النائب فايز بصبوص: أي مساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية يعني إنتفاضة حقيقية
* بصبوص : الاحتلال يسعى لطمس الهوية الفلسطينية والاردنية.
الباحثة مرام النابلسي : الفكر الصهيوني قائم على الإحلال لا التقسيم .
النابلسي: الاحتلال يسعى لإضفاء الصبغة الدينية على مشروع تقسيم المسجد الاقصى.
المشاركون بالندوة يوصون بإعادة تدريس القضية الفلسطينية في المدارس والجامعات
صدى الشعب_ فايز الشاقلدي
عكف عضو الكنيست الاسرائيلي عميت هاليفي ، من اليمين المتطرف وحزب الليكود ، على إعادة مسودة مشروع تقسيم المسجد الأقصى المبارك ، مكانيًا و زمانياً بين المسلمين واليهود ، فأصبحت المسألة مثارً جدل بين أوساط السياسيين والمثقفين والمهتمين بالشؤون الفلسطينية ، وحديث الساعه في الإعلام المحلي والدولي.
وهذا يؤكد سعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي في مدينة القدس عبر سلسله من الإجراءات العنصرية بحق الفلسطينيين وطردهم من أرضهم كما فعلت في بعض أحياء المدينة المقدسة في سلوان والشيخ جراح.
ومن هذا المنطلق نظمت صحيفة ” صدى الشعب ” ندوة حوارية بعنوان (التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى المبارك )، والبعد السياسي للوصاية الهاشمية ، استضافت فيها رئيس لجنة فلسطين النيابية ، النائب فايز بصبوص ، والباحثة المحامية مرام النابلسي، وأدارها رئيس هيئة التحرير في الصحيفة الزميل حازم الخالدي ، وبمشاركة مجموعة من الباحثين والمهتمين في الشأن السياسي والتاريخي للقدس .
رئيس لجنة فلسطين النيابية
ويقول رئيس لجنة فلسطين النيابية ، النائب فايز بصبوص ، إن الاحتلال الإسرائيلي جاء لحسم الصراع وليس لإدارة الصراع ، فالاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على القدس والمقدسيين والمقدسات الإسلامية ، خصوصًا الاقتحامات الاخيرة لمخيم جنين ، هي ممارسات تعسفية هدفها الإحلال السكاني وفرض سياسة الأمر الواقع.
هذه الاعتداءات تحتم تشكيل جبهة وطنية لمواجهة التصعيد الصهيوني بفلسطين ، وفق ما يقول النائب بصبوص ، والانتقال من مرحلة الإدانة والشجب الشكلي إلى إتخاذ إجراءات مباشرة وعملية، ويجب الوقوف أمام هذه الأزمة العنصرية والتي تستهدف بكل تفاصيلها الواقع التاريخي والقانوني لمدينة القدس وتستهدف أيضا وتمهيدا ممنهجا لمشروع الضم والتهويد.
ويؤكد النائب بصبوص أنه لايمكن للأردن أن يقبل آلية التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى المبارك ، الذي يطمح له الاحتلال الاسرائيلي ، وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة ، لأنه مخطط لإعادة صياغة التاريخ ويمهد بكل وضوح إلى الهيكل المزعوم ، واستنساخ ما حصل بالحرم الابراهيمي في مدينة الخليل .
-الأماكن المقدسة في القدس وقف أردني
وأشار إلى أن المسجد الاقصى وكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس هي وقف أردني بحتي بكل معايير القياس ، وقف لا يقبل الشراكة ، وليس لغير المسلمين والمسيحيين أي حق فيه ، وأي مساس بأي من هذه المعايير سيؤدي إلى انتفاضة حقيقية لكل أحرار العالم .
ويؤكد بصبوص بأن الاردن بقيادته الهاشمية هو صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية وهو من يقوم بهذا الدور نيابة عن الأمة بأسرها ، ولن تمر أي عملية تقسيم ، والقيادة الهاشمية على رأس المشهد ، ولن يقبل الأردن أي تجاوز للخطوط الحمراء بما يتعلق بالمسجد الاقصى المبارك.
وأضاف إن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، سيستمر في دعم الشعب الفلسطيني وكذلك دعمه لمشروعه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة .
ويوضح بصبوص…طالما هناك شعب صامد يتمسك بأرضه لن يستطيع الكيان الاسرائيلي المحتل تغيير معالم المدينة المقدسة ولن يستطيع إفراغ المدينة المقدسة من ساكنيها ، وشدد على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي طردوا منها.
