صدى الشعب – زيد الشرايعة – يشهد القطاع السياحي بالأردن خلال السنوات الماضية نشاطاً وارتفاع بعدد السياح في موسم الصيف الا ان حرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة اثرت على القطاع بالأردن مما أدى الى تراجع عدد السياح ونسبة الدخل السياحي.
وواجه “المثلث الذهبي”، تراجعا حادا في عدد الزوار والسياح، إذ وصلت نسبة إلغاء الحجوزات السياحية في الإقليم إلى نحو 80 %، لكن، بدأ النشاط السياحي بعد فترة يتقدم نسبيا مما يثر التساؤلات حول التوقعات لهذا الموسم.
والجدير بالذكر ان البيانات الصادرة عن البنك المركزي إلى كشفت عن تسجيل الدخل السياحي ارتفاعاً خلال شهر كانون ثاني من عام 2025 بنسبة 22.8% لتصل إلى 680.5 مليون دولار، وذلك مقابل 554.2 مليون دولار خلال الشهر المقابل من عام 2024، حيث ارتفع الدخل السياحي من الأردنيين المغتربين بنسبة 22.7%، ومن العرب بنسبة 20.2%، ومن الأجانب بنسبة 30.7%.
المغتربون والعرب يقودون الحركة السياحية بالصيف
وفي هذا السياق، أكد الخبير في القطاع السياحي عوني قعوار أن السياحة الأوروبية الوافدة خلال فصل الصيف تشهد ضعفاً ملحوظاً، حيث تتركز الحركة السياحية بشكل أكبر على السياحة الداخلية وسياحة الدول العربية المجاورة والمغتربين.
وأشار قعوار خلال حديثه لـ”صدى الشعب” إلى أن السياحة الأوروبية التي توقفت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدأت تعود تدريجياً إلى مدن مثل البحر الميت وعمان والعقبة، باستثناء منطقة البتراء التي لا تزال تعاني من ضعف في الحركة السياحية.
وأوضح أن الدليل على ذلك هو إغلاق 36 فندقاً حتى الآن، مع توقعات بنشاط سياحي أكبر خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين.
وأضاف أن موسم الصيف لا يشهد تحسناً ملحوظاً في السياحة الأوروبية، حيث يفضل الأوروبيون السفر داخل أوروبا خلال هذه الفترة، فيما يكون موسم الشتاء هو الموسم الذي تشهد فيه الأردن حركة سياحية أوروبية أكبر.
ولفت إلى أن هناك زيادة في الدخل السياحي منذ بداية العام الحالي مقارنة بالعام السابق، الذي وصفه بأنه من أسوأ المواسم التي شهدها القطاع السياحي، معتبراً أن المقارنة الأفضل يجب أن تكون مع السنوات التي شهدت زخماً وارتفاعاً في القطاع.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة أثر بشكل كبير على القطاع السياحي في الأردن، ما أدى إلى إغلاق أكثر من 36 فندقاً في منطقة البتراء، وتسريح ما لا يقل عن 20 ألف موظف من أصل أكثر من 60 ألف عامل يعملون في القطاع السياحي في المملكة.
مطالبات بتأجيل القروض
وأكد أن المناطق السياحية التي ستشهد زيادة في النشاط خلال الموسم الحالي هي المناطق البيئية والترفيهية والعلاجية، مشدداً على أن السياحة الوافدة هي الأكثر تضرراً منذ بدء العدوان، مع بقاء البتراء الأكثر تضرراً ضمن المناطق السياحية.
وحول جهود الحكومة لدعم القطاع، أوضح قعوار أن الحكومة أطلقت برنامجاً لدعم السياحة الداخلية عبر رحلات لمناطق مختلفة في المملكة، بميزانية تصل إلى 5 ملايين دينار، بهدف تنشيط السوق السياحي، إلا أن هذا البرنامج لم ينجح في تنشيط السياحة في منطقة البتراء بشكل خاص.
وطالب الحكومة بدعم مباشر للفنادق في منطقة وادي موسى، مشيراً إلى أن الحكومة دعمت القطاع سابقاً من خلال حيث قام الضمان الاجتماعي بدعم رواتب العاملين من خلال برنامج استدامة والدعم عبر هيئة تنشيط السياحة.
وقال إن المطلوب من الحكومة أيضاً ممارسة الضغط على البنوك عبر البنك المركزي الأردني لتأجيل القروض أو تخفيف الفوائد على القطاع السياحي في ظل التحديات التي واجهها خلال الفترة الماضية، وذلك من منطلق المسؤولية الاجتماعية.
واعتبر قعوار ان الظروف الحالية التي يمر بها القطاع السياحي قاهرة وليست ضمن المعدلات العادية، مؤكداً على ان هذه الظروف أسوء من الفترة التي مر بها القطاع خلال جائحة كورونا.
