ماجد توبه
هاهو الاحتلال الاسرائيلي المجرم يستأنف حربه وقصفه المجرم على قطاع غزة بغطاء اميركي مجرم، بعد عدة أيام من الهدنة وصفقة تبادل الاسرى المدنيين، سيعود اليوم الى خياره المجرب بحرب الابادة والقصف العشوائي والتدمير الممنهج لغزة، وهو خيار جربه بابشع الصور على مدى 50 يوما قبل ان ياتي صاغرا للموافقة على الهدنة.
لكن هل انتهت اسباب الهدنة التي اضطر اليها العدو؟ بلا شك لا، فعشرات اسراه المدنيين والعسكريين ما زالوا بقبضة المقاومة لن يسمح له المجتمع الاسرائيلي بتركهم والتضحية بهم، فقط لاشباع غرائزية القتل والانتقام لدى نتنياهو وعصابته المجرمة، التي مهما حاولت وحققت من نتائج على الارض فلن تتمكن من محو اثار الهزيمة والانكسار الكبير للكيان في 7 اكتوبر وطوفان الاقصى، لتلحقه هزيمة اخرى تصعب مداواتها ايضا بفشل حربه الجوية والبرية عن تحرير اسير اسرائيلي واحد رغم حرث شمال غزة حتى بمستشفياته.
لن نستطيع تقليل حجم الماساة والمعاناة بل والابادة الاجرامية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورغم الفخر والوقوف باجلال امام تضحيات هذا الشعب العظيم امام ما يواجهه من جرائم غير مسبوقة فان لهذا الشعب طاقة للتحمل امام انفلات الة القتل الاسرائيلية من كل عقال وسط تواطؤ وعجز دولي وعربي عن التصدي لنازيي العصر الحديث.
لا نخشى على رجال المقاومة فهم رجال الله يحملون ارواحهم على اكفهم، اسود يخشى العدو مواجهتهم، لكن العدو الجبان والمختبيء خلف شاشات طائراته وغرف التحكم بصواريخه ودباباته يلجا الى استراتيجية الارض المحروقة والابادة للحاضنة الشعبية للمقاومة ليكسر ارادة المقاومين ويصل بهم الى لحظة الموازنة بين الخيارين المرين، الصمود اكثر مع توسع الابادة والتدمير للمدنيين والاطفال والنساء وبين الانحناء للعاصفة حفاظا على ما تبقى من غزة في انتظار جولة جديدة من الصراع في مقبل السنوات.
لن نضع انفسنا مكان قيادة المقاومة فاهل مكة ادرى بشعابها ولا يفتي قاعد لمجاهد، لكن في هذا العالم الظالم وانفراد اقوى الجيوش المجرمة بشعب اعزل وبمواجهة مقاومة سلاحها الرئيسي الاقوى هي الارادة الفولاذية وعزيمة لا تلين بتنا نخشى من حلول لحظة الحقيقة القاسية والاخيتار بين الخيارين المرين.
ومهما كان الخيار، لن تتمكن اسرائيل ولا اميركا القضاء على حماس والجهاد وباقي فصائل المقاومة في غزة كفكرة وايقونة معمدة بالدماء الزكية وشجاعة الحق التي لا تقهر.. وقد علمنا التاريخ الفلسطيني ان جيل الثورة والتحرير يسلم جيلا اخر بعد كل كبوة، فدماء الثورة والمقاومة تسري في عروق الفلسطينيين ولا بديل امام هذا الشعب عن التحرير والاستقلال ويكفي حماسا ومقاومة غزة والضفة الغربية انهم كتبوا فصلا جديدا بكتاب هذه الثورة الذي سيبقى مفتوحا حتى التحرير الكامل.
مهمة كبيرة ستبقى امام حماس والمقاومة بغزة وهي بمتناول اليد، وهي ستعزز انتصارها الذي لن تمحوه اية نتيجة لحرب الابادة الجبانة، الا وهي تمكين حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” من استعادة ذاتها. نعم هذا ما نتوقعه من حركة حماس التي دخلت في صراعات طويلة مع “فتح”، ولكن الاخيرة تشكل الجناح الثاني الرئيسي لقيادة الشعب الفلسطيني وعليها يمكن المراهنة بحمل راية الجهاد والمشروع الوطني الفلسطيني للامام، بل وايضا تغطية ظهر مقاومة حماس والجهاد في ظل ما يخطط بالغرف المغلقة لهياكل وبدائل فلسطينية وعربية مطلوب منها استكمال طعن ظهر المقاومة بعد وقف هدير المدافع.
لكن عن اي “فتح” نتحدث؟! نتحدث عن فتح القواعد والمقاومين والوطنيين وهم الاغلبية، لكنهم تشتتوا ايدي سبأ في ظل قيادة اخترقت حتى العظم.. عجزا وحسابات واجندات خاصة وتبني علاقات مساكنة ومهادنة وربما ذيلية لدى البعض لاسرائيل ولدول عربية.
لن اطيل ولن افصل في هذه المساحة المحصورة.. دعم حماس لاستعادة فتح ذاتها ودورها.. فتح ابو عمار وابو جهاد وابو اياد وسعد صايل.. يتم عبر عدم تنازل حماس عن الافراج عن القائد الفتحاوي مروان البرغوثي بصورة اساسية وغيره من قيادات فتح ضمن صفقة التبادل القادمة مقابل عسكريي الاحتلال. فتح والشعب الفلسطيني بحاجة لقيادة كاريزمية نظيفة اليد وذات رؤية وطنية وحدوية تجمع شتات فتح وتعيدها الى تاريخها لقيادة المرحلة المقبلة.. والحل والامل هنا بمروان البرغوثي الذي لن يستطيع منافسته من لا يقدر فتح ودورها بل وضربها في العمق!