ونوه إلى أن دولة الاحتلال ما تزال تشرف بمشاريع من شأنها تكثيف الاستيطان بقيادة الوزير (سموتريتش) والذي هو مستوطن ومن أعتى المتطرفين الصهاينة.
وتابع أنه من هذه المعطيات يحاول الكيان الصهيوني إغلاق ملف جنين ونابلس، والتي كان آخرها الاقتحام الصهيوني لمخيم جنين .
– لجنة فلسطين النيابية تعبر عن رأي الشارع الاردني حول القضية الفلسطينية
وردًا على استفسار الزميل محمد قطيشات عن حجم المسؤولية الملقاة على عاتق البرلمان ولجنة فلسطين النيابية في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية ، استذكر بصبوص موقف أعضاء مجلس النواب ولجنة فلسطين ، عندما اتخذ الوزير سموتريش قراراً بازالة فلسطين عن خارطة العالم ، مؤكدا دور مجلس النواب بالمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وطرد السفير ، وإغلاق سفارة الكيان في عمان وإستدعاء السفير الاردني في تل الربيع المحتلة ، وتجميد العمل بكل الاتفاقيات الثنائية.
وقال إن لجنة فلسطين النيابية تعبر عن رأي الشارع الاردني حول القضية المحورية قضية فلسطين ، وتتابع لجنة فلسطين النيابية كافة المستجدات على الساحة الفلسطينية أولاً بأول .
وبين بصبوص أن الصراع مع الكيان الإسرائيلي يشمل الجانب التاريخي والثقافي الخاص بطمس الهوية الفلسطينية والاردنية بتحجيم ثقافتها ، والتغول على الوصاية الهاشمية .
وقال إن الاردن يقاوم دبلوماسيًا فيما يتعلق بالدفاع عن القضية الفلسطينية ، والوصاية الهاشمية أبقت الصراع صهيوني عربي وليس فلسطيني صهيوني ، منوهاً أن هدف الاحتلال الاستفراد بالشعب الفلسطيني وعزله عن محيطه العربي .
وأكد بصبوص أن الاحتلال يحاول أن يلعب بالمصطلحات ، بما يخص البعد التاريخي والزماني للمسجد الاقصى المبارك ، وفي الاردن لا يمكن أن نضع وطناً بمعايير دولية بل نضع وطناً بمعايير هاشمية وهي المرتكز الاساسي على القدس .
* مبادرة دولية لإسناد البعد السياسي على المقدسات
وأكد بصبوص عن إطلاق حملة دولية لدعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وبالشراكة مع المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج.
وأضاف أن الحملة الدولية سيكون لها أبعاد إعلامية وسياسية، وستركز على دعم الوصاية الهاشمية ومدينة القدس، وإسناد جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية، ودعم صمود المقدسيين في القدس، إضافة إلى إقامة أنشطة وفعاليات على المستوى المحلي والدولي بالتنسيق مع المؤسسات والجاليات الفلسطينية.
وطالب بتكثيف الجهود لنصرة القضية الفلسطينية ودعمها من خلال تسليط الضوء والإعلام على حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون لكسب تأييد المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية وبيان حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة.
*مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي
وردًا على إستفسارات الشاقلدي حول تشاركية اللجنة مع برلمانيين الخارج ، أكد بصبوص أننا أمام مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي .
وأكد أن هناك تشارك بين لجنة فلسطين النيابية ورابطة (برلمانيون من أجل القدس) ، يركز على أهمية الدور المحوري للأردن في إسناد الشعب الفلسطيني على مسار التاريخ، موضحا أن صلابة موقف جلالة الملك اتجاه مشاريع تصفية القضية الفلسطينية كان عاملا أساسيا في اجهاض مشروع الضم والذي كان يتمثل بصفقة القرن.
كما قدمت لجنة فلسطين النيابية خارطة طريق تم تبنيها بالإجماع والتشارك مع برلمانيين من أجل القدس ، لاعتماد توصية من أجل عقد مؤتمر في عمان تحت عنوان الابعاد السياسية للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في التصدي للعدوان الصهيوني على المسجد الأقصى.
ونوه إلى ضرورة الخروج بتوصيات وآليات عمل تنعكس انعكاسا مباشرا على دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في مواجهته لتلك الانتهاكات ذات الطابع الشوفيني والعنصري.
