صدى الشعب– سليمان أبو خرمة
خلفت جائحة كورونا العديد من الأضرار في مختلف المجالات وبالذات الصحية والاقتصادية، حيث عمقت الجائحة أزمة الاقتصاد العالمي وكبدته العديد من الخسائر التي انعكست على الكثير من الدول ومنها الأردن.
وأكدت العديد من التقارير والدراسات الضرر الذي لحق بالاقتصاد الأردني، جراء جائحة كورونا مما انعكس على الأوضاع الاقتصادية للمواطنين والشركات وزاد الوضع من نسبة الفقر وخسارة بعض المواطنين لوظائفهم وإغلاق العديد من الشركات أبوابها.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن رغم، أن الحكومة أعلنت تعافي الأردن من جائحة كورونا، هل ما زال تأثير الجائحة على الاقتصاد الأردني مستمرًا أم أن الحركة بدأت بالتحسن والانتعاش بدءا من القطاعات الاقتصادية التي استعادت العجلة حركتها إلى أن وصلت إلى المواطن الذي أصبحت يعمل في معظم القطاعات.
يؤكد الخبير الاقتصادي حسام عايش لـــ” صدى الشعب” أنه من الصعب حسم الأمور إن كانت عادت لسابق عهدها قبل كورونا، أو أنها ما زالت تحت تأثير الأزمة لكن في معظم الأحوال تجاوزنا مسألة كورونا بآثارها على القطاعات الاقتصادية والأسواق. ولفت إلى أن النتائج المترتبة من جائحة كورونا ما زالت موجودة وبعضها لها علاقة بأمر الدفاع 28 المتعلق بحبس المدين مشيراً إلى انه من المفترض أن المجتمعات تعود لوضعها المعتاد وأن تتعامل مع المشكلات والاضطرابات بأكثر احترافية ما بعد وقوعها.
وأشار عايش إلى أن الاقتصاد الأردني يتأثر بأي مشكلة طارئة وتعيده أحيانا إلى المربع الأول، مضيفًا إلى أن أزمة كورونا تبعها عدة أزمات منها الحرب الروسية الأوكرانية ثم أزمة ارتفاع الطاقة وتبعها أزمة ارتفاع الغذاء.
وزاد عايش، أن العالم عليه أن يعتاد بشكل مستمر على الأزمات ، مشيرًا إلى أن كل أزمة لا بد أن تفرز استجابة لمواجهتها وهي تدل على حيوية الشعوب والحكومات في كيفية التعامل مع هذه التحديات.
ولفت إلى أن تأجيل حل المشكلات يثقلها ويعطل : ما يفترض أن يكون الأداء اقتصاديا نعود فيه إلى للأوضاع الطبيعية، مضيفًا إلى أن جائحة كورونا أثرها كما الأزمة العالمية في 2008 والتي بقية الأحاديث في آثارها لمدة عشر سنوات.
ونوه عايش إلى أنه رغم الأحاديث عن التعافي والذي وصفه بأنه حديث علاقات عامة وسياسي، إلا أن آثارها على الاقتصاد الأردني ما زالت مستمرة وربما تكون لفترات قادمة، مضيفًا أن هذا لا يعني أن تبقى المشكلات التي نجمت عنها دون حل أو مرهونة بظروف قادمة قد لا تأتى لحلها.
وبين، أن الحكومة مسؤوليتها وضع سياسات وأخذ العبر والتعامل مع الأوضاع الحالية والقادمة وواحدة من أدوات ذلك، محاولة التخلص من المشكلات التي نجمت عن جائحة كورونا.
وأوضح، أن الكثير من المواطنين الذين فقدوا جزءًا من دخلهم بسبب الجائحة، إما أنهم لم يستعيدوا ذلك أو انه بعد استعادته أتت أزمات أخرى مثل التضخم والأسعار المرتفعة التي ساهمت في تقليل هذه الاستعادة.
وأكد، أن هذه الحالة الأردنية مستمرة فكل سنتين أو ثلاثة نواجه حالة مشابهة للأزمات، مضيفًا إلى أن الحل بنمو اقتصادي أفضل واستثمارات نوعية مختلفة بنتائجها عوائدها ومراجعة النفقات الحكومية والتخلص من الهيئات المستقلة التي لا تودي غرضًا حقيقيًا.
الأردن وعلى لسان أكثر من مسؤول أعلن استعادة عافيته وتجاوز جائحة كورونا، وقد أكد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أن الحكومة وهي تطوي صفحة كورونا، ستتحوّل من حكومة مهمات إلى العودة للمبادرة باستئناف الخطط والبرامج الاقتصادية والتنموية التي سبقت وصول الوباء، مشيرا إلى أن الحكومة بصدد إطلاق حزم تحفيزية للصناعات في المناطق والمحافظات التي تعاني من زيادة عالية في نسب البطالة، كما أن الحكومة ستعمل على زيادة فرص العمل، وستطلق برنامجاً للتشغيل الوطني بكلفة 80 مليون دينار أردني لتوفير قرابة 60 ألف فرصة عمل.