صدى الشعب -أسيل جمال الطراونة
بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، أكدت العين آسيا ياغي في تصريح خاص لـ”صدى الشعب” أن هذا اليوم لا يُعد مجرد محطة سنوية، بل يمثل لحظة مهمة لمراجعة ما تحقق من تقدم على صعيد حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والوقوف على حجم ما نُفّذ من القوانين والخطط الوطنية المتعلقة بهم.
وقالت ياغي كل عام ونحن بخير، وهذا اليوم ليس مجرد تاريخ في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، بل مناسبة نراجع فيها أنفسنا لنرى إلى أي مدى تقدمنا، وكم أصبح لدينا من وضوح على مستوى الخدمات المقدمة، والتعليم، والتنفيذ الفعلي للسياسات .
وأضافت أن هذا اليوم يشكل فرصة لتقييم قدرة الجهات المعنية على توفير الحماية الاجتماعية الشاملة، والحقوق المدنية والسياسية والصحية، إضافة إلى مراجعة حجم التسهيلات البيئية والموازنات المخصّصة لهذه الفئة، مؤكدة أن مراجعة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة اليوم ضرورة لفهم ما تحقق وما نطمح إليه.
توعية المجتمع ومنع حدوث الإعاقة
وشددت ياغي على أهمية استثمار هذا اليوم لرفع الوعي المجتمعي حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأساليب التعامل معهم، معتبرة أن الوعي يشمل أيضًا العمل على حماية المجتمع من مسببات الإعاقة قبل حدوثها، مشيرة إلى أن هذا الجانب يشكل جزءًا محوريًا من جهود الوقاية.
وأكدت أنها تتمنى لو كان اليوم أطول، قائلة: “كنت أتمنى لو امتد اليوم 24 ساعة إضافية لأتمكن من متابعة جميع الأنشطة، فهو يوم مميز بالنسبة لي وللجميع”.
نقص في الخدمات… وحاجة ملحّة للإنصاف
ورغم إشادتها بالجهود القائمة، لفتت ياغي إلى وجود نقص واضح في الخدمات الصحية والتعليمية، والمرافق العامة، والحدائق، والنقل، والحياة الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة، معتبرة أن هذا النقص يؤثر بشكل مباشر على جودة حياتهم.
وأضافت نحن بحاجة إلى أن تكون حياة الأشخاص ذوي الإعاقة مهيأة لهم بشكل أكبر، وأن نراجع مدى تنفيذ القوانين، وحجم الدمج، وتمكين المرأة ذات الإعاقة، واستقطاب الشباب واليافعين ذوي الإعاقة.
كما دعت إلى تعزيز الترتيبات التيسيرية والخطط الدامجة، وإلى زيادة الوعي المجتمعي بوجود الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن نسبتهم البالغة 11.2% تُعد رقمًا كبيرًا لا يمكن تجاهله، وأن إغفال دمجهم يعد انتقاصًا من حقوق الإنسان.
دعم ملكي وتقدم ملحوظ
وأشادت ياغي بالدعم الكبير الذي يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أنه أول من ثبّت حقهم في المساواة والعدالة، وطالب الجهات التنفيذية بالتعامل مع هذا الملف بجدية ومسؤولية.
وقالت إن المشهد شهد مؤخرًا تقدمًا واضحًا في مجالات التمكين والدمج، سواء من خلال المؤسسات الأهلية أو منظمات المجتمع المدني أو منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة نفسها، معربة عن حلمها بأن تكون هذه المنظمات هي من تطرح قضايا الإعاقة مباشرة على طاولة صانع القرار.
أولويات التعليم والتأهيل المبكر
وأكدت ياغي ضرورة تحقيق العدالة في التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة، خصوصًا في رياض الأطفال، إضافة إلى تعزيز التدخل المبكر للكشف عن الإعاقات منذ المراحل الأولى، وتمكينهم من الالتحاق ببرامج التأهيل الطبي.
ولفتت إلى أن التحديات تتضاعف كلما ابتعدنا عن العاصمة، حيث تقل المعلومات والخدمات، ويزداد شعور الأشخاص ذوي الإعاقة بالعزلة والتمييز، مشددة على أن هذا يتطلب من الجميع توحيد الجهود لسد الفجوة.
وقالت الوعي ليس فقط عبر الراديو والتلفزيون، بل في الممارسة اليومية، وفي أولويات التسهيلات البيئية والتشغيل، بما يحقق العدالة دون تمييز.
دور مجلس الأعيان
وبيّنت ياغي أن مجلس الأعيان يعمل بجهد مستمر من خلال لجنة الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال مراقبة السياسات، وسؤال الوزراء، ومتابعة تنفيذ الخطط، مؤكدة: “نحن ملتزمون بأن نكون ممثلين لهذا الدور أمام جلالة الملك، وأمام المواطن، وأمام الله، وأن نكون مساهمين بشكل إيجابي في تحقيق العدالة والمساواة للأشخاص ذوي الإعاقة ومجتمعاتهم”






