شبيب: قضايا قطاع النقل كانت يجب أن تكون في قلب برامج الأحزاب والمترشحين
سيف: غياب قضايا قطاع النقل في برامج الأحزاب وتفاصيله مفقودة
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
يعد قطاع النقل أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الوطني في المملكة ومن أهم القطاعات ذات الأثر على حياةالمواطنين، حيث يساهم بما نسبته 6.25% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022، بالإضافة إلى ذلك، يسهم القطاع بشكل كبير في توفير فرص العمل، حيث يعمل فيه حوالي 90 ألف شخص.
ومع اقتراب الانتخابات النيابية، تتصاعد دعوات مؤسسات المجتمع المدني للمشاركة الفعالة في العملية الانتخابية، وفي ظل تنوع البرامج الانتخابية المقدمة من القوائم والمترشحين، يبرز تساؤل متكرر حول غياب قضايا النقل عن هذه البرامج، هذا الغياب يثير قلقًا بشأن مدى اهتمام المرشحين بملف النقل الذي يشكل جزءاً حيوياً من تنمية المجتمع والاقتصاد.
وفي هذا السياق، أعربت وزيرة النقل السابقة لينا شبيب عن استيائها من إغفال قطاع النقل في برامج الأحزاب السياسية، مشيرة الى إن الاهتمام بقطاع النقل لم يكن له وجود حقيقي في أي من الحكومات السابقة، لافتاً إلى أن المشاريع الحالية مثل “الباص التردد السريع” رغم كونها خطوة إيجابية، إلا أنها لم تسوق بشكل كافٍ.
وأضافت أنه كان من المفترض أن تتناول الأحزاب في برامجها أهمية قطاع النقل باعتباره شريان الحياة، ويؤثر بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية والتعليمية وتوفير فرص العمل، موضحة أن الحديث عن تحسين وسائل النقل لا يقتصر فقط على النقل العام، بل يشمل النقل البحري والجوي والسككي.
وتحدثت عن أهمية تطوير صناعة النقل كأداة لتقليص البطالة وتعزيز الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تبرز الحاجة إلى اهتمام أكبر بكل أنماط النقل حيث كان ضروري أن يكون هنالك ناقل وطني.
وأكدت شبيب خلال حديثها لـ”صدى الشعب” أن القضايا المتعلقة بالنقل الجوي، مثل تراكم الخسائر على الملكية للطيران، كان من المفترض أن تكون على أجندة الأحزاب.
وأعربت عن أسفها لعدم تناول البرامج الانتخابية موضوع النقل السككي وتطوير الموانئ البرية، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للأردن في هذا المجال.
وشددت على أهمية الربط بين التغير المناخي وقطاع النقل، مؤكدة أن هذا القطاع يمكن أن يلعب دوراً مهماً في مواجهة التغيرات المناخية وان يكون عامل مساعد في مواجهته.
من جهته قال وزير النقل الأسبق خالد وليد سيف خلال حديثه لـ”صدى الشعب” ان هنالك غياب لقضايا لقطاع النقل عن خطاب الأحزاب والمرشحين في المشهد الحالي، مشيراً إلى أن ما يتم طرحه في الخطابات ووسائل الإعلام يظل غالباً ضمن نطاق العموميات دون التطرق لتفاصيل ملموسة.
وفي حديثه، أيد سيف ما أشار إليه نضال البطاينه في مقابلة تلفزيونية بأننا في مرحله قد لا تكون قد استكملت بها البرامج الحزبية ولكن عناوينها قد تشكلت وقيد التطوير علما أن حزب إراده قد كان نشيطا في تطوير برنامج لقطاع النقل بمساعده مختصين بالقطاع
وفيما يخص قطاع النقل، أبدى سيف تعجبه من عدم تخصيص الأحزاب والمرشحين حيزاً كافياً لهذا القطاع الحيوي في خطاباتهم، مشيرا إنه لا يوجد أي مرشح أو حزب قد تناول تفاصيل مشاكل وتحديات قطاع النقل بشكل شامل ومفصل، مشيراً إلى أن بعض الأحزاب بدأت تدرك أهمية القطاع وتطلب ملفات توضح التحديات التي يواجهها.
وأضاف أن قطاع النقل يشكل رئة الاقتصاد الأردني، مشيراً إلى دوره الكبير في معالجة قضايا البطالة وكلفة التشغيل وزيادة إنتاجية المنطقة.
وأكد على أن هذا القطاع له أهمية استراتيجية، حيث يتأثر التنافس الإقليمي بالمرافق والموانئ في المنطقة، مما يجعل تطويره أمراً حاسماً.
وشدد على أهمية مشروع السكك الحديدية، مشيراً إنه ليس مجرد وسيلة لتقليل تكلفة النقل من ميناء العقبة، بل يشكل جزءاً من منظومة نقل متكاملة ترتبط دول الخليج بشكل كامل، معرباً عن قلقه من تأثير عدم الالتحام مع هذه المنظومة على المزايا اللوجستية للأردن وموقعه كمركز لوجستي إقليمي.
وأشار إلى أن مشروع الباص السريع يعتبر من الأولويات الهامة، داعياً إلى استكمال اركان في هذا المشروع لضمان فعاليته، مضيفاً أن الباص السريع ليس مجرد وسيلة نقل على الطرقات الرئيسية، بل يشمل نظاماً متكاملاً ينقل الركاب من منازلهم إلى المحطات الرئيسية، مما يعزز شبكة النقل بشكل ملحوظ، مشيداً الخطوات الكبيرة التي اتخذتها امانة عمان في إطار انجاز مشروع الباص السريع
وأكد على أهمية الأتمتة والرقمنة في قطاع النقل، مشيراً إلى أن التحول الرقمي يعتبر خطوة مهمة لكنه لا يزال بحاجة إلى تعزيز في هذا القطاع الحيوي.