الاقتصاد الرقمي لـ(صدى الشعب): الأردن يواصل تعزيز مكانته في الذكاء الاصطناعي وبناء القدرات البشرية لتحقيق التحول الرقمي الشامل

صدى الشعب – راكان الخريشا

تواصل المملكة الأردنية الأردنية خطواتها المتسارعة لتعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير قدرات موظفي القطاع العام ودمج أحدث التقنيات في التعليم والعمل الحكومي، في إطار رؤية وطنية تهدف إلى ترسيخ التحول الرقمي الشامل، وتشير وزارة الاقتصاد الرقمي إلى أن المشروع الوطني لرفع الوعي وبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي انطلق عام 2023، يمثل حجر الزاوية في هذه الجهود، ويستهدف تدريب آلاف الموظفين في مختلف المؤسسات الحكومية، تزامنًا مع إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج التعليمية الجامعية والمدرسية.

وفي هذا السياق قالت وزارة الاقتصاد الرقمي، أن الأردن يواصل جهوده لتعزيز جاهزية الحكومة والكوادر البشرية لمواجهة تحديات المستقبل الرقمي، من خلال المشروع الوطني لرفع الوعي وبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي يستهدف تدريب موظفي القطاع العام.

وقالت الوزارة لصدى الشعب، إن المشروع الوطني لتدريب الموظفين الحكوميين على الذكاء الاصطناعي انطلق عام 2023، ويستهدف تدريب 3000 موظف سنويًا، وصولًا إلى 15 ألف موظف بحلول نهاية عام 2027. وأضاف أن عدد الموظفين الذين تم تدريبهم خلال عام 2023 تجاوز 3000 موظف، فيما ارتفع العدد في عام 2024 ليصبح ما يزيد عن 6000 موظف في أكثر من 90 جهة حكومية، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ حاليًا على تدريب 3000 موظف إضافي خلال عام 2025.

برامج تدريبية متنوعة

وأوضح الوزارة أن المشروع يستهدف ثلاث فئات رئيسية ضمن المؤسسات الحكومية

1. القادة والإدارات العليا: تقديم تدريب استراتيجي مخصص لتزويد الفئات الإدارية بأحدث مستجدات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على مستوى اتخاذ القرار.
3. الموظفون بكافة مستوياتهم: ورش تعريفية بالذكاء الاصطناعي، استخداماته، أنواعه، وتطبيقاته العملية لحل المشكلات والتحديات الوطنية.
4. التقنيون والفنيون والمهندسون: تدريب تقني مكثف يمتد لمدة ثلاثة أشهر لكل دورة، لتطوير المهارات الفنية المتقدمة اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى تعزيز الكفاءة الحكومية وتطوير القدرات البشرية، بما يسهم في تحسين جاهزية المملكة للتحديات المستقبلية.

الذكاء الاصطناعي في التعليم
وحول دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، أوضحت الوزارة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمركز الوطني لتطوير المناهج، قامت بتطوير مناهج المهارات الرقمية في المدارس الأردنية، والتي يعد الذكاء الاصطناعي أحد محاورها الأساسية. كما تم إطلاق منصة سراج التعليمية، وهي منصة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تم تجربتها مع نحو 7000 طالب و1000 معلم، ويجري حاليًا نشرها على المستوى الوطني للوصول إلى نحو 2 مليون طالب.

وعلى مستوى الجامعات، تم استحداث تخصصات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، حيث أدرجت 27 جامعة أردنية هذه التخصصات ضمن برامجها الأكاديمية للبكالوريوس والماجستير، وبلغ عدد الخريجين منذ عام 2019 حتى 2024 أكثر من 850 خريجًا، فيما يدرس أكثر من 9000 طالب حاليًا ضمن هذه التخصصات.

تقدم الأردن عالميًا وعربيًا
وأشارت الوزارة إلى أن الأردن أحرز تقدمًا ملحوظًا في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي، حيث ارتفع ترتيبه إلى 49 عالميًا من أصل 188 دولة في 2024، بعد أن كان في المرتبة 55 في 2023، واحتلت المرتبة الخامسة عربيًا، وأوضحت أن هذا التقدم يعكس نجاح الحكومة في بناء منظومة داعمة للذكاء الاصطناعي، من خلال الاستراتيجية الوطنية وخطة تنفيذية 2023–2027، بالإضافة إلى إعداد الميثاق الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الذي يوازن بين الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة وتحفيز الابتكار.

وأشارت أيضًا إلى أن تطوير البنية التحتية الرقمية، وإطلاق خدمات الجيل الخامس 5G، وزيادة عدد الشركات التكنولوجية، ونشر الأوراق البحثية، وتطبيق تشريعات حماية البيانات، وتعزيز التعاون مع القطاع الأكاديمي والخاص، كلها عوامل أسهمت في رفع جاهزية الأردن في هذا المجال.

واكدت الوزارة تواصل المملكة جهودها لتعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير القدرات البشرية، ودمج التقنيات الحديثة في التعليم والعمل الحكومي، بما يعزز كفاءة الأداء ويرسخ التحول الرقمي الشامل في الأردن.