* دور الكتاب والصحفيين والناشطين في دعم القضية الفلسطينية
وقال بصبوص خلال رده على إستفسارات ” صدى الشعب ” إن دورنا اليوم هو التركيز بشكل مباشر على إعادة تحديث الذاكرة الأردنية والفلسطينية والعربية بالأبعاد السياسية للوصاية الهاشمية، باعتبارها سلاح يمكن توظيفه لإبقاء الصراع ضمن إطاره العروبي والإسلامي، وعدم عزل الشعب الفلسطيني ليكون وحده في مواجهة الكيان الصهيوني .
وأوضح بصبوص خلال رده على سؤال الزميل سليمان أبو خرمة ، عن دور الحرس الاردني في المسجد الأقصى ، لافتا الى الاتفاقية التي وقعت في شهر آذار عام 2013، بين الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس والتي تؤكد أن الملك هو صاحب الوصاية على المقدسات في القدس.
ونوه أيضاً أن للأردن العديد مـن المؤسسات والهيئات التـي تُعنى بشؤون القـدس والمقدسـات فيها، ومنها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، حيث تقوم برعاية شؤون المقدسات الإسلامية في القدس منذ عام 1950 ولغايـة الآن.
وأكد أن الوزارة تقوم بإدارة المسجد الأقصى المبارك وصيانته، وأنشأت فـي القدس دائرة اسمها دائرة الأوقاف ويتبع لها قسم الآثار الإسلامية الذي يقوم بتوثيـق وصيانة المعالم الإسلامية المعرضة للخطر.
كما يتبع للأردن دائرة قاضي القضاة، والتي تشرف على المحاكم الشرعية في القدس ويجري تنسيق كامل بين الجهتين في جميع الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية.
ومن المؤسسات الأخرى، تقوم “لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة” (تشكلت عام 1954) بالإشراف على أعمال الإعمار في المعالم الدينية والتاريخية المختلفة في الحرم القدسي الشريف.
أما عن الانتفاضة العشوائية رد بصبوص على الزميلة ندى جمال ، أن الانتفاضة أربكت الاحتلال الصهيوني ، والعمليات الفردية كانت مجدية للغاية ،وعلى الرغم من أن الفعل المقاوم الفلسطيني لم يتوقف نهائياً منذ ما قبل النكبة وإلى الآن، لكنه يمر بحالات مد وجزر مختلفة، حيث يمارس الاحتلال اعتداءاته بكل أريحية في حالات الجزر، كالتطهير العرقي و التمييز العنصري ، تجاه الشعب الفلسطيني سواء في الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ أو في الضفة الغربية وغزة، كما يتمادى في القتل والاغتيالات والتوسع الاستيطاني، إضافة إلى مصادرة الأراضي وتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية وتحويل التجمعات الفلسطينية إلى منعزلات منفصلة بعضها عن بعض، كي يصعب على سكانها التواصل في ما بينهم ويسهل على الاحتلال السيطرة والتحكم.
وأضاف إلى أهمية تشكيل لجنة مشتركة، تضم نخبة من الكتاب والصحفيين والمثقفين المهتمين بالقضية الفلسطينية،وإعادة تدريس القضية الفلسطينية ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم التي ترتكز مهمتها الأولى على إبقاء الحدث الفلسطيني أساسا ومحورا، في سياق مقاومة حقيقية للتغيب الممنهج للقضية الفلسطينية عن أجندة الإعلام العربي والإقليمي والعالمي .
ونوه أن لجنة فلسطين تعتمد في عملها على استراتيجية متكاملة، وآليات واضحة، لإعادة الأنظار والزخم للقضية الفلسطينية، والتركيز على أبعادها المختلفة (التاريخي والديني والثقافي)، وبعدها الأهم البعد السياسي للوصاية الهاشمية .
وأكد بصبوص أهمية دور الكتاب والصحفيين والمثقفين في بيان المخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل غياب ممنهج لدور الإعلام الحقيقي للواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة أن تأخذ المقالات التي تتحدث عن المستجدات السياسية والتصعيدية من قبل الكيان الصهيوني طابع الاستدامة، وان لا ترتهن بموسمية الحدث. بدورهم .
* سياسة التدحرج
وتحدثت المحامية والباحثة المتخصصة في علوم بيت المقدس والشأن الإسرائيلي مرام النابلسي، عن مسألة التقسيم المكاني والزماني للمسجد الاقصى المبارك، والفكر الصهيوني القائم على فكرة الإحلال، “وأن بواطن الأمور هي أبعد بكثير من التقسيم المكاني والزماني للمسجد”.
