفراد، وتشجيع النقاش العام حول سبل معالجتها، كما تلعب دورا في تعزيز الهوية الثقافية والمحافظة على التراث إلى جانب دعم المشاركة المجتمعية في اتخاذ القرارات.
وقال الدكتور محمد الخطيب، أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك في حديثه لـ”صدى الشعب”، إن وسائل الإعلام أصبحت جزءا أساسيا في تشكيل وعي المجتمعات من خلال نشر المعلومات في مختلف المجالات والقطاعات، مشددًا على أهمية اختيار المحتوى المقدم بعناية، نظرًا لدور وسائل الإعلام المحوري في توجيه المجتمعات.
وأشار الخطيب إلى أن الإعلام يحمل مسؤولية تقديم محتوى هادف يعزز القيم والمبادئ ويحافظ على العادات والتقاليد وقال:
“سواء من خلال التلفزيون عبر البرامج التي تقدم معلومات وفوائد أو الإذاعة التي شهدت في الأونة الأخيرة انتشارًا للبودكاست الذي يحمل الكثير من الفائدة، أو الصحافة التي تسهم في نشر مقالات وتقارير تثري اللغة السليمة والمضمون الهادف، فإن جميع وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في بناء المجتمع” .
وسائل التواصل الاجتماعي في الصدارة
وأشار الخطيب إلى أنه مع التطور التكنولوجي الهائل، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الأبرز للتواصل ونشر المعلومات، إذ لا يخلو أي منزل أو فرد من استخدام الهواتف الذكية التي تتيح الوصول لهذه المنصات بسهولة. وأوضح الخطيب أن هذا الانتشار الكبير يفرض ضرورة وضع قوانين وضوابط لضمان استخدام هذه الوسائل بشكل إيجابي.
وأضاف الخطيب، أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، واستخدامها الأنسب هو ما يحدد مدى فائدتها، إذا استغلت في تقديم محتوى إيجابي، فإنها ستسهم في الارتقاء بالمجتمع، بينما استخدامها بشكل سلبي قد يؤدي إلى أضرار كبيرة”.
وأشار الخطيب الى أن تعزيز الوعي والمسؤولية الإعلامية مهم جدا، ولضمان تقديم محتوى يحقق أهداف التنمية المجتمعية، دعيًا إلى زيادة الوعي لدى الجمهور وتعزيز المسؤولية الإعلامية، مؤكدًا على ضرورة تقديم مضامين جديدة تدعم ثقافة الأفراد، وتساعد في مواجهة التحديات المجتمعية.
الإعلام كركيزة أساسية للمجتمع
وفي ختام حديثه أكد الخطيب أن الإعلام يُعد إحدى الركائز الأساسية لبناء مجتمع واع ومتماسك. ومن خلال نشر المعرفة، وتعزيز القيم الإيجابية وتمكين الأفراد من التعبير عن آرائهم، يسهم الإعلام في تحقيق التنمية الشاملة ودعم الاستقرار الاجتماعي.
ومع استمرار التقدم التكنولوجي، أصبح من الضروري تعزيز ممارسات الإعلام المستقل والمسؤول لضمان تقديم محتوى يخدم مصلحة المجتمع ويسهم في تحقيق مستقبل مشرق.