صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
النفاق هو أن تقول ما لا تفعل و تظهر عكس ما تخفي في قلبك أن تظهر الخير وتكتم الشر ، أن تذيع الحب والاحترام وتخفي الكره والحسد والمنافق هو الشخص الذي يتسم بهذه الصفة لأنه يمتلك وجهان يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يمر به فالنفاق من أسوأ الصفات التي يتصف بها الشخص فهي تنشئ البعد والكره بين الناس وتفرّق بينهم ، والانتخابات بيئة خصبة لظهور المنافقين والمطبلين والمزمرين لمدة ستون يوما .
بدأت حملة الانتخابية النيابية والاستعداد لخوض هذه المعركة من قبل معظم المرشحين بالمملكة على نظام القائمة المحلية او المقاعد الحزبية منذ بداية الشهر المنصرم وبدأت سخونة المشهد الانتخابي بعد حل مجلس النواب وللأسف بدأ معها ظهور مسيلمة الكذّاب في أكثر من مدينة وأكثر من منطقة وقرية ويملك مسيلمة الى جانب الكذب أكثر من وجه كجميع ألمنافقين أكثر من مكان وأكثر من وعدٍ مثل العشّاق الغدارين والآباء المزورين وأكثر من مناصر ومصفق أكثر من قناع زائف في قصص الجدات والخزافات .
مسيلمة الكذاب ليس سوى هذا الكائن الانتخابي الذي سنتملى بطلعته البهية طوال ستين يوما قادمة ونطالع صوّره التي سيوزعها علينا الصغار والنساء والأحباب في الشوارع والأزقة والأسواق ، وتأتي انتخابات هذه السنة وسط موجة سخطٍ عارمةٍ للقواعد الذي لم تستطع الحكومات من الاقتراب من همومه وتطلعاته الحقيقية ، في الوقت الذي أجهزت الحكومات على ما تبقى من آمال هذا الشعب بسبب الزيادة المسعورة في الضرائب والمواد الغذائية وفواتير الماء والكهرياء واتساع دائرة أباطرة التعمير والمضاربين العقاريين مثلما اتسعت ملفات الفساد واستغلال النفوذ مما يشي أن انتخابات هذه السنة تجري تحت سماءات غامقة تنذر بسقوط أحجار كثيرة على الرؤوس أكثر مما تبشّر بسقوط المطر .
أما البعض من صحافتنا وصحفيينا فمهزلة حقيقيه ومدعاة للرثاء بقصيدة عمودية عصماء لأننا لا نملك صحافة مستقلة ولا صحافيين مستقلين كما يحاول أن يوهمنا البعض وفي أحسن الأحوال أو أسوئها لدينا بعض المداحين البارعين ومراسلين هم في الغالب موظفين علاقات عامة بسطاء في القطاع العام .
واضح أن قضية النفاق والمنافقين لها علاقة بالتركيب الجينى للسيد المنافق فهو يريد أن يمارس مشاعر المداهنة الذاتية ولو تم منعه من ممارسة النفاق ربما يصاب بسكتة أو تتعطل أجهزة جسده .. نقول هذا بمناسبة بعض السادة المنافقين الذاتيين ممن أصروا على السير فى طريق المنافقة الانتخابية حتى لو كان من ينافقونه غير راغب فى الأمر والمواطنون لديهم ما يكفى من وعى ليكتشفوا النفاق من الشكل واللون والرائحة وهم يعرفون خطر هؤلاء وتأثيراتهم وإذا كان الطب لم يكتشف بعد علاجًا لغدد النفاق الذاتى فنحن بحاجة إلى طريقة لمواجهة مستخدمى أسلحة النفاق الشامل وأن يعرف السادة المنافقون أن النفاق ليس بالعافية والى مسيلمة الكذاب في الانتخابات نهدي له قصيدة احمد مطر التي عنوانها (اعترافات كذّاب) :
بملء رغبتي أنا ودونما إرهاب أعترف الآن لكم بأنني كذّاب
وقفتُ طول الأشهر المنصرمة أخدعكم بالجمل المنمنمة وأدّعي أنّي على صواب
وها أنا أبرأ من ضلالتي .. قولوا معي اغفر وتُب يا رب يا توّاب
قلت لكم إنّ فمي في أحرفي مُذاب لأن كل كلمة مدفوعة الحساب
لدى الجهات الحاكمة أستغفر الله فما أكذبني فكل ما في الأمر أن الأنظمة بما أقول مغرمة وأنها قد قبلتني في فمي فقطعت لي شفتي من شدّة الإعجاب .