حيث أكدت المحامية مرام النابلسي أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تفريغ وعزل القدس من الفلسطينيين، وإحلال المستوطنين اليهود مكانهم وفصل المدينة المقدسة عن الضفة الغربية، وذلك عبر خفض نسبة المقدسيين من مجمل سكان المدينة المقدسة، من خلال الاقتحامات اليومية التي يمارسها الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وقرارات الهدم والمصادرة بحق الممتلكات.
ووضحت النابلسي أن سياسة فكرة التقسيم المكاني والزماني للمسجد في ظاهر الأمور – بالنسبة للفكر الصهيوني – هي فكرة صراع ديني بحت بين الفلسطينيين واليهود، لكن في عمق هذا الفكر هو ليس كذلك، وهذا ما يختلط على الكثيرين وقد ينعكس على طبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إقليمياً ودولياً.
وأشارت النابلسي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتبنى بالظاهر الفكر الديني وإضفاء الصبغة الدينية على المشاريع المقدمة للكنيست حول تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً، كنوع من الشعبوية داخل الأوساط اليمينية المتطرفة في الوقت الراهن، ولأن الفكر الصهيوني بالأساس كان مضطراً لتبني البعد الديني لغايات استمالة الجوالي والحركات اليهودية في أوروبا إبان عصر النهضة، لا سيما المتدينة منها وفي مقدمتها حركة أغودات يسرائيل، والتي كانت تعارض الفكر الصهيوني وتعتبره فكر علماني يقوم على الكفر والإلحاد.
ونوهت النابلسي أن الصراع العربي الإسرائيلي بالنسبة للعرب والمسلمين يرتبط بحقيقة الأمر بأبعاد دينية بالدرجة الأولى إضافة للبعد السياسي، لأنه يمس مباشرة المقدسات الإسلامية والمسيحية بشكل صريح ومباشر، أما بالنسبة للاحتلال فهو صراع إحلالي سياسي وجودي ضمن قالب ديني الهدف منه أولاً حرف البوصلة عن ماهية الصراع الحقيقي متعدد الأبعاد وتحويله لصراع طائفي ديني، حيث تعامل القانون الدولي مع الصراعات الطائفية يختلف عنه في حال كان الصراع سياسيا عسكرياً، الأمر الذي ينبغي التنبه له من حيث الوقوف على أبعاد الصراع المختلفة، وثانياً الحفاظ على استمالة التيار اليهودي المتطرف داخل فلسطين المحتلة وخارجها.
وأضافت أن ما يحدث في المجتمع الإسرائيلي الآن هو انقلاب صريح وواضح من قبل تيار اليمين المتطرف الجديد على تيار اليسار مؤسس دولة الاحتلال، من خلال محاولات الهيمنة على مؤسسات الدولة وسلطاتها لا سيما السلطة القضائية، وتوسيع دائرة الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم وحرياتهم ومقدساتهم وفي مقدمتها الأقصى المبارك، الأمر الذي ينجم عنه إعلاء شأن يهودية الدولة المنسجمة مع عنصرية الكيان الرامية لتحقيق أهدافه التوسعية وبالتالي حسم الصراع، على نظامها الديمقراطي.
وتابعت حديثها؛ أننا نواجه مرحلة صعبة جداً بتاريخ الصراع العربي الصهيوني، بمواجهة تيار اليمين المتطرف الجديد، من حيث وتيرة الاعتداءات وتطورها، وهو التيار الأكثر فظاظة وعنجهية، وقد أصبح واضحاً أن السياسة الإسرائيلية لم تعد تعنى بالمسارات السياسية والديبلوماسية، ومسارات التفاوض التي كان يتبعها اليسار الإسرائيلي، الأمر الذي ينبغي معه حتمية تغيير التعامل السياسي العربي الذي لا زال يعول على عملية التفاوض مع الكيان الصهيوني، مع التأكيد دائماً أن اليسار واليمين الإسرائيليين هما وجهان لذات العملة وإن اختلفت الآليات.
وتؤكد النابلسي أن المجتمع الإسرائيلي عرف بالتناقضات بين الغربيين والشرقيين والعلمانيين والمتدينين واليسار واليمين، إلا أن التناقض العلماني الديني ظل الأكثر تأثيراً، بحكم أن المبرر الظاهر الأساسي لإقامة دولة الاحتلال كان الدين، وفقا لمعتقدات يهودية عن الوعد الإلهي (“أرض الميعاد”)، وذلك لاستقطاب يهود العالم، وبحكم أن الصهيونية كحركة سياسية علمانية اعتبرت اليهودية بمثابة قومية، ما شكل علامة ضعف وتشويش في المكوّن العلماني مقابل قوة مضافة للمكوّن الديني، الأمر الذي زاد من حدة التناقضات داخل مكونات المجتمع الإسرائيلي.
