الطراونة لـ (صدى الشعب): رمضان فرصة لتعزيز الروابط الأسرية ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي
الكردي : السلوكيات الرمضانية تُنمي قيم العطاء والتواصل
صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
أكد الدكتور حسين الطراونة مستشار علم النفس الإرشادي في حديثه لـ “صدى الشعب”، أن شهر رمضان المبارك يشكل فرصة ذهبية لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتقوية الروابط العائلية والمجتمعية.
وأوضح أن هذا الشهر الفضيل يشهد تزايدًا ملحوظاً في الزيارات العائلية، حيث تجتمع الأسر على موائد الإفطار وسط أجواء روحانية تعزز التقارب الاجتماعي وتسهم في تصفية الخلافات، سواء بين أفراد الأسرة أو زملاء العمل.
وأشار الطراونة إلى أن هذه اللقاءات تمنح الأفراد فرصة لتبادل الذكريات والأحاديث الودية، مما يعزز التلاحم الأسري والشعور بالراحة النفسية.
كما شدد على أهمية استغلال هذا الشهر لإحداث تغيير حقيقي في نمط التواصل العائلي، معتبرًا أن رمضان يمثل منعطفاً مهماً في الحياة الاجتماعية، إذ يساعد في تحمل أعباء المسؤولية الاجتماعية وتعويد الأطفال على التمسك بالقيم والعادات الأصيلة.
وأضاف الطراونة أن المودة والرحمة تعدان من أهم الصفات التي تسهم في تقوية الروابط الاجتماعية، مشيرًا إلى أن رمضان يشهد زيادة في التواصل مع العائلة والأصدقاء، سواء من خلال تجمعات الإفطار أو النشاطات الاجتماعية المختلفة.
وبين أن مظاهر التعاون والعطاء تتجلى في هذا الشهر المبارك، حيث يتكاتف أفراد المجتمع لتقديم يد العون لبعضهم البعض، سواء في المساجد أو الشوارع أو المنازل، مما يعكس روح التكافل الاجتماعي.
كما أوضح أن الأسرة هي الحاضنة الأولى للإنسان والجهة التي تمنح الحب بشكل غير مشروط، مؤكدًا أن رمضان يوفر فرصاً مناسبة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية وأضاف أن الانشغالات اليومية كثيرًا ما تؤدي إلى حدوث فجوات في التواصل، إلا أن هذا الشهر الكريم يشكل فرصة ثمينة لسد هذه الفجوات وإعادة إحياء العلاقات العائلية.
وأشار الطراونة إلى أن تناول الطعام بشكل جماعي يعد من الطقوس الفريدة التي تميز المجتمعات الإسلامية والعربية خلال رمضان حيث تجتمع العائلات حول موائد الإفطار التي أعدت بحب من قبل الأمهات، وساهم الآباء في توفير مكوناتها.
كما لفت إلى أن هذه اللحظات لا تقتصر على تناول الطعام فحسب، بل تمتد لتشمل تبادل الحكايا والذكريات واتخاذ القرارات العائلية المهمة.
وفي السياق ذاته، أكدت استشارية العلاج النفسي والسلوكي، الدكتورة أمل الكردي، لـ “صدى الشعب”، أن الصيام لا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يرافقه العديد من السلوكيات التي تعزز الروابط العائلية والمجتمعية.
وأوضحت أن اجتماع العائلة على مائدة الإفطار أو السحور، وما يتخلله من مشاركة في تحضير الطعام أو تقسيم المهام المرتبطة بشهر رمضان يعزز الشعور بالانتماء ويعمق الروابط الأسرية.
وأضافت الكردي أن التعاليم الدينية التي تؤكد على مضاعفة الأجر في رمضان تحفز العائلات على الاجتماع وتناول الإفطار معا، مما يخلق جواً من الألفة والمودة.
كما أشارت إلى أن تكرار هذا السلوك يعزز من استمراريته خاصة إذا ارتبط بعادة دينية عميقة، ولفتت إلى أن مظاهر الخير، سواء من خلال استضافة الأحبة والمحتاجين على موائد الإفطار، أو تقديم التبرعات والصدقات، أو حتى حل الخلافات احتراما لحرمة الشهر الفضيل، تسهم جميعها في تقوية الروابط الاجتماعية والارتقاء بقيم المجتمع.
وفي الختام، شدد الخبراء على أن شهر رمضان يمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء العلاقات الاجتماعية وترسيخ قيم التكافل والتراحم فمن خلال العطاء والتواصل والتسامح، يمكن للمجتمع أن يصبح أكثر تلاحما، مما يعزز من أواصر المحبة بين أفراده ويخلق بيئة اجتماعية أكثر استقرارا وسلامًا.






