صدى الشعب – كشف المهندس، جمال السادات، نجل الرئيس الراحل أنور السادات، لأول مرة عن اللحظات الأخيرة في حياة والدته السيدة جيهان السادات، وعن وصيتها التي طلبت تقديمها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال جمال السادات خلال لقائه ببرنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب مساء الأحد، على قناة «mbc مصر» إن السيدة جيهان السادات أوصته وهي على فراش الموت أن يسأل الرئيس السيسي إن كان ممكناً لها أن تدفن بجوار زوجها الرئيس الراحل أنور السادات، وأكدت أنها ستقدر الأمر في حالة تعذر تحقيق ذلك، حيث إن الرئيس السادات مدفون في موقع النصب التذكاري والمكان خصص لدفن شخص واحد وليس مجهزاً كمدافن كما المتعارف عليه.
وأضاف نجل الرئيس الراحل، أنه اتفق مع شقيقاته على أنه سيوصل وصيتها إلى الرئيس السيسي، لكن عليهم جميعاً ألا يحزنوا في حالة تعذر تحقيق أمنيتها الأخيرة لأسباب فنية أو هندسية لا دخل للرئيس بها .
وبالفعل قام نجل السادات بالاتصال بالرئيس السيسي ليبلغه بوصية والدته، والتي وعده الرئيس بالنظر في إمكانية تحقيقها والرد عليه لاحقاً، ليفاجأ جمال السادات بمحاولات اتصال عديدة من رئاسة الجمهورية خلال منتصف نفس الليلة وحتى ساعات الصباح الأولى، ليبلغه الرئيس السيسي شخصياً أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية ستقوم بتجهيز المكان ليكون جاهزا لتحقيق أمنية السيدة جيهان السادات، ورد جمال السادات: “أنا وأخواتي مدينون لك العمر كله وده جميل هنشيله فى رقبتنا للأبد”.
وبعد الوفاة طلب نجل الراحلة من الرئيس الإسراع في دفنها عملا بمبدأ “إكرام الميت دفنه”، لكن الرئيس السيسي طلب منه التريث قليلاً، وقال له “أنا عايز أعمل حاجة تليق بجيهان السادات”.
وأكد جمال السادات أنه وشقيقاته فوجئوا بمشهد الجنازة العسكرية المهيب بحضور الرئيس السيسي وقرينته وكبار رجال الدولة، وهي أول جنازة عسكرية تقام لسيدة في تاريخ مصر، وتم كل ذلك بترتيب من الرئيس شخصياً دون أدنى تدخل منه ومن أسرة الرئيس الراحل السادات.
كما أكد جمال السادات أن ما تم من إهداء الراحلة جيهان السادات لوسام الكمال وإطلاق اسمها على أحد محاور القاهرة الهامة هو تكريم كبير “لم نكن نحلم به”.
وفي تصريحات مثيرة أيضاً، كشف نجل السادات عن كواليس اغتيال والده الرئيس الراحل أنور السادات، وأكد على إصراره ووالدته لحضور عملية تشريح الجثمان بعد الوفاة لمعرفة تفاصيل الأمر وسبب الوفاة، وقال: “تواصلت مع قيادات عدة لطلب حضور عملية التشريح، لكنهم جميعاً رفضوا، حتى تواصلت مع حسني مبارك وكان نائب الرئيس وقتها، وأبلغته على إصراري ووالدتي على الحضور ووافق، وحضرنا هذه العملية الصعبة”.
ووصف جمال السادات الموقف الصعب وقال كانت والدتي متماسكة إلى أقصى حد، على عكس طبيب التشريح الذي كان منهاراً ومتأثراً، وقامت والدتي بتهدئته وتشجيعة على بدء الأمر”.
وهنا حلت المفاجأة، حيث أعلن نجل السادات أن رصاصة واحدة “طائشة” كانت السبب في وفاة والده، حيث اصطدمت بحائط رخامي أمام الرئيس السادات، لتنحرف عن مسارها وتخترق أسفل القفص الصدري للرئيس الراحل لتخترق الأحشاء رأسياً مرورا بالقلب لتستقر في الرقبة”
ووصف جمال السادات الأمر بأنه قدر، وقال “لو تم إطلاق هذه الرصاصة 100 مرة لما جاءت بهذا الشكل”.
وأكد أنه لولا هذه الرصاصة الطائشة ما حدثت الوفاة وهذا ما شهدناه بأنفسنا خلال عملية التشريح التي حضرناها بالكامل”.
وتطرق الحوار للحديث عن احتفال انتصار 6 أكتوبر في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، والذي دعي فيه قتلة السادات وكانوا في صدارة الحاضرين في مشهد استهجنه عموم المصريين وكان بمثابة الصدمة للشارع المصري، وأكد نجل الرئيس الراحل أنه ووالدته وشقيقاته كانوا في قمة الاستياء ولم يحضروا هذا الاحتفال، وقال “كنا مخضوضين وكنا بندعي ربنا يزيل عنا الغمة”.
وتوفيت السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل أنور السادات في الـ 9 من يوليو 2021، وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانا تنعى فيه الفقيدة: “تنعى رئاسة جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، والتي قدمت نموذجاً للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة”.
وقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بمنح السيدة جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.