كتب. الدكتور / مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ
رَغْم كل ما نمر بِهِ فِي الأرْدُنّ من مصاعب اقتصادية، وَمُشْكِلات، وَمَع ذلِكَ، فما زالَ هُنَاكَ أمل، لأنَّ لَدَيْنا الكَثِير مِمَّا يجعلنا نتفاءل بالمستقبل رَغْم كل ما يَحْصل، إذا تمكنا من القيام بِبَعْضِ الإجراءات الكفيلة بمساعدتنا لِلْخُروجِ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ.
لَدَيْنا فِي الأرْدُنّ نسبة عالية من التَّعْلِيم، وشعب يؤمن بالتقدم، وَرَغْم كل ما يُقال، والسوداوية الَّتِي يتعامل بِهَا البعض، فإننا نستمتع بالأمان، وَقَدْ لا تخلو الأمور من بَعْض الحوادث الصادمة هُنا، أوْ هُنَاكَ، وَمَع ذلِكَ فَهَذِهِ هِيَ طبيعة الْحَياة، فَلا تخلو بَلَد فِي العالم من الجَرِيمَة، وَوُجُود بَعْض الخارجين عَلَى القَانُون، وَالـمُشْكِلات العديدة، وَالـمُهِم فِي الـمَوْضُوع أن الحَالَة العامَة جيدة، ويُمْكِنُكَ أن تَسِير بالشارع فِي أمان.
عَلَى عكس ما يعتقد غالبية الأردنيين، فإن الأردني مبتسم، وسمح، وَيُحِب مُساعدَة الآخَرِينَ، وَيَكْفِي أن ترى مُشْكِلَة تحصل فِي الشَّارِع، لترى النَّاس يتسارعون من أجل الـمُسَاعَدَة فِي حلها، ودائمًا ما اذكر طلابي بحادثة السيول الَّتِي داهمت الـمَحَلَّات التجارية فِي وسط البلد، عِنْدَمَا تداعى النَّاس من خِلال منصات التواصل الاجتماعي إلى ضَرُوْرَة التسوق من هُنَاكَ من أجل مُساعدَة التجار فِي تعويض خسائرهم وهَذَا ما حَصَلَ.
فِي الـمُقَابِل لَدَيْنا إشكاليات لا بُدَّ أن ندرسها، ونأخذ مِنْهَا العبر لتجاوزها، ما زالت لَدَيْنا مُشْكِلَة فِي الواسطة الَّتِي لا يُمْكِنُ إنكار آثارها السَّلْبِيَّة عَلَى الاقتصاد، وَالْحَياة الاجتماعية، فَهِي قاتلة الإبداع، وَتُؤثر عَلَى إبراز المتميزين الَّذِينَ يَقُوُمُونَ بدور الرافعة الابتكارية لأيّ بَلَد.
رَغْم أن القَانُون الأردني يجرم الواسطة، وَلَكِنَّنَا بحاجة إلى تفعليه فِي هَذَا المجال، والأهم من ذلِكَ تغيير العقلية الشعبية فِي التَعَامُل مَعها، فبسبب ظروف عديدة أصْبَحَ الأردني يؤمن أنه لا يُمْكِنُ أن يَحْصل عَلَى الخدمات، أوْ حقوقه، أوْ احتياجاته دونَ هَذِهِ الواسطة، واعتقد أننا نسير بالاتجاه الصحيح فِي تنظيم القطاع العام وتطويره، وَتَحْوِيل الخدمات الحكومية لتصبح رقمية بِالكامِل، وَبِذَلِكَ يُصبح هامش تدخل الواسطة أقل، وهَذَا لا يَعْنِي أننا سنتوقف عَن الدعوة للتطوير الدائم، وَالعَمَل الدؤوب من أجل ترشيق القطاع العام، وتغيير عَقْليَّة بَعْض الموظفين المعطلة للمعاملات، والمشاريع، فهاجس التطوير المبني عَلَى الدِّراسَة العِلْميِّة، والابتكار الدائم هِيَ الأساس الَّذِي تخرج فِيهِ الأمَم من مشكلاتها. لَدَيْنا الكَثِير من الإشكاليات فِي حَيَاتنَا فِي الأرْدُنّ، فِي الـمُقَابِل عِنْدَمَا الكَثِير من مقومات التقدم والتطور، وَالخُرُوج من أزماتنا، وَرَغْم حَالَة التشاؤم عِنْدَ كثير من النَّاس، فَلا خيار لَنَا سوى التفاؤل المقرون بالعمل الدؤوب من أجل الـمُسْتَقْبل.