صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
ونحن على أبواب مرحلة دستورية واستحقاق دستوري، يتمثل بانتخابات مجلس النواب، وهي الانتخابات الأولى في المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية، نأمل أن ترتفع درجة الوعي لدى المواطنين، والاقبال على هذه الانتخابات، واختيار الأكفأ والأفضل ومن يستحق حمل هذه الأمانة.
لن أذيع سرا عندما أقول أن المواطن الأردني وصل إلى حالة من اليأس، سواء من المجالس النيابية، أو الحكومات المتعاقبة، التي لم تجد الحلول الجذرية للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ومن اهمها الفقر والبطالة، وليس لها سوى جيب المواطن ورفع الضرائب سبيل، لسد العجز والمديونية، الناتجة عن سوء الإدارة وسوء استثمار الموارد.
فيرى الكثيرون من المواطنين أن وجود الهيئات المستقلة في العديد من القطاعات ما هو إلا استنزاف و هدر للمال العام، كما يرون أن المجالس النيابية التي تراقب أعمال الحكومة، وتشرع القوانين ما هي إلا شريكة في ذلك.
بالمقابل، يأمل المواطن الأردني ان يختلف المجلس النيابي القادم شكلا وموضوعا، فالملفات ثقيلة، والتحديات كبيرة، والشعب مُنهك، ويحتاج إلى مجلس نواب قادر على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.
لا ننكر ان هناك نواب اجتهدوا وحاولوا تحقيق إنجازات لمصلحة الوطن والمواطن، وهناك نواب اخرون كانوا أعباء واحمالا زائدة على الوطن وعلى الشعب، بحيث لم يسمع أحد أصواتهم في المجلس لمدة أربع سنوات، وكل ما حققوه هو حصولهم على رواتب، وامتيازات خاصة بهم، ولم يستفد الوطن ولا المواطن من وجودهم.
نتمنى أن تكون المشاركة الشعبية في هذه الانتخابات كما هو مأمول، فكلما أقبل المواطنون على المشاركة زادت فرص فوز المرشح الكفؤ، الذي يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً، والعكس صحيح، ونتمنى أن يكون الاختيار بعيدا عن الاعتبارات الأخرى، والمصالح الشخصية الضيقة، التي حدثت سابقاً، وعانينا من نتاجاتها جميعاً، فهذه مسؤولية الشعب، ويجب تغليب المصلحة الوطنية أولاً وأخيراً.
فعندما يتم اختيار الشخص غير المناسب، ينتج لدينا مجلس ضعيف لا يلبي الطموح، وبعدها يبدأ اللوم والعتب والغضب على هذا المجلس، الذي هو نتاج الشعب، فما نزرعه اليوم نحصده غدا، وعلينا جميعاً أن نزرع البذور الصالحة التي تثمر ثمارا طيبة، وأن نختار المرشح القوي الأمين المخلص، الذي يخشى الله ويحمل هم الوطن والمواطن، ويتمنى لهما الخير والرفعة والتقدم، ويتحمل المسؤولية بكل أمانة واقتدار.