كتب. عبدالهادي راجي
بعد الإفطار نستهلك ما لا يقل عن نصف مليون رأس أرجيلة يوميا, مليون بربيش صناعي.. ناهيك عن (10) طن فحم.. هذه الإحصاءات من عندي وليست رسمية
أنا لا أفهم سبب الهوس بالأرجيلة؟.. ولكن عمان وحدها لو قمنا بحساب ما يدفعه الأردني بعد الإفطار على الإرجيلة ستجد الرقم مهولا, صدقوني إذا قلت لكم نصف مليون دينار تكلفة (الأرجيلة) بعد الأفطار وفي عمان وحدها فأنا لا أكذب
في المحلات الفاخرة, تكلفة الأرجيلة (6) دنانير… بالمقابل تكلفة وجبة الصائم لا تتجاور ال(3) دنانير, وإذا قمت بطلب تغيير الرأس فالتكلفة ستزيد بالطبع, ناهيك عن أن الفنادق… لها أسعارها الخاصة, التي تزيد عن ذلك… وللعلم لا يحصل الجميع في عمان على وجبات كاملة السعرات, من الممكن أن يأكلوا وجبات مكونة من الخضار فقط.. من الممكن أن يأكل البعض وجبات خالية من اللحم والدجاج.. بالمقابل رواد المقاهي, بالضرورة يوميا أن يحصلوا على أنفاس الأرجيلة
هذا الامر يقع في باب الحريات الشخصية أعرف ذلك, ولكن لماذا لم يعترض أحد منا على الاضرار المالية والصحية التي تتسبب بها الارجيلة ويطالب أمانة عمان بمنعها تحت السقوف المغلقة والسماح بها في الهواء الطلق, بالمقابل قمنا بالتعامل مع خبر خفض سعر المحروقات (تعريفة) بالكثير من السخرية, والكثير من التنمر على المشهد العام. لو قامت أمانة عمان بمنع الارجيلة في الاماكن المغلقة, صدقوني أن غضبنا سيتجاوز الصحافة والسناب شات والفيس بوك, وقد نحرك مسيرة.. بالمقابل الاسر العفيفة في عمان الشرقية والتي يخلو طعامها من الدجاج واللحم… لو نامت على الجوع فلن يعترض أحد..
أنا لا أفهم كيف استطعنا أن ننتج في العاصمة عمان اقتصادا جديدا اسمه (اقتصاد الارجيلة) وهو اقتصاد يقوم على الضرر, والهدر ويقوم على امتهان ابسط قواعد الصحة العامة, ناهيك عن احتقاره لحرمة الاخر.. والمشكلة أنك إذا فعلت القانون ومنعت تدخينها في األماكن المغلقة فسيتهمونك بأنك تقطع أرزاق الناس, أي أرزاق تلك التي تأتي من الضرر..! أتمنى من وزير المالية وأمانة عمان أن يقدموا لنا كلفة وحجم اقتصاد األرجيلة في عمان وحدها