صدى الشعب – الزرقاء – عبدالرحمن البلاونه
نظمت غرفة صناعة الزرقاء، الثلاثاء، جلسة حوارية حول دور الجامعات والصناعة، وذلك في اطار التشاركية الفاعلة ما بين القطاع الأكاديمي التقني والقطاعات الصناعية المختلفة، بمشاركة رئيس غرفة الصناعة، المهندس فارس حمودة، و رئيس شركة العقبة للتعليم الدكتور أسامة ماضي، و رئيس بلدية الظليل المحامي نضال كريم العوضات، والنائب الأسبق محمد الحاج، ورئيس مجلس محافظة الزرقاء السابق، الدكتور ماجد الخضري، وعدد من المستثمرين، وممثلي القطاع الصناعي، والمجتمع المحلي، في مقر غرفة صناعة الزرقاء.
وأكد المهندس حمودة خلال الجلسة التي أدارها الدكتور مصطفى عيروط، على أهمية السعي لإيجاد عمالة مؤهلة تتمتع بكفاءة ومهنية وتقنية عالية للعمل في القطاع الصناعي.
وأشار المهندس حمودة إلى أن القطاع الصناعي هو من أهم القطاعات التي تقدم قيمة مضافة على الاقتصاد الكلي، وبين أن العمالة المسجلة في الضمان الاجتماعي بشكل رسمي حوالي 250 ألف ، وأن مدينة الزرقاء تشكل 52% من رأس المال المستثمر، و الصناعات المهمة التي ترفد الاقتصاد الوطني، فهي تضم 80% من قطاع الألبان ومزارع الأبقار، في الظليل والحلابات، و90% من صناعة الدواجن، إضافة إلى مصفاة البترول الأردنية، ومحطة الحسين الحرارية، والمنطقة الحرة، وأن صناعة الحديد تتركز في منطقة الهاشمية، ما يجعل الزرقاء محافظة مهمة بالصناعة، موضحاً أن الزرقاء لا تصدر لكنها ترفد الوطن وتعوضه عن الاستيراد، مبيناً أن موقع الزرقاء الجغرافي و ترابطها مع محافظة المفرق، والميزة النسبية التي تتميز بها الزرقاء، وهي العمالة المؤهلة، مما يجعلها مؤهلة في الاسهام في الصناعة المحلية وزيادة نسبة الصادرات.
وأشار إلى ان الزرقاء ترفد عمان بالعمالة، مبينا أن العامل الذي يتوجه من الزرقاء إلى سحاب والقسطل يؤثر ذلك على انتاجيته ويزيد من الكلف الإضافية على الدولة وعلى المواطن، مبيناً وجود عجز بالميزان التجاري، و ان البضائع التي يتم شراءها من الخارج تؤثر على مستوى دخل المواطن، وان مساهمة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي قد تراجعت في العقد الأخير، وطالب بضبط العمالة الوافدة غير المنظمة.
وأكد المهندس حمودة السعي إلى إعادة توطين الصناعة في الزرقاء، و أنه تم اطلاق مشروع مدينة الزرقاء الصناعية والتي ستكون أكبر مدينة صناعة في الشرق الأوسط حين اكتمالها، كما يجرى حاليًا اعادة تأهيل منطقة وادي العش الصناعية ويتم إعادة تأهيلها بمكرمة ملكية، اضافة إلى وجود مناطق متخصصة في مجمع الظليل والحلابات، والازرق، إضافة إلى منطقة المفرق التنموية التي تضيف العديد من الميزات الصناعية، مما يتطلب توفير كوادر مهنية وتقنية مؤهلة.
وتحدث عن أهمية احلال المستوردات الصناعية التي لها بديل وطني مما يساهم في تقليل عجز الميزان التجاري، من خلال تعزيز المنتج المحلي وزيادة الصادرات الصناعية، مشددًا على أهمية تنظيم سوق العمل، من خلال مراقبة العمالة الوافدة غير المسجلة وخطرها على العمالة الأردنية المدربة والمؤهلة مما يتطلب ضبطها وتوفير كامل البيانات عن هذه العمالة بشكل دقيق.
وأكد المهندس حمودة على أهمية التوجه للأتمتة والمكننة، والتكنولوجيا الحديثة في الصناعة، من خلال استحداث برامج تطبيقية وعملية في الجامعات والكليات التقنية، بعيدًا عن التعليم الأكاديمي الذي يزيد من مستويات البطالة بين الشباب الأردني.
من جهته قدم الدكتور ماضي نبذة عن جامعة العقبة للتكنولوجيا وكلياتها ، ونبذة عن الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا، والتخصصات التي تدرس بها، مبيناً أن الشركة التي تم تأسيسها عام 2008 ، تبلغ استثماراتها حوالي 200 مليون دينار، و تعنى بالاستثمار بالقطاع التعليمي وكان من باكورة استثماراتها انشاء جامعة العقبة للتكنولوجيا والتي باشرت التدريس في العام 2015 وجل طلابها من الجنسيات العربية، حيث تبلغ نسبة الطلاب من خارج المملكة 70% من عدد طلبتها، حيث تضم أربعة عشر تخصصًا من ابرزها الصناعة الدوائية، وهندسة البرمجيات، وهي أول جامعة طبية اردنية تقام في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي أول جامعة اردنية خاصة حصلت على الاعتماد العام والخاص من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها حيث استقبلت الفوج الأول من طلبتها في بداية العام الجامعي 2022 – 2023 في تخصص الطب البشري وطب الأسنان.
وأوضح ان الشركة قامت بإنشاء أول جامعة خاصة في شرق عمان والتي تضم تخصصات تقنية ومهنية، يشرف عليها كوادر مؤهلة في مجال الطاقة المتجددة، انتاج الطاقة والصناعات الهندسية والسيارات الهجينة، وصناعة الاسنان.
و أشار الدكتور ماضي إلى المستشفى الجامعي قيد الانشاء والذي يضم 200 سرير وسيوفر نحو 1000 فرصة عمل، وهو يعد أول مستشفى تعليمي في الجنوب، وسيكون جاهز في نهاية العام الحالي، أو بداية العام المقبل.
وأكد ماضي على عزم شركة العقبة على التعاون مع القطاع الصناعي لتصميم برامج تعليمية متخصصة تعتمد على حاجة القطاعات الصناعية المختلفة بالتعاون مع غرفة صناعة الزرقاء.
من جانبه، أشار الدكتور عيروط إلى أهمية العلاقة التشاركية ما بين القطاع الصناعي والجامعات التي يقع على عاتقها تقديم الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتخصصات المهنية والتطبيقية التي تسهم بالارتقاء بدور الصناعات الوطنية وتطويرها وتجويدها، موضحاً ان القطاع الخاص معني بالتخصصات التطبيقية والمهنية وتوعية الشباب انسجاما مع توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني للتوجه نحو التعليم المهني والتطبيقي.
وفي نهاية الجلسة تم توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة صناعة الزرقاء وشركة العقبة للتعليم، بهدف التعاون مجال التدريب والتشغيل وإقامة المعارض الصناعية الانتاجية، وإقامة أيام التشغيل، والتعاون والعمل المشترك للقيام بحملات توعية وتشجيع الإنتاج، وذلك من منطلق انه لا يمكن أن ينجح التعليم دون التعاون مع القطاع الخاص.