صدى الشعب – كتب عبد الحافظ الهروط
جرّتني الزميلة المتألقة في الإعلام العربي والدولي، نائبة رئيس cNN عربية، ابنة (الرأي) في العصر الذهبي للصحيفة، كارولين فرج، وبإسناد الزميل سعد حتر ،أقول جرتني إلى القاعة الرئيسية في فندق الرويال التي اتخذها مركز حرية الصحفيين منصة لتنظيم ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال 2 بعنوان “صعود التحولات وسقوط المفاهيم”.
الصديقان تحدثا في محور “الأخبار الزائفة في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي” والى جانبهما الزميلان بيان التل، وأحمد بعلوشة مدير موقع مسار، من غزة، فالزيارة إلى الزميلة المخضرمة فرج، فرضتها العلاقة المهنية في الرأي، والغياب الذي امتد لنحو ربع قرن بيننا.
بعد الانتهاء من سماع المتحدثين، وجدت نفسي في قاعة ثانية ضمن زملاء وزميلات اردنيين وعرب وأجانب، أمام زميل فلسطيني غزّي له صولاته وجولاته الصحفية والإعلامية وحضور واسع على شاشة الجزيرة، هو ثامر المسحال، وما ادراك ما المسحال، و”المخفي أعظم”.
في حديثه مع الزميل د.معمر عرابي، عن استهداف العدو الاس را ئـ ي ل ي للصحفيين الغزيين والفلسطينيين، الهب المسحال الأكف والقاعة، فقد وجّه رسائل معبّرة، وبعبارات مؤثرة، وبشجاعة الصحافي الذي يحمل في قلمه وصوته والكاميرا أقوى الأسلحة باعتبار المهنة عابرة للحدود، لا بل عابرة للعالم أجمع.
بطولات الصحافيين الغزيين ومن في الضفة الغربية ، حملت الاستشهاد والحياة معاً، إذ يقول المسحال بلسان حال زملائه وزميلاته في أرض المعركة “لن يموت حلم العودة، وسأبقى اقاتل في مهنتي”، و”إذا توقفت الصورة، سيتوقف شريان الحياة” و “في غزة المعركة والحرب عليها استهداف العدو، للصحافي الغزي، وقطع رأسه، يعني استهداف اللسان ومنعه من النطق ومصادرة العقل وإخفاء الخوذة، ليكون هذا الاستهداف، إخفاء للحقيقة”، لافتاً أن “العدو فرض حصاراً بمنع دخول أي صحافي، وأن أحد الزملاء ليس لديه خوذة من أشهر بسبب هذا الحصار”.
دنوت منه، وقلت له يا صديقي: ما يقدمه الصحافيون في غزة، هم الأصدق منا اهل المهنة والأعظم شجاعة، وهم الأبطال الحقيقيون الذين يستوون مع أبطال المقاومة في الجهاد ويرتقون في الاستشهاد.
الأردنيون يا ثامر لا يقفون مع اهل وابطال غزة بالعاطفة، وإنما بدم الأخوة، ولو استطاعوا أن يشاركوكم الفعل ذاته، لما توانوا عنكم يوماً، وبكل السبل”.
حتى إذا ما همست في إذنه، ليطمئن قلبي، بادلني بعنوان برنامجه الشهير قائلاً ” والمخفي أعظم”.. ياااا لها من بشرى وياااا لها من طمأنينة يازميل .
إلا أن ما سرّ الحضور وأضحكهم، هو موقف الأردن على الصعيد الشعبي، عندما عرّف الزميل رائد الحراسيس بنفسه وأنه من الطفايلة، فما كان من المسحال إلا أن يقول: ” أُووووووه الطفايلة قصة ثانية” شاكراً موقفهم الكبير، وفي إشارة إلى ما بادروا به من دعم إلى جانب الموقف الرسمي”.
اختتام الملتقى كان بحديث لوزير الاتصال الحكومي د. محمد المومني، عندما قدّمه الزميل عامر الرجوب، فكانت الاسئلة والأجوبة ظاهرها وباطنها لا تخفى علينا في الداخل، أما في رسائلها إلى الخارج، فإن عقيرة “الوزير الحزبي” بدت مرتفعة، ومختلفة عما كان عليه في مناصب من قبل.
عاشت فلسطين، عاشت غزة، وعاش الأردن السند والمدد، وسلام على الشهداء، وآخرهم على ارض الحشد والرباط، البطل ماهر الجازي الحويطات.