صدى الشعب – عبدالرحمن البلاونه
البطل العربي الأردني ” خضر الدراغمة ” أحد أبطال الملاكمة المخضرمين، الذين حققوا انجازا عالمياً، ورفعوا علم المملكة بالمحافل الدولية، رغم الظروف الصعبة المحيطة، وفي ظل قلة الإمكانات وشح الموارد، كان الإصرار على التميز والنجاح دافعا لتحدي الصعاب والوصول، فأوصله طموحه وعزيمته إلى النجومية.
أشار الكابتن الدراغمة إلى أنه نشأ وترعرع في أحد احياء مدينة الزرقاء العريقة وهو حي “جناعة”، وفي منتصف السبعينيات من القرن الماضي، التحق بنادي العودة الرياضي، داخل مخيم الزرقاء، وتتلمذ على يدي الكابتن أبو العارف، وذلك لشغفه وحبه لرياضة الملاكمة، وكان مثله الأعلى آنذاك، النجم العالمي محمد علي كلاي.
وبين الكابتن الدراغمة أنه في نهاية السبعينيات، اتجه إلى ولاية ” نيدرزاكس” في المانيا ليحترف اللعبة في عام ١٩٧٨ وحصل على عدة بطولات ودورات تدريب بالملاكمة مدرب خاص ” برايفت “، وأصبح لاعباً محترفاً، وعمل مدربا في العديد من نوادي المانيا.
أضاف الكابتن الدراغمة أنه مارس اللعبة وأتقن فنونها العالمية، وشارك في المانيا بعدة بطولات على مستوى ولاية “نيدرزاكس” التي كان يقيم فيها، واحرز البطولة آنذاك عام ١٩٧٩ ليكون أول عربي مشارك في البطولة، ويحرز انجاز أردني يضاف إلى إنجازات الوطن.
أعاده الشوق والحنين إلى الاردن منتصف الثمانينيات لينقل خبراته الواسعة من تاريخه الرياضي الحافل بالفوز والانتصارات، إلى الساحة الأردنية، ليعطي من كل قلبه وضميره ووجدانه، لينشأ على يديه أبطال المملكة الأردنيين وجيل كبير من التسعينيات، فنجده مدربا محترفاً يعشق هذه اللعبة، التي ما زال يمارسها، ويعلمها للأجيال الناشئة، إلى يومنا هذا.
وبين الكابتن الدراغمة أنه ورغم تقدمه في العمر إلا أنه ما زال مدرباً عاشقاً للملاكمة، يعطي لتلاميذه من كل قلبه في نادي الكابتن “خضر الدراغمة للملاكمة”، في عمارة مطلة على مخيم الزرقاء الذي يشده الشوق و الحنين إلى زقاقه ودخلاته وشوارعه، وأهله الطيبين، في سوق الخضار، مقابل مقهى الروشة.
وحدثنا الكابتن الدراغمة، عن إحدى قصص النجاح، التي حققها خلال مسيرته الرياضية، في تدريبه للملاكمة، وهي قصة نجاح لطفل طموح اسمه محمد القضاة، يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، جاء إلى النادي ليتدرب الملاكمة، وبدأ معه التدريب كغيره من المتدربين، وبعد مرور فترة تتجاوز الشهر، جاء والد الطفل محمد إلى النادي، ليخبره بأن ابنه مصاب بمرض السرطان في مفصل الحوض ، وأن هذه اللعبة تشكل خطورة على ولده، ولا يمكنه مواصلة التدريب.
وبعدما عرف الكابتن بحقيقة إصابة محمد بهذا المرض، أصر على مواصلة تدريبه، وتعهد بمساندته والوقوف معه، كونه جريء وطموح ولديه الإرادة والعزيمة القوية، ويصارع من أجل البقاء، واستمر بتدريبه، ليساعده على تحقيق حلمه، وليعطيه الأمل، فهو كما وصفه الكابتن الدراغمة، بأنه انسان ذكي وطموح ومتميز، ومن حقه أن يحصل على ما يريد، وان يحقق ما يصبوا إليه، فسانده وأعطاه من وقته وجهده وخبرته، وقدم له التدريب بكل مهارة واحترافية.
وأوضح الكابتن الدراغمة أن اللاعب محمد قد شارك في بطولة المملكة المفتوحة للملاكمة، عام 2012 وحصل على المركز الثاني ” الميدالية الفضية ” على مستوى المملكة، وتم تسجيل اسمه في الاتحاد الرياضي كلاعب ملاكمة حاصل على الترتيب الثاني على مستوى المملكة على وزنه.
وبين أن محمد واصل مسيرته العلمية، بكل عزيمة وإصرار، ودرس تخصص التأهيل الرياضي، وتخرج من الجامعة، ومارس عمله في التأهيل الرياضي، ورغم امتلاكه للابتسامة المفعمة بالحياة، وتمسكه بالروح الايجابية، إلا ان روحه الطاهرة فاضت إلى بارئيها راضية مرضية، بعد سنوات من المعاناة مع مرض السرطان.
وأشار الكابتن الدراغمة إلى أنه سرد هذه القصة، تخليداً لذكرى أحد تلاميذه الشجعان، الذي تحلى بالصبر والعزيمة والإرادة والاصرار، وواجه المرض بكل شجاعة ليبين أنه لا يمكن لشيء أن يقف عائقاً أمام من يحمل الإرادة والعزيمة، ويريد الوصول إلى مبتغاه وتحقيق ما يريد، بإذن الله.