أما عن التقسيم المكاني والزماني للمسجد الاقصى المبارك، تؤكد النابلسي أن الاحتلال لم يأتِ لكي يقسم، فهو يريد أن يطبق مشروعه الإحلالي الكامل، لكن التقسيم جاء ضمن سياساته المتدرجة منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية، أما مشروع التقسيم الذي يهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود والذي يحمل شقين تقسيم زماني وتقسيم مكاني، ويعني التقسيم الزماني تقسيم الزمان عبر تخصيص 9 ساعات للمسلمين يومياً يقابلها 9 ساعات لليهود، مع اعتبار الأعياد الإسلامية أوقاتاً خالصة للمسلمين في الأقصى، وذات الأمر ينطبق بالنسبة للأعياد والمناسبات اليهودية، مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة هامة وهي اختلاف التقويم العبري عن التقويم الإسلامي، الذي يعني بالضرورة أن المناسبات الدينية الإسلامية سوف تتقاطع زمنياً مع المناسبات الدينية اليهودية، وهو ما يدركه الاحتلال جيداً، وهذا ما حدث بالفعل بالسنوات الأخيرة تحديداً صبيحة عيد الأضحى المبارك عام 2019، حيث فرضت قوات الاحتلال تواجد المستوطنين في المسجد الأقصى، ونكلت بالمصليين الفلسطينيين في محاولة منها لإخراجهم من الأقصى خلال صلاة عيد العيد وتفريغه بالكامل لإقامة الشعائر اليهودية، ولم تزل الاعتداءات تتوالى حتى اليوم، وأما التقسيم المكاني أضافت النابلسي، فيعني تخصيص مساحة لإقامة كنيس يهودي لإقامة الصلوات والشعائر اليهودية في الجزء الشرقي من المسجد الأقصى.
وتطرقت النابلسي للحديث عن تاريخ فكرة التقسيم المكاني والزماني للمسجد الاقصى والتي بدأت فعلياً منذ عام 2001 حيث بدأت أول محاولة لتقسيمه مكانياً، وأشارت إلى أنه في عام 2003 بدأ السماح للمستوطنين بالدخول للمسجد الأقصى كأفراد، وفي عام 2006 تم السماح للجماعات اليهودية المتطرفة باقتحام الأقصى، أما التاريخ الأخطر فكان عام 2012 حيث تم تقديم مشروع قانون متكامل للتقسيم المكاني والزماني للكنيست الإسرائيلي، من قبل النائب المتطرف السابق في الكنيست “إرييه إلداد”، وقد قدمت مشاريع أخرى للتقسيم من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة كجمعية “ياشاي” المتطرفة وغيرها.
ورغم أن هذا المشروع سحب من الكنيست بعد أن أثار الجدل بين أوساط اليمين واليسار، إلا أنه أصبح يطبق عملياً على أرض الواقع، وكأنه قانون تم إقراره، بحماية وإشراف جيش الاحتلال.
وأضافت أن الاحتلال لم يعد يعني بسياسة التدحرج أو التدرج خصوصاً بعد انضمام “إيتمار بن غفير” للحكومة الإسرائيلية، وهو منظم الاقتحامات الشهير على المسجد الأقصى، بن غفير الذي لا يقيم وزناً لأحد ويضرب عرض الحائط بكل نصوص ومبادئ القانون الدولي، وكل القوانين التي تتعلق بالمسجد الأقصى المبارك كمقدس ديني إسلامي وإرث إنساني حضاري عربي إسلامي، ووقف للأمة الإسلامية.
وطالبت النابلسي، بتفعيل دورنا كمثقفين وكتاب وناشطين وصحفيين في حماية المسجد الاقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية والوقوف ضد أي انتهاكات صارخة ضد الوصاية الهاشمية.
* إجماع بين المتحاورين على إعادة تدريس القضية الفلسطينية
وأجتمع الباحثون والمختصون على وجوب إعادة وإضافة مادة القضية الفلسطينية إلى مناهج التدريس وتدريسها بالمدارس الحكومية والخاصة ، بعد توجيه سؤال من الزميل نور الدين نديم عن غياب القضية الفلسطينية عن مناهج التعليم ، لكي لا تكن مبعثرة في المواد لأخرى .
وأكد النائب فايز بصبوص على دور وزارة التربية والتعليم في تذكير الطلبة بدور الهاشميين على الوصاية الهاشميه للمقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة .