2025-12-05 | 11:43 صباحًا
صحيفة صدى الشعب
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF
No Result
View All Result
صدى الشعب
Home كتاب وأراء

البيت الذي كان أماناً .. يتحوّل فجأة إلى مال مشاع

الخميس, 4 ديسمبر 2025, 20:39

صدى الشعب – كتبت رنا سلّيم

في زاويةٍ من هذا الوطن، تقف أمٌّ تنحني على رؤوس بناتها بعد أن خطف الموتُ سند البيت ورجله، وتجد نفسها فجأةً في معركة غير عادلة، معركة لا تشبه الفقد ولا تشبه الرحمة، معركة لا تعرف معنى الأمان الذي يجب أن يبقى لأجل الأطفال.

يتبدّل البيت الذي كان حضنًا دافئًا وذاكرةً عامرة إلى ملفٍ قانوني محاصرٍ بالمطالبات، وإلى عقارٍ مشاع لا يختلف في نظر القانون عن قطعة أرض بعيدة لا يعرفها أحد.

يتقدّم الورثة بطلب البيع، ويقف القاضي بين الأوراق، بينما يقف في الجهة الأخرى أطفال فقدوا أباهم ويكادون يفقدون بيتهم. أيُّ عقلٍ هذا الذي يسمح بتحويل بيتٍ نبضت جدرانه بضحكات البنات إلى شيء يُباع؟ وأي قلبٍ يحتمل أن تُخرَج أمٌّ من منزلٍ صنعت فيه كل تفاصيل حياتها؟ هل يمكن للعدالة أن تكون أحيانًا حياديّة بشكل يجرح؟ وهل يمكن للقانون أن يصبح صارمًا لدرجة ينسى معها أن البشر ليسوا أرقامًا تُوزَّع عليهم الحصص؟ في كل بيتٍ تُهدَّد فيه أرملة وبناتها بالرحيل، يولد سؤالٌ كبير: أين الضمير؟ أين تلك اللمسة الإنسانية التي من أجلها شُرّعت القوانين؟ بناتٌ صغيرات يقفن أمام احتمال الطرد لأن حصص الورثة أكبر من قدرتهم على الدفع؛ أمٌّ متعبة تخشى أن يضيع آخر ما تبقى من الأمان؛ قلوبٌ ترتجف بلا حول ولا سند، ومع ذلك يقف القانون صامتًا، متجمدًا، فيما الروح تبكي.

ومع أن القانون يفرض البيع إذا طلب أحد الشركاء الخروج من الشيوع، ومع أن الورثة يستطيعون المطالبة بمزادٍ علني يلتهم البيت، إلا أن الرحمة تظل بابًا مفتوحًا لمن يبحث عنها.

فهناك وسائل قانونية ترفع الصوت داخل المحكمة قبل أن يرفعه الفقر في الشارع؛ هناك حقوق الحضانة التي تحفظ مسكنًا للبنات؛ هناك النفقة التي توجب سكنًا لائقًا؛ هناك قسمة المنافع التي تعطي الأم حق البقاء في البيت ولو ظلّت الملكية مشتركة؛ وهناك “الضرر الفاحش” الذي يمكن أن يوقف بيعًا ظالمًا. كل هذه ليست حيلًا بل حقوق، ليست التفافًا على القانون بل هي روحه، فإذا كان القانون نصًا فإن العدالة روح، وإذا كان النص جامدًا فعلى القاضي أن يضخّ فيه الحياة.

إن إخراج البنات الصغيرات من بيت والدهن ليس شأنًا عائليًا فحسب؛ إنه جرحٌ اجتماعي يجب أن يشعر به كل إنسان، ورجاءٌ يجب أن يصل إلى كل قاضٍ بأن ينظر إلى القضايا بعين الإنسان قبل عين الورق. فبين جدران بيتٍ مهدد بالبيع، تقيم قصص طفولة، وصور الأب على الرف، والسرير الذي تنام فوقه طفلة لا تعرف معنى “قسمة الشيوع”، ولا تفهم لماذا يريد أحدٌ ما أن يطفئ ضوء غرفتها.

القانون ليس عدوًا، لكنه يحتاج إلى ضمير يوقظه. والقضاء ليس قاسيًا، ولكنه يحتاج إلى أن يسمع البكاء الصامت الذي لا يصل عبر المذكرات الخطية.

والورثة ليسوا دائمًا ظالمين، ولكن بعضهم يحتاج أن يفهم أن المال قد يُقسم، أما البيت فلا يُعوّض.

هذه دعوة للعدالة أن تلبس قلبًا، ودعوة للضمير أن يتحرك قبل أن يتحرك مأمور التنفيذ، ودعوة للمجتمع أن يرى الأرملة والبنات لا كأرقام على ورق، بل كنفوس تبحث عن أمانٍ لم يبقَ لها سواه. هذه ليست قضية عقار… إنها قضية حياة وحياء .

ShareTweetSendShare

أخبار أخرى

كتاب وأراء

الضمان الاجتماعي فرصة لحوار وطني يعيد تقييم الأولويات

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 23:56
كتاب وأراء

قانون النفقة الأردني بضع قروش مقابل أربعة شهور سجن

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 23:28
كتاب وأراء

الوجه الأخر للزواج

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 23:11
كتاب وأراء

التعديل المرتقب والاستثمار في مستقبل الدولة

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 14:51
كتاب وأراء

تأمين 4 مليون مواطن ضد السرطان .. أرقام صادمة ” مقلقة ومرعبة”

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 14:16
كتاب وأراء

تعدد الزوجات… فوائد جمّة للمرأة نفسها قبل الرجل

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 10:34
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اعلن لدينا
  • اتصل بنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية