صدى الشعب – كتب د. سمير ابومغلي
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العاشر من أيلول ، يبدي المواطنون الأردنيون تصميمًا قويًا على ممارسة حقهم الدستوري والمشاركة الفاعلة في اختيار نواب مجلسهم العشرين والذي يأملون بأن يكون مختلفا عن المجالس السابقة من حيث التكوين والاداء، في ظل قانون الانتخاب الحالي الذي أعلى من دور الشباب والمرأة والأحزاب بتخصيصه مقاعد لكل منهم
ان ادلاء الناخب بصوته اضافة الى كونه واجب وطني يعبر عن الانتماء للوطن والرغبة في ان يقودمسيرته نخبة النخبة الا انه في ذات الوقت ينعكس بصورة ايجابية على صحة الناخب النفسية ويزيد من شعوره بالسعادة
العلاقة بين التصويت في الانتخابات والصحة النفسية
يقول الاستشاري النفسي المصري د.محمد هاني ان مشاركة المواطنين في الادلاء باصواتهم في الانتخابات دليل على قوة شخصية المنتخب بالاضافة الى انها تشعره بان له قيمة وهوية وطنية وان له دور في تحديد مصير وطنه وهذا من شأنه تحسين الحالة المزاجية للانسان ، اما من يتقاعس عن الانتخاب او يقاطع هو في الحقيقة غير قادر على تحمل المسؤولية ولايملك عزيمة او ارادة ويفضل العيش بعزلة بعيدا عن المجتمع .
ويشارك الدكتور محمد هاني الرأي زميله د.جمال فرويز استشاري الصحة النفسية الذي يؤكد على ان قوة الشخصية والرغبة في الاندماج المجتمعي والشعور بامتلاك القرار من صفات المنتخب .
بينما اكدت النائبة هادية حسني، عضو مجلس النواب المصري، إن المشاركة في الانتخابات لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية للمرأه، لأن المرأة بعد المشاركة تشعر بأن لها دورًا ومسؤولية، وانها كانت سببًا في الاختيار ويمتد التأثير الايجابي للمشاركة بالانتخابات ليشمل كبار السن الذين بممارستهم لحقهم في الانتخاب يشعرون بانهم لايزالون فاعلين ويمكنهم المساهمة باحداث التغيير من اجل الاجيال القادمة الامر الذي من شأنه اشعارهم بالرضى عن ذاتهم ويعطيهم مساحة من الامل و ينعكس ذلك ايجابا على صحتهم النفسية.
يورد مقال في موقع (ميديكال نيوز توداي) بعض الأبحاث التي تشير إلى أن عملية التصويت او المشاركة السياسية في حد ذاتها قد تفيد الصحة والرفاه النفسيين.فحسب ماجاء بالمقال المذكور فان احدى الدراسات العلمية اثبتت ان المشاركة من شأنها ( تخفيف الكرب ) والعمل على تقليص الشعور بالضائقة النفسية خاصة بالنسبة لأولئك الذين كانوا بالعادة أكثر “عرضة للضائقة النفسية”،حيث أن النشاط السياسي يمنح الأفراد إحساسًا بالقوة والتمكين، والقدرة على تولي “مصيرهم” بأيديهم ، بينما بينت دراسة أخرى الصلة الايجابية بين النشاط السياسي وأنواع مختلفة من السعادة الذاتية والرفاهية الاجتماعية.
وفي هذا المقام لابد من ان نشير الى ان التصويت في الانتخابات يشبع عند الشخص الحاجات العليا المتمثلة بالحاجات الاجتماعية، الحاجة للتقدير ، الحاجة لتحقيق الذات والتي تناولها العالم (ماسلو) في سلمه الخاص بالحاجات التي يجب على الانسان اشباعها حتى يكون انسانا سويا .
ويذهب البعض الى ان خروج الشخص لممارسة حقه في الانتخاب يحفز مجموعة الهرمونات التي تسمى هرمونات السعادة كالسيراتونين ، الاندروفين ، الدوبامين والاكسيتوسين .
يعتبر السيراتونين من مضادات الاكتئاب الاكثر شيوعا ويتم افرازه مع الشعور بالثقة بالنفس والانتماء وهي المشاعر التي تنتاب المنتخب ، ويفرز الاندروفين وهو الهرمون المسؤل عن التعامل مع الألم عند قيام الشخص بمجهود بدني يتمثل في الذهاب لصندوق الاقتراع وانتظار التصويت ، يلعب هرمون الدوبامين وهو هرمون التحفيز والنجاح ويسمى ايضا هرمون المكافأة حيث انه هو الذي يحفز الشخص على القيام بالحطوات الجريئة ويعطيه شعور بالحماس ، وهو مايتمثل بانتظار نتيجة التصويت اما هرمون المحبة الاكسيتوسين فيفرز عن طريق التلامس الجسدي (غير الجنسي) كالسلام والعناق والتي يقوم بها المنتخب عند لقاءه باحباءه واصدقاءه عند صناديق الاقتراع