صدى الشعب – محمد قطيشات
تتوالى التحذيرات من خطورة الوضع المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي تمول بالكامل من التبرعات ولا تندرج تحت إطار موازنة الأمم المتحدة، وأنها باتت على وشك الانهيار المالي، خاصة بعد إعلان بعض المانحين عن خفض مساهماتهم المالية للأونروا، بينما قرر البعض الآخر وقفها، ما يثر جدلاً واسعًا حول قدرتها على تقديم الخدمات للاجئين في الأردن، ولبنان وسوريا والضفة الغربية التي تشمل القدس الشرقية وغزة.
وتعددت أسباب الأزمة المالية التي تمر بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، والتي أدت إلى ترجع خدماتها لعدم كفاية الأموال الممنوحة لها مقارنة بموازنتها السنوية، وذلك لعدم تحمل الدول المانحة مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها تجاه المنظمة تحت ذريعة تأثرها بالأزمات العالمية وتداعياتها، الأمر الذي ينذر بتآكل خدمات الأونروا إن لم يكن توقفها تمامًا.
وحذر الأردن من الانعكاسات الخطيرة الناتجة عن عدم تلبية احتياجات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا) وعدم تمكينها من تنفيذ ولايتها، بالنظر إلى الدور المفصلي والآثار الوخيمة لذلك على الأوضاع الإنسانية للاجئين وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل، خاصة في ظل غياب الأفق السياسي وتفاقم التحديات الاقتصادية المركبة التي تواجه الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين.
كما وحذر من أي تغيير على ولاية الوكالة وصلاحياتها ومن تبعات استمرار العجز المالي المزمن والتحديات الضاغطة التي تمر بها، مشددًا بذات الوقت على الاستمرار بالتنسيق والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لحشد الدعم السياسي والمالي للأونروا لتمكينها من الاستمرار في أداء مهامها وفقًا لتكليفها الأممي، حيث أن دعم الأونروا، دعم لحقوق اللاجئين وخاصة حقهم في الحياة الكريمة،.
ودعا كذلك إلى ضرورة تكاتف الجهود لتوفير الدعم اللازم للأونروا في ظل العجز المالي الكبير وغير المسبوق الذي تعاني منه، والحاجة الملحة للتعامل مع ذلك العجز وبشكل فوري لتمكين الوكالة من تقديم خدماتها الأساسية والحيوية وأهمها التعليم والرعاية الصحية لقرابة 6 ملايين لاجئ فلسطيني.
وكذلك لا بد من التأكيد على أهمية وضع سياسة شاملة ومتكاملة من شأنها ضمان التوفير المستدام لبرامج عمل الوكالة وضرورة العمل بمبدأ الشراكة في تحمل الأعباء ووضع سياسات واستراتيجيات وميزانية يمكن التنبؤ بها عبر خطة تمويلية متعددة السنوات لتتمكن الأونروا من تغطية ميزانياتها البرامجية.
وكان الأردن شدد خلال مشاركته في نيويورك بمؤتمر لمانحي وكالة أونروا، على أنه وبصفته الداعم الأكبر للوكالة واللاجئين الفلسطينيين يكرس جل وكل قدراته بالعمل مع الشركاء ومع الوكالة لحشد الدعم اللازم لضمان استمرار عملها بشكل فعال، مناشدًا العالم التدخل وإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين ومنظمتهم التي تواجه تهديدًا وجوديًا.
ويشار إلى أن الأونروا تأسست بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1949وتعمل بموجب تفويض إنساني وتنموي لتقديم المساعدة والحماية للاجئي فلسطين ريثما يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم..ولكن بعض الخبراء يرى أن تمكين الأونروا من مواصلة عملها يكمن بأن تندرج موازنتها في إطار موازنة الأمم المتحدة وليس من خلال التبرعات، خاصة في ظل تداعيات الأزمات العالمية وفي مقدمتها الحرب في أوكرانيا..وبالمقابل يبقى الحديث عن مستقبل الأونروا وبقاؤها لا يمكن استشرافه مبكرًا..ويبقى التساؤل..هل بات وُجُودُهَا “على المحك”.