الزرقاء – عبدالرحمن البلاونه
رعى مساعد محافظ الزرقاء لشؤون السلامة العامة، فيصل العتوم، مندوباً عن محافظ الزرقاء، الورشة التوعوية للحد من آثار المخاطر، وإطلاق مبادرة راصد الهندسي التي نظمتها نقابة المهندسين الأردنيين فرع الزرقاء، بالتعاون مع لجنة إدارة مخاطر الأزمات والكوارث، في نقابة المهندسين الأردنيين، الثلاثاء، في مقر فرع النقابة بمجمع النقابات المهنية في الزرقاء.
وحضر الورشة، رئيس مجلس نقابة المهندسين، فرع الزرقاء، الدكتور المهندس خالد عبدالله البلوي، ورئيس مجلس المحافظة، الكابتن فيصل الزواهرة، ومدير النقابة، المهندس عودة الغويري، ومدير مديرية أوقاف الزرقاء، الدكتور أحمد سلامة الحراحشة، ونائب مدير دفاع مدني الزرقاء، المقدم منصور الصرايرة، والأمين العام لنقابة المهندسين، المهندس علي ناصر، ورئيس لجنة إدارة المخاطر، المهندس نايف خوري، وعدد من المهندسين والمهندسات، ومندوبي وسائل الإعلام المحلية.
وأكد الدكتور البلوي على أن نقابة المهندسين دأبت منذ عهدها، وما تزال أن تكون بجانب الوطن والمواطن، لذلك كان لها الكثير من اللمسات الحقيقية والرئيسية في كثير من المفاصل التي تدعم هذا الهدف وهذه الخدمة.
وأشار الدكتور البلوي إلى أن هذه الورشة التي انبثقت عن لجنة إدارة الكوارث والأزمات التابعة لنقابة المهندسين جاءت لتكريس ها العمل كذراع داعم للمجلس الوطني لإدارة الكوارث والأزمات، وتحدث عن أبعاد الازمات الثلاثة، وهي البعد الزماني، ما بعد الكارثة، وهو ما تعالجه وما يقوم به المجلس الوطني، والبعد المكاني، وهو ما تقوم به نقابة المهندسين وجميع الغيورين من أبناء الوطن على سلامة الوطن والمواطن، والبعد القيمي، وهي الآثار المترتبة على أي كارثة، وهي القيمة المادية والمعنوية، ومن جرحى، ومن نفقدهم، وهم أغلى ما نملك.
من جهته أوضح العتوم أن هناك خطة تحدد الإجراءات والنشاطات اللازمة لتوعية الناس بالمخاطر المحتملة وكيفية التعامل معها، وتشمل تحديد الجمهور المستهدف، والرسائل المطلوبة، والجدول الزمني للتنفيذ، وأنه يجب إعطاء الأولوية للحد والتخفيف من أخطار الكوارث، وبناء ثقافة السلامة والقدرة على مواجهتها من خلال زيادة الوعي المجتمعي، موضحاُ بأن الفرق بين إدارة المخاطر والأزمات هو أن الأولى استباقية والأخرى تفاعلية، لذلك من المهم التمييز بين ما يمكننا السيطرة عليه والاستعداد لمواجهة الكوارث عبر تعزيز البنية التحتية وتوفير المواد اللازمة.
وأشار العتوم إلى مثال حي وواقعي نفذته محافظة الزرقاء، وهو تجربة “الأسد المتأهب”، حيث تم التعامل مع أزمات ومخاطر افتراضية لقياس جاهزية دار المحافظة والدوائر التابعة لها، مؤكداً أن التجربة كانت ناجحة، ولاقت استحسان المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بفضل سرعة الاستجابة، وإعداد خطط مسبقة وتنظيم خلايا عمل مكونة من أعضاء فاعلين من كافة الدوائر والمؤسسات العامة، ما يعزز من قدرتنا على مواجهة الأزمات والكوارث بكفاءة وفعالية.
من جهة أشار رئيس لجنة إدارة الكوارث والأزمات المهندس نايف خوري إلى أن المخاطر متنوعة ويمكن أن تحدث في أي وقت، مثل الزلازل التي تهدد التنمية المستدامة والاقتصاد وخسائر الأرواح، كما تشير تقارير الأمم المتحدة لعامي 2022 و2024 إلى أننا نعيش في خطر مستمر، وأبرزها كان كارثة كوفيد-19 والتغير المناخي الذي نعيش آثاره يومياً.
