2025-05-25 | 8:28 صباحًا
صحيفة صدى الشعب
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF
No Result
View All Result
صدى الشعب
Home كتاب وأراء

تأنيث التعليم الابتدائي .. هل نصنع جيلاً هشّا

السبت, 3 مايو 2025, 12:56

صدى الشعب – كتب أ.د.هاني الضمور

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أصدرت وزارة التربية والتعليم قراراً يقضي بتأنيث التعليم في الصفوف من الأول إلى السادس الابتدائي، وذلك عبر نقل الطلبة الذكور إلى مدارس الإناث تحت إشراف معلمات فقط.

وبينما برّرت الجهات الرسمية القرار بأهداف تنظيمية وتربوية، إلا أن انعكاساته النفسية والتربوية على تكوين الطفل الذكر تفتح باباً واسعاً للنقد العلمي والاجتماعي.

الطفل الذكر، في سنواته الأولى، لا يكتفي بتلقي المعرفة من المعلم، بل يتعلم من بيئته الاجتماعية والسلوكية. وهي بيئة، إن افتقرت إلى النماذج الذكورية المتوازنة، قد تؤثر سلباً على بناء هويته الجندرية وشخصيته النفسية. فالمدرسة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل فضاء تشكّل فيه الملامح الأولى للرجولة والانضباط وتحمل المسؤولية.

في بيئة مؤنثة بالكامل، حيث المعلمات والطالبات يشكلن المشهد العام، يجد الطفل الذكر نفسه في معزل نفسي واجتماعي عن عناصر التوازن الجندري. فهو لا يرى من يمثله في السلوك، ولا يسمع صوتاً شبيهاً بصوته، ولا يواجه صراعاً سلوكياً ينمّي قدرته على المواجهة والانضباط. بل يعيش في فضاء قد يُكرّس فيه السلوك الناعم والانفعالات العاطفية، على حساب قيم الحزم والتحمّل والمغامرة.

وهنا تبرز المخاوف: هل ننتج من هذا القرار جيلاً أقل خشونة، نعم، لكنه أيضاً أقل صلابة؟ أقل عدوانية، لكن ربما أقل جرأة؟ وهل نؤسس لمنظومة تربوية تفصل الطفل الذكر عن واقعه النفسي الطبيعي بدعوى التنظيم؟!

لا أحد ينكر أهمية التوازن في البيئة التعليمية، ولا حاجة الطفل للحنان والاحتواء، لكن الحنان وحده لا يبني شخصية متكاملة. فالذكور بحاجة إلى القدوة الذكورية كما الإناث بحاجة إلى القدوة الأنثوية. وعزل الذكور في بيئة أنثوية لا يُعَدّ إنصافاً لهم، بل قد يكون إخلالاً بمنظومة التكوين التربوي السليم.

العلم التربوي يؤكد أن الهويات الجندرية لا تتكوّن صدفة، بل تنشأ من تفاعل معقد بين البيئة، والخبرة، والنموذج. وغياب هذه العناصر في بيئة تأنيثية شاملة قد يؤدي إلى تشوّش في الإدراك الذاتي لدى الطفل، وإلى هشاشة في سلوكيات الرجولة لاحقاً.

إن المطلوب اليوم ليس الفصل أو التحييد، بل التوازن. مدرسة فيها المعلم والمعلمة، النموذج الحازم والحاني، الصراع والانضباط، التحدي والرعاية. هذا ما يُخرج جيلاً سليماً، لا يُفرط في الخشونة ولا يغرق في النعومة. جيلاً يحمل صفات الرجولة المعنوية: الثقة، الحزم، التحمل، دون أن يُجرد من الرحمة واللين.

وفي الختام، فإن القرار ـ رغم حسن النوايا ـ يفتقر إلى دراسة تربوية عميقة لتأثيره على بناء الهوية الذكورية. وإذا أردنا أن نبني جيلاً متوازناً، فعلينا أن نعيد النظر في بيئته التربوية الأولى، لا أن نفرض عليه نمطاً أحاديّ اللون، تحت مسمى الإصلاح.

ShareTweetSendShare

أخبار أخرى

كتاب وأراء

الاستقلال .. عهدُ الوفاء و مسيرةُ البناء

الأحد, 25 مايو 2025, 2:02
كتاب وأراء

الاستقلال الأردني.. اتصالٌ لا انفصال !!

الأحد, 25 مايو 2025, 1:30
كتاب وأراء

(في حضرة الاستقلال: وطن يُزهر من الصخر)..

الأحد, 25 مايو 2025, 1:02
كتاب وأراء

“وطن لا يُقاس بالحدود .. بل بالكرامة”

السبت, 24 مايو 2025, 23:50
كتاب وأراء

ذكرى استقلال الأردن: محطة مضيئة في تاريخ الوطن

السبت, 24 مايو 2025, 16:30
كتاب وأراء

“الاستقلال ذكرى المجد المتجدد ومسيرة بناء يقودها الهاشميون بثقة واقتدار”

السبت, 24 مايو 2025, 16:28
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اعلن لدينا
  • اتصل بنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية