صدى الشعب – تشير الدراسات الى ان الاعلام غير المسؤول قد يزيد من السلوك الانتحاري لدى للجمهور، هناك بعض التوصيات الناتجة عن البحث العلمي حول مسؤولية الاعلام في الاخبار عن الانتحار وإذا كان من الضروري الاخبار عن الانتحار فالرجاء الالتزام بالنقاط التالية.
** نصائح في كيفية مناقشة قضايا الانتحار في الاعلام:
تجنب اللغة التي تطبع الانتحار أو تقدمه كحل للمشاكل.
تجنب صياغة عناوين بارزة أو تكرار الخبر بطريقة غير مبررة.
تجنب إضفاء الرومانسية أو الاثارة أو المديح لمن ينفذ الانتحار، فبدلا من ان يكون العنوان الرئيسي “شاعر واديب ملهم يطلق النار على نفسه” ممكن ان يكون “وفاة شاب عن عمر يناهز سبعة وعشرين عاما”.
تجنب تقديم تفاصيل حول طريقة الانتحار أو أداة الانتحار أو موقع الانتحار.
تجنب وصف محاولات الانتحار بناجحة وفاشلة بل نقول “أتم الانتحار أو حاول الانتحار”.
يجب توخي الحذر الشديد في اختيار الصور والفيديوهات المرافقة.
يجب اظهار الاعتبار الواجب للعائلات التي فجعت بانتحار أحد أبنائها وعدم لومهم أو إتهامهم بالتقصير.
عندما يحدث الانتحار دعونا نغتنم الفرصة لتثقيف الجمهور حول الوقاية من الانتحار وتقديم المعلومات اللازمة عن مكان طلب المساعدة.
وكلنا أمل ان يكون الاعلام لنا نصيرا في الحفاظ على صحة وحياة شباب العرب.
** الأمراض النفسية والانتحار
مرض الفصام:
كما يعتبر مرض الفصام من الأمراض التي يتعرض المصابون به في حالة عدم توجههم للعلاج إلى الانتحار، ففي كثير من الأحيان يكون مرضى الفصام انطوائين ومنعزلين عن المجتمع وعن أسرهم ولا يفضلون الاختلاط كثيراً في العمل أو التجمعات، لذلك يكونون أكثر عرضة للهلاوس السماعية التي تتمثل في سماع همسات وأصوات لأشخاص غير موجودين وأوامر من مجهولين لتشجيعهم على الانتحار في بعض الحالات. لذلك في حالة وجود إصابة بمرض الفصام يجب الاهتمام بالمريض لأقسى الحدود لخطورة هذا المرض وصعوبة التعامل معه.
مرض الوسواس القهري:
وأضاف فرويز أن الوسواس القهري هو أحد أنواع الاضطرابات النفسية التي تؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار، حيث تؤدي الوسوسة في الكثير من الأحيان إلى الشك والتوهم بالمرض وعند تملك فكرة معينة على عقله لا يستطيع السيطرة عليها خاصة الأفكار السلبية، فالمريض يعاني من الاضطرابات النفسية التي تستدعي لتدخل الطبي ولاتخاذ العلاج من خلال العقاقير أو الجلسات حتي لا تتدهور حالته وتصل إلى الانتحار.
الأمراض العضوية:
يتعرض الكثير ممن يعانون من الأمراض العضوية المزمنة والقاسية، مثل السرطان أو الإيدز والأمراض الخطيرة من اضطرابات نفسية شديدة في مراحل العلاج المختلفة، حيث يتأثر المريض العضوي بالحالة النفسية خلال تلقيه العلاج بشكل كبير، لذلك يجب مراعاة الحالة النفسية للمريض العضوي خاصة في فترة العلاج حتي لا تتملك الأفكار السلبية إلى عقله وتتراجع حالته الصحية خاصة في الحالات التي تعاني من تدهور شديد في الحالة العضوية.
**الاكتئاب والانتحار
الاكتئاب من أبرز الأمراض النفسية وأكثرها خطورة لأنه يدفع صاحبه للانتحار؛ أو إيذاء النفس أو الآخرين بأي شكل من الأشكال، كما يؤثر بصورة كبيرة على الحياة الشخصية للمريض والمحيطين به.
وكشف الدكتور حسام عمارة، عن الطرق المثلى للتعامل مع مرضى الاكتئاب وكيفية مساعدتهم، مشيرا إلى أن العلاج النفسي يساعد على تخفيف حدة الكآبة، لأن الاكتئاب يختلف من شخص لآخر.
وأشار إلى أنه تم تصميم العلاج الحديث، لمساعدة الناس على التعرف والتعامل مع الجوانب النفسية والسلوكية والشخصية والحالة الظرفية للاكتئاب لديهم، ناصحا بالتعامل بحذر مع المصاب بالاكتئاب الذي قد تصل به المرحلة إلى التفكير بالانتحار، وذلك حتى لا يكون سببا في تطور حالة المصاب المرضية.
وأكد الدكتور حسام عمارة، على ضرورة تقديم الأصدقاء والعائلة والزملاء النصائح للمصاب بالاكتئاب، ومحاولة التخفيف عنه من الإكتئاب، وأهم نصيحة تساعد المريض، هي إقناعه المريض بالذهاب إلى الطبيب؛ لأنه قد يحتاج في بعض الأحيان إلى العقاقير المهدئة، كما يجب حث المريض على ممارسة الرياضة والانخراط في الأعمال الإيجابية والحصول على قدر كاف من النوم.
