وليس هذا فحسب ما كان للخصاونة في الكفة الراجحة، والذي أتى على إثر تداعيات جائحة كورونا اقتصاديًا واجتماعيًا وتداعى بكامل طاقته للبحث عن مخرج إيجابي يمكن من خلال إعادة الحياة للقطاعات المنكوبة اقتصاديًا في حينها وقد تبنى دعمًا للمشروعات والمؤسسات، كما أوقف الضريبة على جملة من المواد الأساسية والمستلزمات، بشكل أسهم على ثبات واستقرار الأسعار إلى حد ما، رغم تبعات الأزمة الأوكرانية الروسية وأزمة العبور في البحر الأحمر وغيرها من ظروف دولية تركت تبعات محلية علينا، وكما استخدم جل علاقاته وسخر إمكانياته وطاقمه الحكومي لترجمة التوجهات الملكية وتأمين المخزون الكافي للمواطن والبعد عن الاستغلال والاحتكار وغيرها من أنماط سلوكيات التجار.
إضافة لذلك لما لهذا الرجل من رصيد إيجابي بأنه الوحيد من بين عدة رؤساء للوزارات كان سندًا ورديفًا للصحافة وأعاد إليها الحياة بعدما تعمد أخرون خلق حالة من التضييق والرقابة عليها وكذلك وفر لها دعمًا ماليًا من خلال الإعلانات الحكومية.
وغيره الكثير منا يجعلنا نقول وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، رغم ما تثار من زوبعات حوله، يعمل بصمت وبوطنية مفرطة يلامس احتياجات الوطن والمواطن، ويتفق مع رؤى الملك في التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، واكب مفاهيم الحديثة وجعلها واقعًا محليا، غدًا منجزاته ستتحدث عنه.
في الوقت الذي بدأت به حمى الأسعار تضرب الأسواق تحت أعذار واهية قبيل شهر رمضان الفائت، أوعز رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لفريقه الحكومي والاقتصادي للتحرك الميداني والإطلاع على واقع السوق ومراقبة تدفق المواد الغذائية والتجارية، وهل هناك احتكار لأي من السلع، والتأكد من صحة الشكاوى التي حملها الإعلام والشعبية في ذات الوقت بأن الأسعار قفزت بشكل غير مبرر، وبعد إدراك أن رفع الأسعار هو جانب من الأعراف المتبعة باعتبار رمضان موسم جيد للطلب، وأن هناك حجج بدأت تصرف كنقص الإمدادات والواردات نظرًا للعدوان على غزة وتعثر وصول السفن التجارية وغيرها، أجرى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة زيارة ميدانية للمؤسستين المدنية والعسكرية وتأكد من سلامة المخزون وتعهد في حينها باستقرار الأسعار وضمان عدم رفعها خلال هذه الفترة، إضافة لأنه تعهد عبر وزارة الصناعة والتجارة بتحديد سقوف سعرية لأي من المواد الغذائية وخاصة اللحوم والدواجن والزيوت إن كان هناك مغالاة في أسعار البيع، وأوعز بتكثيف حملات الرقابة والتفتيش التي تحول دون استغلال المواطن خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
ما استنه الخصاونة خلال رمضان جهد وتوجهات تستحق تسليط الضوء عليها، وأدرجت مطالب شعبية بتجديد هذه الخطوات ومتابعة الأسواق ووقف حالة التغول التي عبثت بالسوق بعد انتهاء رمضان.