صدى الشعب – نظم مركز “نحن ننهض” للتنمية المستدامة بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور- مكتب الأردن، ملتقى “نحن قادرون” في محافظة إربد، حيث جمع هذا اللقاء ممثلين عن مختلف شرائح المجتمع لمناقشة التحديات والفرص في الحياة السياسية وبحث الحلول والتوصيات اللازمة لتعزيز المشاركة السياسية في الأردن، وشهد الملتقى مشاركة واسعة لمجموعة من القيادات الشبابية الناشطة وعدداً من الناشطين الحزبيين في محافظة إربد، إلى جانب حضور ممثلين عن مجلس المحافظة والمجلس البلدي، كما حضر اللقاء العديد من مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية.
وجاء الملتقى بهدف معرفة التحديات التي تواجههم في الحياة السياسية، إضافة إلى الحديث عن دور وسائل الإعلام في تعزيز ونشر الوعي المجتمعي تجاه الانخراط الفاعل في الحياة السياسية، وهدف الملتقى إلى استخلاص الدروس المستفادة من الانتخابات النيابية لعام 2024، وذلك من خلال التطرق لمواطن القوة التي ساهمت في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني، ومناقشة مكامن الضعف التي عرقلت زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات، بغرض الخروج بتوصيات تعمل على تحسين سبل المشاركة السياسية التي تضمن إشراك كافة الشرائح المجتمعية وضمان تمثيلها داخل مجلس النواب.
وفي هذا السياق أكد مدير عام مركز نحن ننهض الأستاذ عامر أبو دلو في كلمته خلال الحفل أن هذا الملتقى جاء استجابة للتوجيهات الملكية السامية في تحديث المنظومة السياسية في الأردن، والتي تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية وتحقيق التمثيل الشامل والعادل لكافة شرائح المجتمع.
وقال أبو دلو أن ملتقى “نحن قادرون” يأتي كجزء من التزامنا بتنفيذ الرؤية الملكية السامية لتحديث المنظومة السياسية، والتي تتطلب جهوداً مستمرة من مؤسسات المجتمع المدني لتفعيل دور الشباب والنساء، والأشخاص ذوي الإعاقة في العملية السياسية، وأضاف أبو دلو أن مركز نحن ننهض يعمل بشكل مستمر لتوفير منصات حوارية وتدريبية تهدف إلى تمكين مختلف المكونات المجتمعية، وتعزيز انخراطهم الفعّال في الحياة السياسية.
وأشار أبو دلو إلى أن المدرسة السياسية للقادة الشباب وملتقى “نحن قادرون” يعكسان إيمان المركز بإعداد جيل من القادة الشباب المؤهلين للمساهمة الفعالة في صنع القرار، وأوضح أن المركز يعمل على تطوير مهاراتهم القيادية وتعزيز قدراتهم في المشاركة السياسية، بهدف دعم البيئة الديمقراطية في الأردن وتعزيز التمثيل الشامل في العملية السياسية.
وبحسب أبو دلو، فإن المركز سيصدر ورقة سياسات شاملة تضم كافة التحديات والتوصيات التي تم مناقشتها خلال الملتقى، وأوضح أن هذه الورقة ستكون أداة مهمة للحوار مع صناع القرار، بما في ذلك البرلمان والمؤسسات المعنية، بهدف تعزيز المشاركة السياسية وتحسين البيئة الديمقراطية في المملكة. وقال: “نسعى لجعل هذه الورقة مرجعاً عملياً يُسهِم في تنفيذ التوصيات ودعم الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التحديث السياسي وتعزيز دور البرلمان في التفاعل مع قضايا المواطنين.”
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن مسيرة العمل والإنجاز مستمرة في مركز نحن ننهض، وذلك من خلال الالتزام الكامل في تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لبناء مستقبل سياسي شامل، حيث يجد كل مواطن مكانه ويسهم بفعالية في بناء الأردن الذي نطمح إليه.
وتضمن الملتقى ثلاث جلسات حوارية تناولت مواضيع متنوعة لتعزيز المشاركة السياسية:
الجلسة الأولى بعنوان “تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية – التحديات والحلول”، وأدارتها الدكتورة بتول محيسن مديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية في جامعة اليرموك، والمهندسة سناء عبابنة الناشطة السياسية والحزبية.
وتناولت الجلسة التحديات التي تواجه النساء في المجال السياسي، بما في ذلك الصور النمطية الجندرية والتحديات القانونية، وخرجت بتوصيات تدعو إلى تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية دور النساء، وتطوير التشريعات لضمان تمثيل أكبر للنساء في الحياة السياسية، إلى جانب تقديم برامج تدريبية تهدف إلى تطوير مهارات النساء القيادية.
الجلسة الثانية بعنوان “تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة والشباب في الحياة السياسية – التحديات والحلول”، أدارها الدكتور صالح جرادات، مساعد عميد شؤون الطلبة في جامعة اليرموك، والأستاذ كمال طوالبة، الناشط في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وركزت الجلسة على التحديات التي تواجه الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة في الانخراط في العملية السياسية، مثل ضعف الوعي السياسي والتحديات القانونية التي تحد من مشاركتهم الفعّالة، وأوصت الجلسة بدعم حملات الشباب الانتخابية، وتهيئة مراكز الاقتراع لتناسب احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز التوعية السياسي في المؤسسات التعليمية.
الجلسة الثالثة بعنوان “دور الإعلام في تعزيز المشاركة السياسية”، أدارها الأستاذ مصطفى الريالات، رئيس تحرير صحيفة الدستور الأردنية، والدكتور طارق الناصر، نائب مدير مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية في جامعة اليرموك.
ركزت الجلسة على دور الإعلام كأداة محورية في نشر الوعي السياسي وتعزيز المشاركة المجتمعية، حيث ناقش المشاركون كيفية توظيف الإعلام لتثقيف المواطنين حول أهمية المشاركة السياسية، ورفع مستوى الوعي بالقضايا الانتخابية، وخلصت الجلسة إلى توصيات شملت دعم الإعلام المستقل، وتنظيم حملات إعلامية توعوية لتعزيز الانخراط السياسي، وتعزيز دور الإعلام في تزويد المواطنين بالأخبار المتعلقة بالحياة السياسية وتطوراتها، لضمان مشاركة أوسع وأكثر فاعلية في العملية الديمقراطية.
وفي ختام الملتقى، أكد المشاركون على أهمية التوصيات التي خرجت بها الجلسات الحوارية، مشددين على ضرورة تحويل هذه التوصيات إلى خطوات عملية لتعزيز المشاركة السياسية لكافة شرائح المجتمع، ولا سيما الشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة، وشددوا على أن تنفيذ هذه التوصيات سيسهم في بناء بيئة سياسية أكثر شمولاً وعدالة، تمكن الجميع من المساهمة في صنع القرار.
كما أعرب المشاركون عن تقديرهم العميق لجهود مركز نحن ننهض في تعزيز التوعية السياسية، مشيرين إلى الدور المحوري الذي يلعبه المركز في خلق منصات حوارية تسهم في بناء قدرات هذه الفئات وإشراكهم في العملية السياسية. كما أكدوا على ضرورة استمرار التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك المؤسسات الحكومية، البرلمان، المجتمع المدني، والإعلام، لضمان تنفيذ التوصيات وتحقيق الأهداف المرجوة في تعزيز المشاركة السياسية وتحقيق التنمية الشاملة.