أسرتنا والله أيها الملثم ..

بقلم الدكتورة ميرفت سرحان

علمونا .. أنك حتى تفهم شخصية فلان، أو حتى أن تتعرف على بعض من صفاته .. أو لتفهم المعلومة التي يرغب ذلك الشخص أن يوصلها إليك .. ما عليك إلا أن تراقب لغة جسده: (نظرات عيونه، وملامح وجهه، وحركة يديه، وطريقة جلوسه) .. كل هذه التفاصيل تخبرك بطريقه ما، عن خصائص الشخص الذي تتعامل معه أو تتحدث إليه ..

كما علمونا .. أن مكانة الشخص تُستمد مما يعمل: (طبيعة عمله، ومركزه في العمل) .. وأن منزلته تتحدد تبعًا للعائلة التي ينتمي لها، أو مقدار المال الذي يمتلكه، وغيرها ..وربما يرفع من شأنه بين أقرانه؛ شكله (بشاشة وجهه، وجمال جسده)، وقد يضاف لذلك ترتيب هندامه ..

وعلمونا .. أن من أساسيات التعرف على الآخر: أن تعرف اسمه .. عمره .. عائلته .. مكان سكنه، وغيرها ..

وحتى تحبه؛ لا بد أن تعاشره .. أو على الأقل أن تختبر بعض المواقف معه، فتصبح هذه المواقف ذكريات تجمعكم وتقربكم من بعضكم ..

فيا أيها الملثم .. نحن لا نعرف اسمك ولا عائلتك ولا عمرك .. ومع هذا نحن نعرفك ..

أيها الملثم .. ما اختبرنا معك أي موقف، ولا جمعنا بك أي مكان .. لكننا نحبك ..

أيها الملثم .. لم تسنح لنا الفرصة أن نتفحص لغة جسدك .. إلا أننا فهمناك ..

أيها الملثم .. نحن لا نعرف ماذا تعمل، ولا كم تملك، ولا حتى شكل وجهك .. لكن مكانتك عندنا كبيرة بحجم الأمل ..

هل تعلم أيها الملثم .. أنك ورفاقك (الملثمين) .. كنتم خير من يخرق القواعد ويخرج عنها ..

أسرتنا أيها الملثم ورفاقك .. أسرتمونا حبًا وفخرًا .. أسرتمونا رفعة وكرامة ..

أيها الملثم ورفاقك .. “آواكم الله .. حفظكم الله .. نصركم الله .. ثبَّتكم الله .. أيَّدكم الله” ..

يقول ربي تبارك وتعالى:

“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” ..

(الأحزاب: 23)