أضاف عمارة، أن أعراض الاكتئاب تختلف من شخص لآخر، فقد يكون المرض شديدًا أو خفيفًا، وهناك أعراض مختلفة للاكتئاب تتداخل، ومن علامات وأعراض الاكتئاب الخطيرة، “التفكير بالانتحار أو عدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية الأساسية”، والبعض الآخر قد تكون أعراض الاكتئاب لديه أقل خطورة.
** محاولتي للانتحار
الانتحار هو محاولة جادة لوضع نهاية لألم غير محتمل، وباب خلفي للهرب من ظروف ضاغطة، منقادين بروح من العجز وفقدان الأمل والحيل، ومن منظور شخص لا يفكر الآن بالانتحار، وهو أكثرنا في الأغلب، لا يمكننا فهم كيف يمكن لأحدهم إغفال وجود مباهج في الحياة جنباً إلى جنب مع آلامها، وكيف يمكن تجاهل وجود فرصة في الغد لحياة أفضل، أو كيف يمكن أن تتعطل غريزة البقاء بالشكل الذي تستسلم فيه كلية للموت. ومن منظور شخص فكر يوماً بالموت، وهو أغلبنا تقريباً، لا يمكننا فهم لماذا لم تمر الفكرة مرور الكرام مع البعض كما مرت معنا.
إن النظرة السائدة، مجتمعياً، للتفكير في الانتحار هي اعتباره عرضاً طارئاً مرضياً ارتبط بالاكتئاب أو الذهان أو كعرض جانبي لبعض العقاقير، ولكن ماذا إن كان الأمر أبعد من ذلك؟ وهل يمكن أن يكون الانتحار محاولة للتعامل مع ظروف ضاغطة؟ مخرجاً لتجنب المزيد من الألم؟ هذا ما تعرضه مدرسة “العلاج”؛ وهي رؤية الانتحار في ضوء ضعف مهارات حل المشكلات، ومهارات قيادة الشعور [الذكاء الوجداني]، وعليه تنصب جهودها بشكل كبير في هاذين الاتجاهين محققة نجاحات مشهودة.
وقد تكلم فرويد سابقاً ومن بعده المدرسة التحليلية عما سموه بغريزة الموت، وعن حملنا لدافع داخلي لإنهاء الأمر برمته، ربما للبدء من جديد أو لإفساد اللعبة، وأنا أحب أن أسمي هذه الغريزة بمحامي الموت، ومن منظور مدرسة “العائلة الداخلية” نحن نحتاج لقبول محامي الموت كأحد أفرادنا الداخليين، والترحيب به داخل دائرة الضوء، لأن طرده إلى اللاشعور يمكنه من العمل في الظلام، أبعد من حدود قيادتنا.
** بماذا يفكر المنتحر
عند النظر في الدوافع التي تقود الفرد للانتحار فسندرك أنّ معظم الحالات كانت محكومةً بفياضانات قوية من المشاعر والعواطف السلبية، بعيدًا عن الأفكار المنطقية التي يتم تقييمها بناءً على إيجابيات الأمر أو سلبياته. إذ يكون الفرد أبعد ما يكون عن تحكيم عقله والوصول إلى منطقية أو أخلاقية الفعل الذي يقدم عليه.
لذلك تُعد الأمراض النفسية من الأسباب الرئيسة التي تودي بصاحبها إلى الانتحار أو التفكير به؛ مثل الاكتئاب أو الفصام أو إدمان الكحول والمخدرات أواضطرابات الشخصية الحدية أوالاكتئاب ثنائي القطب. لكن في كثير من الاضطرابات النفسية يفرّق المعالجون والمختصون ما بين المرض و الاضطراب، وهل هو أوليّ رئيسيّ أم ثانوي. بمعنى يعتقد علماء النفس أنّ الاضطراب العقلي لدى المنتحر أو من يحاول الانتحار ليس بالضرورة هو السبب المباشر وراء الإقدام على الانتحار نفسه. ولذلك يبقى السؤال دائمًا هل الاضطراب هو السبب أم أنه ناتج عن حالة نفسية أو طبية أو ظروف معيشة سيئة أدت إلى الأمراض النفسية وبالتالي قادت الفرد للتفكير بالانتحار؟
يختلف المنظور الزمني عند الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار ويتمنّونه بطريقةٍ تجعل اللحظة الراهنة وكأنها طويلة الأمد غير منتهية إلى جانب أنها مليئة بالملل والسأم الذي لا يُحتمل، وذلك بسبب تفكيرهم المسرِف بالماضي وقلقهم المبالغ فيه بالمستقبل، وبالتالي يسعون للهروب منهما عن طريق التركيز على العواطف السلبية والضيق العاطفي المتعلّق باللحظة الراهنة.
ووفقًا لبوميستر فإنّ ذهن المنتحر يشبه إلى حد كبير ذهن الشخص الذي يشعر بالملل، فالحاضر يبدو له غير منتهٍ وغير ممتع، وكلما نظر إلى الساعة تفاجأ بأنّ العقارب لا تتحرك أبدًا. كما أنّ الشخص الذي يفكر بالانتحار يجد صعوبة في تصور المستقبل البعيد، وربما لهذا السبب لا يردعه الخوف مما سيواجهه بعد الموت بأي شكل من الأشكال.
** حكم التفكير بالانتحار
بين التفكير في الانتحار وتمني أو استعجال الموت بقضاء من الله فرق كبير، فالانتحار من كبائر الذنوب التي يجب أن يتنزه عنها المسلم الموقن بقضاء الله وقدره وحكمته وعدله، فالتفكير في الانتحار تفكير في فعل كبيرة.