صدى الشعب – راكان الخريشا
أكد وزير الاتصال الحكومي، الدكتور محمد المومني، خلال كلمته اليوم الثلاثاء، عل هامش الجلسة الحوارية التي احتضنتها الجامعة الهاشمية تحت عنوان”الخطاب الإعلامي الأردني في عالم متغير .. الصوت و الصدى”، أن التحدي الذي يواجهه الإعلام في الأردن والعالم هو الكم الهائل وغير المسبوق من تدفق المعلومات، لم تشهد البشرية في أي وقت سابق هذا الحجم الكبير من المعلومات المنتشرة عبر وسائط متعددة، وهذه المعلومات تتفاوت بين ما هو دقيق، وما هو شبه دقيق، وما هو غير صحيح بالمطلق؛ ونواجه اليوم ظاهرة التضليل ونشر المعلومات الزائفة والمضللة، وهناك من يستغل هذا الفيض من المعلومات بقصد وبنية متعمدة لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية أو فئوية، أو لتشويه سمعة مؤسسات أو أفراد، أو لتوجيه الرأي العام في اتجاه معيّن، وكما ثمة سلوكيات أخرى ليست بالضرورة خبيثة بالكامل، لكنها تساهم في تضخيم كمٍّ هائل من المعلومات غير الصحيحة عند المشاركة غير الواعية لها.
الإطار القانوني و الوعي
وأضاف المومني نحتاج إلى أدوات أساسية تقوم على عنصرين رئيسيين، الأول الإطار القانوني لدينا قوانين تهدف إلى منع ضخ المعلومات المضللة التي تثير الفتنة أو تضر بالمجتمع، والقوانين تُلزم من ينشر معلومات غير صحيحة أو مضللة بتحمّل المسؤولية، الجهات المتضررة تمتلك الحق في اللجوء إلى القانون لحماية المجتمع وسمعة المؤسسات وسير العمل التعليمي والأكاديمي، والثاني الوعي الإعلامي كلما ارتفع مستوى وعي الجمهور في التعامل مع المعلومات، كلما ازداد قدر المجتمع على مقاومة التضليل، يجب علينا أن نتحقق من صحة أي معلومة قبل مشاركتها أو تبنّيها، وأن نستخدم المؤسسات الإعلامية الموثوقة كمراجع رئيسية، ولقد قطعنا شوطًا مهمًا في بناء وعي مجتمعي يساعد في التمييز بين الخبر الصحيح والخبر المضلل، لكن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب مزيدًا من العمل.
عدم الانسياق وراء السبق على حساب الدقة
ودعا المومني كافة المؤسسات الإعلامية والزملاء الصحفيين والإعلاميين إلى أداء واجبهم المهني والأخلاقي في البحث عن الحقيقة والتحرّي عنها، وعدم الانسياق وراء السبق على حساب الدقة، وعلى المؤسسات الإعلامية التأكد من صحة التصريحات والتوثيق قبل النشر، وعليها أيضاً تصحيح أي معلومة خاطئة فور ثبوتها وعدم التهاون في ذلك.
الشعبوية (سرطان)
وأكد المومني أن الشعبوية التي تُروّج لمعلومات غير صحيحة بهدف استدرار التصفيق أو الشعبية تُعدّ سرطانًا يضعف المؤسسات والمجتمعات، لذا علينا جميعًا أكاديميين وإعلاميين ومواطنين أن نتحمّل مسؤولياتنا، ونتحقق قبل النشر، ونعمل على بناء مناخ إعلامي صحيح ومسؤول.






