صدى الشعب – كتبت: شيماء العربي
هل بلغنا حافة الهاوية، أم أننا نقف عند العتبة الأولى لحياةٍ مختلفةٍ في قناعاتها وصورها؟
لقد وصلنا إلى زمنٍ صار فيه الاعتراف بالخطأ فضيلة، بل شجاعة تُحسَب لصاحبها؛ غير أنّ الجهر بالمعصية، والمباهاة بالزلل، باتا أمرًا يثير الأسى ويقلب الموازين في النفوس.
إنّ الزواج — كما نعلم — سنّةُ الحياة، وبدايةُ مسارٍ جديد، تُظلّله الألفة والمودّة والسكينة والرحمة، وهو علاقةٌ قدسيّة بين طرفين، تتجاوز أثرهما إلى الأبناء وامتداد الأسرة، فتحمل في طيّاتها إمّا النفع والاستقرار، وإمّا الألم والتصدّع، غير أنّ ما بات يطفو على السطح اليوم أمرٌ غير مألوف، يكاد يجرّد هذه العلاقة من معناها، ويحوّلها — عند بعض النفوس — إلى بابٍ للربح، أو تجارة لا روح فيها؛ وهنا يبدأ الانهيار الحقيقي.
لقد دقّ ناقوس الخطر أبوابَ كثيرٍ من الشباب المقبلين على الزواج، أولئك الذين كانوا يرون فيه فرحتهم الكبرى، وبداية حياتهم الأجمل، فإذا بهم يُصدمون بواقع غير مخطط له، فلقد تعدّدت الحالات، وكثرت القصص، وبقي السبب غامضًا أو متجاهلًا.
ومع انتشار حكايات تُروى عن زواجٍ يُعقَد لأجل المال، صار الأمر عند بعض الجهات مألوفًا؛ فوافقت بعض النساء — للأسف — على الدخول في هذه الرابطة لا طلبًا للسكينة ولا رغبةً في بناء بيت، بل بحثًا عن مكسبٍ مادّي سريع، فإذا ما نالت ما تشتهي، انفضّ العقد وتلاشى الرباط، وتحوّل الزواج إلى محطة عابرة تُستبدَل كما يُستبدَل أي مشروع ربحي، ليغادر الرجلُ هذا المشهد مثقلًا بالخسارة يلاحقه شبحُ التجربة، وقد ضاع جهدُ عمره في لحظة.
هكذا يتحوّل الزواج — وهو أسمى العلاقات — إلى تجارةٍ تُباع وتُشترى، فتختلّ المعاني ويضيع المقصد ويغدو المجتمع نفسه مهدّدًا بالتشويه والاضطراب.
اعتقد أن هذه الظاهرة ليست مجرّد حالات فردية، بل ناقوس يدعونا إلى مراجعة ذواتنا وقيّمنا، والعودة إلى جوهر العلاقات البشرية التي بُنيت منذ فجر الإنسانية على الصدق والسكينة والتكامل، لا على البيع والشراء.






