صدى الشعب – كتب فايز الشاقلدي
ارتفعت وتيرة ومؤشرات التصعيد والتصعيد المتبادل في الضفة الغربية المحتلة في الايام القليلة الماضية ، على وقع التطورات في المشهد السياسي “الإسرائيلي “وصعود اليمين المتطرف، ومن ثم تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة، لتشهد المنطقة منذ عام 2021 حراكًا مسلحًا فلسطينيًا، جاء نتيجة حتمية لانتهاكات المستوطنين وعناصر جيش وشرطة الاحتلال “الإسرائيلي”، من تهجير بعض السكان وأوامر الإخلاء بحق عدد من الأحياء والقرى، إلى جانب تصاعد الاقتحامات شبه اليومين للحرم القدسي خلال الأعياد الدينية، بالتوازي مع ارتفاع مستويات البطالة بين الشباب وفقدان الأمل بإيجاد حل قريب وناجع للقضية الفلسطينية في ظل المشهد الوطني والإقليمي الحالي.
وكان من اللافت استدعاء فصائل المقاومة الفلسطينية لأهالي الضفة الغربية بالانضمام إلى عملية “طوفان الأقصى” خلال الإعلان عن انطلاق هجوم السابع من أكتوبر، وإعادة بثّ النداء ذاته في شهر (3) الماضي، إلا أن ميدان المعركة في الضفة الغربية المحتلة ومع استمرار الاضطرابات فيها على وقع الانتهاكات الدورية لقوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين المتطرفين بحق المقدسات الدينية والقرى والمنشآت المدنية الفلسطينية، يختلف كليًا عن الوضع في قطاع غزة الذي يخضع التصعيد فيه وقرار التهدئة أو الحرب لسلطة الفصائل.
وتأسيسًا على ما سبق؛ يتناول المحور التالي من المقال مؤشرات واحتمالات التصعيد في الضفة الغربية، وانعكاساتها على الوضع في الأراضي المحتلة عمومًا.
مؤشرات مهمة
أظهرت تطورات التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع ” طوفان الاقصى ” فورانًا شبابيًا جامحًا في منطقة الضفة الغربية المحتلة بعد فترات طويلة من الهدوء النسبي، بما فرضته بيئة الانقسام الفلسطيني وحجم الارتكازات والحواجز الأمنية “الإسرائيلية “على امتداد مناطق ومحافظات الضفة، إلى جانب النشاط الاستيطاني الواسع والذي عززته تسليح مجموعات المستوطنين على ضوء عمليات الطعن وإطلاق النار المتفرقة التي نفذتها الفصائل عن طريق هجمات “الاسود المنفردة”، والتي عبرت في غالبها عن سلوك فردي شبابي فلسطيني …… ، بما يمهد لإيجاد أرضية للعمل المسلح ويسمح بتمدد والتقاء المتعاطفين مع فصائل غزة، وعلى رأسها حركتا “حماس” و”الجهاد”، وهو ما برز في ما بعد بتفعيل الخلايا النائمة للفصائل في مناطق الضفة وتوسيع نطاق العمل المسلح، بما يتجاوز الإطار الفصائلي التقليدي لتسهيل حركة المقاومين وإيصال زخم العمل المسلح إلى أوساط فئات اجتماعية واسعة تبدو ساخطة على المشهد الفلسطيني العام بنخبتيه السياسية والفكرية.
ومنذ بداية حرب غزة في 7 أكتوبر 2023 عوّلت فصائل المقاومة الفلسطينية على تحريك الضفة الغربية كجبهة رئيسية ثانية في عملية “طوفان الأقصى”، استنادًا لأهميتها المطلقة في قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقدرتها على إحداث زلزال واسع النطاق تمتد آثاره إلى باقي المنطقة.