وأكد المهندس خوري على أن نقابة المهندسين الأردنيين، كواحدة من أكبر منظمات المجتمع المدني في الأردن، شكلت لجنة إدارة مخاطر الكوارث والأزمات منذ عام 2015 بهدف تعزيز التعاون لنشر الوعي حول إدارة المخاطر والحد من آثارها وإقامة ورش العمل بالتعاون مع مختلف الوزارات، كما أن إطلاق مبادرة “الرصد الهندسي” تهدف للاستفادة من وجود المهندسين في مواقع العمل لتنبيه الجهات المعنية بالمخاطر المحتملة.
وأكد الكابتن الزواهرة على أهمية وجود نظام إدارة السلامة في التعامل مع المخاطر المختلفة، وتفعيل دور الأجهزة الأمنية والدفاع المدني في الرقابة على هذا الموضوع، كما أشار إلى الحاجة لإجراءات محددة للتعامل مع حالات التسمم والأوبئة وتأمين سلامة العاملين في مختلف المنشآت.
و أشار الكابتن الزواهرة إلى أنه يجب أن يكون هناك خطة هندسية ومالية متكاملة للحفاظ على المباني القديمة ومنع سقوطها، خاصة في المناطق التاريخية، وينبغي على جميع الجهات المعنية في محافظة الزرقاء، بما في ذلك الجهات الصحية والأمنية ونقابة المهندسين ووزارة التربية والتعليم، والتعاون لتنفيذ تمارين وهمية دورية كل ستة أشهر أو سنوياً، للتأكد من جاهزية الجميع في مواجهة أي طارئ.
بدوره أكد المهندس ناصر على أهمية العمل الجماعي والتعاون المشترك بين جميع الجهات لضمان السلامة العامة في مواجهة الكوارث والأزمات، وأن نقابة المهندسين تعمل بشكل مستمر على تحديث الأنظمة وتوفير التعليمات اللازمة لضمان سلامة المواطنين والعاملين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى التزام النقابة بتعزيز التعاون مع الجهات الرسمية مثل لجنة البناء الوطنية ووزارة الداخلية والمحافظة لتعزيز السلامة العامة.
كما أوضح المقدم الصرايرة أن مديرية الدفاع المدني تلتزم بتقديم التدريب والتوعية للمؤسسات والمجتمع لمواجهة أي طارئ، من خلال تنظيم ورش عمل وتمارين وهمية بالتعاون مع جميع المؤسسات الوطنية لضمان الجاهزية والاستجابة الفعالة في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب السابقة مثل حادثة البحر الميت، لتطوير الخطط وتحسين الاستجابة.
وتضمنت الورشة اربع محاضرات، تحدث فيها عن راصد الهندسي، المهندس إيليا حداد، والمحاضرة الثانية وتحدث فيها المهندس وليد عطوان، عن آليات تأهيل العاملين في البلديات، وتأثيره على الاستجابة لمخاطر الكوارث، كذلك تحدث المهندس حسين سراج، بالمحاضرة الثالثة عن الأطر العالمية للحد من مخاطر الكوارث، ودور السلطات المحلية، وفي المحاضرة الرابعة، تحدثت المهندسة زينب أبة زيد عن مخاطر التغيرات المناخية على مصادر المياه، واستعرض المحاضرون تطور الاتفاقات الدولية في الحد من مخاطر الكوارث، وعن دور السلطات المحلية في الحد من مخاطر الكوارث، والإدارة الجيدة للسلطات المحلية لإدارة مخاطر الكوارث، ومخاطر أزمة المناخ، واستراتيجية المياه، وما يعنيه التغير المناخي بالنسبة للمياه، والمناطق المناخية في الأردن، كذلك استعرض المحاضرون الخسائر والأضرار الناتجة عن آثار التغيرات المناخية، على مصادر المياه وسياسة التكيف مع التغير المناخي في قطاع المياه.
وتمخض عن الورشة عدد من التوصيات تمثلت بأهمية إيجاد فريق ينبثق عن هذه الورشة للتواصل في جلسات حوارية بالجامعات، ودور العبادة والمدارس، ومؤسسات المجتمع المدني، وتخضير الأردن وزراعة الأشجار، وأن يتم زراعة أشجار الكينا بكميات كبيرة، في جميع محيط الأردن، وتدريب وتوعية العاملين في إدارة المخاطر، والتدريب والتوعية للعاملين في مجال الطوارىء، كذلك التوعية والتثقيف، ضمن برامج ومناهج وزارة التربية والتعليم، والتوصية بإنشاء ملاجئ في محافظة الزرقاء، كونه لا يوجد بها أي ملجأ، وعمل خطة محلية بمشاركة جميع المؤسسات في محافظة الزرقاء.